بين طاولات سوق الأسماك الحضاري الجديد بمحافظة بورسعيد، تسير "البجعة سعد" وسط المواطنين في أجواء من المرح والسعادة، وكأنها تداعبهم وتتجاذب معهم أطراف الحديث، والجميع يتسابق لالتقاط الصور معها، لتصبح حديث "السوشيال ميديا" وأول ما يسأل عنه زوار السوق.وداخل أحد محال الأسماك وسط السوق الجديدة، يتواجد المكان الذي تنام فيه "البجعة سعد" ويقف صاحبها هشام المصري، يراقبها ويتابع تجاوب المواطنين معها، والابتسامة لا تفارق وجهه، إلا إذا قام أحدهم بمحاولة إيذائها أو ضربها بقدمه، وبسعادة يقول:" البجعة سعد ليست مجرد بجعة عادية، فأنا أربي البجع منذ نحو ٣٠ عامًا، وتعاملت مع أنواع عديدة، لكن هذه البجعة (حنينة) ونظيفة جدًا ولا تؤذي أحدا، وتحب اللعب مع الأطفال، وتداعب زوار السوق، كما أنها تحمي نفسها، ولا تأكل إلا الأسماك الطازجة، ولا تأكل الزبالة، وإذا كان السمك ليس طازجا لا تأكله، لأنها تأكل السمكة من رأسها وليس ذيلها".وعن سبب تسميتها بهذا الاسم قال: "والدها عندما توفى قمت بتحنيطه، وبعد فترة أطلقت عليها اسمه (سعد)، وهي حنينة جدًا، وعندما أتغيب عنها ولو ساعة واحدة، تجري ناحيتي وتجلس تحت قدمي وتداعبني وكأنها تقول لي: كنت فين، لذلك أرفض الحديث عن وصفها بأنها عاملة نظافة فهي نظيفة جدًا، وتحمي نفسها، ولا تنام إلا في مكان نظيف".وأضاف:" في أحد الأيام عرضت على سيدة أجنبية ٥ آلاف دولار لشرائها، ولكنني رفضت لأنني بشوف منها حاجات مبشوفهاش من حد بسبب حنيتها، وهي لا تأكل سوى السمك الطوبار والبوري ولا تأكل أي نوع آخر من السمك، ويتكلف طعامها من ٧٠ إلى ٨٠ جنيها يوميًا، وأحيانًا يشتري لها زوار السوق الأسماك ويطعموها، ويلتقطون الصور معها".وعما يحزنه، قال "بزعل جدًا لما حد يضربها برجله لأنها لا تأذي أحدا أو تعضه، فأنا عندي اثنان، لكن البجعة الثانية في السوق القديم تأكل السمك من الناس، ولا نريد مشكلات، أما البجعة سعد لا تفعل ذلك".
مشاركة :