المرأة صانعة السعادة في مجتمعها

  • 12/4/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مشوارها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬لها‭ ‬ولأسرتها‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬ومفتاحها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬التعليم‭ ‬والثقافة،‭ ‬فحتما‭ ‬يبقى‭ ‬قلبها،‭ ‬وعيونها‭ ‬مفتوحة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل،‭ ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬نساء‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬تبدو‭ ‬ملامحه‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭. ‬فالجيل‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬تتاح‭ ‬للمرأة‭ ‬فرص‭ ‬كبيرة‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬غايات‭ ‬السعادة‭ ‬والثقافة،‭ ‬والسبب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬المرأة‭ ‬تشعر‭ ‬فيه‭ ‬بسيطرة‭ ‬الرجل‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬تغيرت‭ ‬الأحوال،‭ ‬كان‭ ‬الماضي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬واتجاهها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وأعني‭ ‬به‭ ‬سعادتها‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الرجل‭ ‬صاحب‭ ‬دور‭ ‬أكثر‭ ‬اتساعا،‭ ‬وفي‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬المرأة‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬هوامش‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬ولاسيما‭ ‬المثقفات‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬الشجاعة‭ ‬لتقول‭ ‬للخطأ‭ ‬خطأ،‭ ‬وللصواب‭ ‬صوابا،‭ ‬ربما‭ ‬من‭ ‬المسببات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وضعية‭ ‬المجتمع‭ ‬الشرقي‭.‬ ولكن‭ ‬بالرغم‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬فإننا‭ ‬نرى‭ ‬اليوم‭ ‬جانبا‭ ‬إيجابيا‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬بخلاف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬جيلنا‭ ‬الحاضر‭ ‬طلابا‭ ‬وطالبات‭ ‬يذهبون‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬ويقومون‭ ‬بالالتحاق‭ ‬بالجامعات‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬المرأة‭ ‬فرصا‭ ‬أكبر‭ ‬للتقدم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬ودخول‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مهن‭ ‬وأعمال‭ ‬متنوعة‭ ‬فهي‭ ‬تأخذ‭ ‬بهذه‭ ‬الفرص‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬منها‭ ‬أحد‭ ‬عدم‭ ‬المشاركة،‭ ‬والكل‭ ‬فيهن‭ ‬يأملن‭ ‬أن‭ ‬يصبحن‭ ‬محاميات‭ ‬أو‭ ‬مهندسات‭ ‬وحتى‭ ‬وكيلات،‭ ‬إن‭ ‬التعليم‭ ‬يمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬تغيير‭ ‬كبيرة،‭ ‬والنتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نصنع‭ ‬جيلا‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬وذلك‭ ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬إلا‭ ‬بالتسلح‭ ‬بالعلم،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬نوفر‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬تلقي‭ ‬العلم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬بدأت‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1919،‭ ‬فالمرأة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬لأي‭ ‬كائن‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬تفكيرها‭ ‬بأنه‭ ‬محصور‭ ‬في‭ ‬ماديات‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬اقتحمت‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭ ‬بعملها‭ ‬وبمشاركة‭ ‬زميلاتها،‭ ‬ويكفينا‭ ‬إحساسها‭ ‬نحو‭ ‬أولادها‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬عملها،‭ ‬فالمرأة‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬وظيفتان‭ ‬أساسيتان‭ ‬هما‭ ‬البيت‭ ‬والعمل‭.‬ ونستطيع‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬ذات‭ ‬مسؤولة‭ ‬اجتماعية‭ ‬مثل‭ ‬الرجل،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬حديث‭ ‬يزعم‭ ‬أن‭ ‬قدرات‭ ‬المرأة‭ ‬أقل‭ ‬ومن‭ ‬يتفوه‭ ‬بمثل‭ ‬تلك‭ ‬الأقوال‭ ‬فعليه‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭ ‬أثبتت‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬قدرتها‭ ‬السياسية‭ ‬والإدارية‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وليس‭ ‬مقبولا‭ ‬أن‭ ‬يتصور‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬قدرات‭ ‬المرأة‭ ‬مقيدة‭ ‬بحدود،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬خلاف‭ ‬لذلك،‭ ‬فالمرأة‭ ‬لو‭ ‬أعطيت‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬نالها‭ ‬الرجل‭ ‬ستخرج‭ ‬من‭ ‬ظل‭ ‬الرجل‭ ‬وسوف‭ ‬نرى‭ ‬مهارة‭ ‬القيادة‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬تقدمها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وهذا‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬المرأة‭ ‬فسيخرج‭ ‬من‭ ‬عالمها‭ ‬مواهب‭ ‬كثيرة‭ ‬كما‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الرجال‭.‬ ‭ ‬وإذا‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬المرأة‭ ‬مالها‭ ‬وما‭ ‬عليها،‭ ‬فسنجد‭ ‬المرأة‭ ‬تعمل‭ ‬خارج‭ ‬البيت‭ ‬وداخله،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬رعايتها‭ ‬شؤون‭ ‬البيت‭ ‬كافة،‭ ‬وهذه‭ ‬أعباء‭ ‬أخرى‭ ‬تلازم‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬ضغط‭ ‬نفسيا‭ ‬وجسديا‭ ‬عليها‭ ‬هنا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نظهر‭ ‬احترامنا‭ ‬واعتزازنا‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬المرأة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬صبرها‭ ‬والتزامها‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬أمور‭ ‬الحياة،‭ ‬فالمرأة‭ ‬هي‭ ‬شجرة‭ ‬وارفة‭ ‬ذات‭ ‬ظلال‭ ‬واغصان‭ ‬يانعة‭ ‬وعناقيد‭ ‬مثمرة‭ ‬تنبع‭ ‬منها‭ ‬السعادة‭ ‬الصادقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬فالمرأة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬طاقات‭ ‬وقدرات‭ ‬وإبداعات‭ ‬تصنع‭ ‬السعادة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يتيح‭ ‬لها‭ ‬المجتمع‭ ‬المساهمة‭ ‬النسائية‭ ‬فيها‭.‬

مشاركة :