إن المرأة في كل مشوارها في الحياة تسعى إلى تحقيق السعادة لها ولأسرتها وكل من حولها ومفتاحها في ذلك هو التعليم والثقافة، فحتما يبقى قلبها، وعيونها مفتوحة نحو المستقبل، والفرق بين نساء الماضي والحاضر تبدو ملامحه واضحة المعالم. فالجيل الماضي كان لا تتاح للمرأة فرص كبيرة للمساهمة في بلوغ غايات السعادة والثقافة، والسبب أنه في الزمن الماضي كانت المرأة تشعر فيه بسيطرة الرجل أما اليوم فقد تغيرت الأحوال، كان الماضي بالنسبة إلى المرأة واتجاهها في الحياة وأعني به سعادتها ترى في الرجل صاحب دور أكثر اتساعا، وفي الماضي كانت المرأة تتحرك في هوامش محدودة في مجالات الحياة، فهناك من النساء ولاسيما المثقفات من لا تجد في نفسها الشجاعة لتقول للخطأ خطأ، وللصواب صوابا، ربما من المسببات في ذلك وضعية المجتمع الشرقي. ولكن بالرغم مما تقدم فإننا نرى اليوم جانبا إيجابيا من المرأة بخلاف القرن العشرين أي في القرن الحادي والعشرين نجد في جيلنا الحاضر طلابا وطالبات يذهبون جميعا إلى المدارس ويقومون بالالتحاق بالجامعات ما أعطى المرأة فرصا أكبر للتقدم في مجالات الحياة ودخول سوق العمل في مهن وأعمال متنوعة فهي تأخذ بهذه الفرص من دون أن يطلب منها أحد عدم المشاركة، والكل فيهن يأملن أن يصبحن محاميات أو مهندسات وحتى وكيلات، إن التعليم يمر بمرحلة تغيير كبيرة، والنتيجة لذلك هو أننا نريد أن نصنع جيلا من حقه أن يعيش كل مجالات الحياة وذلك لا يتأتى إلا بالتسلح بالعلم، ونحن في هذا الوطن نوفر كل مقومات تلقي العلم، حيث إن البحرين بدأت منظومة التعليم منذ عام 1919، فالمرأة لا يمكن أن تقبل لأي كائن أن يطلق عليها وعلى تفكيرها بأنه محصور في ماديات الحياة، بل العكس من ذلك اقتحمت مجالات متعددة بعملها وبمشاركة زميلاتها، ويكفينا إحساسها نحو أولادها بالرغم من ظروف عملها، فالمرأة في حياتها وظيفتان أساسيتان هما البيت والعمل. ونستطيع القول إن المرأة ذات مسؤولة اجتماعية مثل الرجل، ولم يعد هناك حديث يزعم أن قدرات المرأة أقل ومن يتفوه بمثل تلك الأقوال فعليه ملاحظة أن هناك مجالات عدة أثبتت فيها المرأة قدرتها السياسية والإدارية وفي السياق نفسه لا يمكن وليس مقبولا أن يتصور البعض أن قدرات المرأة مقيدة بحدود، بل هي خلاف لذلك، فالمرأة لو أعطيت مثل تلك الفرص التي نالها الرجل ستخرج من ظل الرجل وسوف نرى مهارة القيادة لديها في ضوء تقدمها في الحياة الاجتماعية، وهذا يتوقف على إتاحة الفرصة والثقة في قدرات المرأة فسيخرج من عالمها مواهب كثيرة كما خرج من عالم الرجال. وإذا عدنا إلى المرأة مالها وما عليها، فسنجد المرأة تعمل خارج البيت وداخله، ناهيك عن رعايتها شؤون البيت كافة، وهذه أعباء أخرى تلازم دور المرأة وهو ما يشكل ضغط نفسيا وجسديا عليها هنا ينبغي أن نظهر احترامنا واعتزازنا بما تقدمه المرأة، من حيث صبرها والتزامها تجاه كل أمور الحياة، فالمرأة هي شجرة وارفة ذات ظلال واغصان يانعة وعناقيد مثمرة تنبع منها السعادة الصادقة في كل شيء وفي كل اتجاه، فالمرأة بكل ما تملك من طاقات وقدرات وإبداعات تصنع السعادة لكل من حولها في كل المجالات التي يتيح لها المجتمع المساهمة النسائية فيها.
مشاركة :