محمد إسحاق مستشار في اختيار التخصص الجامعي والإرشاد المهني، يعمل على إرشاد ومساعدة الطلبة حتى يعينهم على اختيار التخصص المناسب لهم، الذي يعتبر أن الإختيار الصحيح للتخصص من قِبل الطالب سوف يختصر عليه مسافات طويلة وسوف يسهل عليه الإنخراط في سوق العمل بشكل كبير والذي سوف يتيح له توافر فرص كثيرة في المجال الذي يتوافق مع قدراته ورغباته، ومن لم يستطع في التفوق في تخصصه الجامعي، لابد أن يتعلم ويعمل على تنمية مهارة معينة هو يتقن عملها حتى يتمكن من خلق الفرص لنفسه داخل سوق العمل.• ماهو التخصص؟التخصص على اختلاف المسميات هو المجال الذي يتوجه له الطالب وكل زمن له تخصصه، ففي السابق من كان خبير في صناعة الفخار فهذا تخصصه فلكل عصر وله مسمياته من التخصصات، والأعمال الأن التي تقوم عليها مصالح الناس مختلفة ومتنوعة، فكل المجالات التي يعملون فيها الناس أصبحت لها فروع كثيرة تتناسب مع احتياجات المجتمع، فالتخصص الذي يدرسه الطالب هو لاكتساب معرفة في مجال معين حتى يستطيع أن يعمل في البيئة والوظائف الحالية والمتاحة.• ماهي التخصصات المستقبلية بعد عشر سنوات؟الجزم بذلك صعب لاختلاف وتعدد النظريات، فالأزمة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) غيرت الكثير من طبيعة عمل الناس، فأصبح هناك لا حاجة للسفر حتى تجتمع بأحد أو الذهاب إلى مكان العمل لتأديه وإلى المدرسة لتلقي التعليم، فهناك وظائف كثيرة متوقع ظهورها ومنها الوظائف التي لها ارتباط بتقنية، سواءً التعلم عن بعد وغيرها، فهذه الوظائف جزماً سوف تظهر مع اختلاف التغير في الوظائف الحالية، وسوف يكون هناك اعتماداً على برامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات، فهذا الاختلاف هو الذي اتوقعه في المستقبل.• لا زالت هناك تخصصات تُدرس على رغم من انتشار مقولة لا توجد فرص وظيفية بعد التخرج بسبب الإكتفاء الوظيفي لها، فلماذ لا زالت بعض هذ التخصصات موجودة في الجامعات؟الجامعات فُتحت للتعليم ولم تٌفتح للتوظيف، فإن كان لدى الطالب الإهتمام في مجال معين فله الحق في التعلم والإستفادة من هذا المجال، وقد يكون الطالب المتخرج من مجال معين وتخرج بتفوق وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه، سوف يكون له مكانه في المجتمع والتأثير في مجالات كثيرة فهذا الأمر لا ينبغي حرمان الطالب منه، وسوق العمل كذلك متغير فأحياناً يكوون هناك فرص افتتاح مدارس إضافية ومشاريع وتوسعة وازدياد في عدد الطلبة، فإذا أغلقت هذه التخصصات من سوف يحل مكان النقص الذي سوف يكون في المجتمع في ما بعد.• مع التقدم التكنولوجي وازدياد المجالات التخصصية، معنى ذلك لابد من إدخال الجانب التكنولوجي بجانب التخصص التقليدي كالتخصصات التربوية، فهل معنى ذلك أنه سوف يضيف شي جديد للتخصص وسوف يواكب التطور؟كل الوظائف سوف يطرأ عليها دخول التقنية عاجلاً أم أجلاً، فالمحاسبة سابقاً كان الاعتماد على العمل الورقي فدخلت عليها برامج كبرامج المايكرسوف وأولها الأكسل ثم برامج متخصصة في المحاسبة فأصبح من يعمل في مجال المحاسبة ولا يتقن العمل على هذه البرامج أصبح من الطراز القديم، وأصبح بالكاد أن يجد له مكان يعمل فيه، لأن أصبحت متطلبات الجهات أن يكون الطالب أو الموظف لديه الخبرة والعمل على هذه التقنية، فالذي لا يحسن التعامل مع هذه التقنية أين سوف يكون مكانه، وفي الغالب سوف يتخلف عن الركد أو سوف يتم الأستغناء عنه.• فهل الحرص الزائد على التخصصات كالطب والهندسة وماشابه من تلك التخصصات خاصتاً مع التقدم التكنولوجي سوف يسبب لها إشباع في الفرص الوظيفية؟ذلك يعتمد على الطالب يجب عليه الإطلاع على التغيرات التي تحصل، لأن بعض التغيرات التي سوف تحدث ممكن أن تؤثر على وظائف الكثير، فالربورت في الصين تم اختراعه وصناعته وهو جاهز للإستعمال لتشخيص المرض ومزاولة الطب البشري، فإن تم وضعه في المستشفيات فسوف يعمل على مدار 24 ساعة، فلن يحتاج إلى متابعة إلا القليل من الصيانة وبرمجة من فترة إلى أخرى، فهذا الإختراع سوف يؤثر على وظائف الكثير من الأطباء، فأنت كطالب يجب عليك أن تتقبل العمل ليس فقط في مجالك بل لأي مجال مرتبط بتخصصك وأن يكون لديك جانب من المهارة التقنية حتى تمكنك من العمل مع الشركات التقنية أو المساهمة في صنع مشروع يساعد في نفع المجتمع فهذه أبواب ينبغي على الطالب أن يفكر فيها وأن لا يكون تفكيره محصور.• مع تطور الحياة والتقدم التقني والتكنولوجي، هل سيؤثر ذلك على إندثار بعض الوظائف مستقبلاً خاصتاً الوظائف التقليدية، أم ستكون موجودة ولكن فرصها ضئيلة؟كل زمن له وظائف، سابقاً كان العُمال في المصانع يعملون بمجموعة من الأدوات اليدوية، بعد دخول المصانع المسيرة بالربوتات ظهرت الكثير من التخصصات الجديدة وأصبح هناك مهندس يتابع الربوت والجودة، فأصبح هناك تعدد في الوظائف للتأكد من أن المصنع يسير بشكل صحيح، فكل زمن يؤدي إلى إندثار مجموعة من الوظائف وإلى ظهور وظائف جديدة فهذا هو المتوقع من هذا الجانب، فهناك وظائف من المتوقع أن تندثر مثل الموظفين في الإستقبال أو الرد على الهواتف، فمن الممكن دخول الربوبات وتعمل في هذه الوظائف بدون أي تدخل بشري، فهذا يعتمد على دخول التقنية لكل مجتمع فقد يكون دخول التقنية في المجتمعات التي تصنع التقنية أسرع من الدول التي تستورد التقنية ولا يوجد لها صناعة أو ابتكار، فهناك صعوبة في الجزم بذلك.• هل يوجد مستقبل للتخصصات بشكل عام في الدول العربية التي تعاني من صراعات داخلية أو الفقيرة؟كل بلد وكل مكان له ظروف فقد يكون التطور في هذه البلد بعد 10 أو 20 سنة، لكن كل بلد عليها أن تجتهد بقدر المستطاع وعلى الناس الذين يعيشون في تلك البلدان الإجتهاد في التعليم الذاتي، فمن يعيشون في تلك البلدان واعتمدوا على التعلم الذاتي وجدوا الكثير من الفرص في العالم ، فهناك فرق في أن تنتظر وفرق في أن يسعى الشخص ويعمل خصوصاً مع توافر الكثير من البرامج للتعلم عن بعد.• ماهي المعادلة التي يجب على الطالب أن يطبقها لإختيار التخصص المناسب عند تخرجه من الثانوي؟لا أستطيع أن أقول بإن هناك معادلة واحدة في الإختيار، هناك عوامل تؤثر على الطالب في اختياره للتخصص، فالطالب يرى بإن التخصص أو المواد التي يستطيع أن يتميز فيها ويفكر في فرص العمل ووضعه المادي والعائلة التي يعيش فيها، كل هذه العوامل ممكن أن تؤثر على اختياره، فعلى الطالب أن يبحث عن التخصص الذي يستطيع أن يحرز فيه درجات عالية ويتميز فيه وليس اختياره على أساس الأعجاب، فلو نجح بمستوى مقبول كيف سيكون أدائه في سوق العمل في الغالب سوف يكون أدائه جيد إذا حصل على فرصة في سوق العمل، فالرغبة والقدرة وعوامل كثيرة تؤثر في اختيار الطالب للتخصص.• بعد معرفة الطالب لقدراته ورغباته واستطاع في اختيار التخصص المناسب له، ولكن لم يجد فرص وظيفية، فماذا يفعل؟الطالب هنا عليه المعادلة في القدرة والرغبة وتوافر الفرص، فإذا كان المجال بالفعل مجال الطالب بما يتوافق لرغبته وطموحه، فعليه أن يستعد في احتمالية أن لا يجد وظيفة في سوق العمل، فعلى الطالب أن يصنع فرص عمل خاصة به، وذلك كالإتجاه إلى عمل مشروع مستقل حيث أن ثقافة العمل المستقل انتشرت كثيراً، فإذا درس الطالب تخصص هو يرغب فيه ولديه القدرة والحب لهذا التخصص ولكن لاتوجد له فرص وظيفية، ففي الغالب الطالب ميوله ونبوغه في التخصص يفتح له أبواب كثيرة ويتيح له أن يعمل كمستقل فالإنترنت قد وفر الكثير من الفرص ، فلكل تخصص اختلافه عن التخصص الأخر من ناحية الفرص المتاحة في سوق العمل.• إذا لم يستطيع الطالب اختيار التخصص المناسب له، ماذا يتوجب عليه فعله؟يفضل أن يبحث الطالب على شخص يعنيه كمرشد ليتوصل إلى فهم نفسه، لأن بعض الطلبة الذين تواصلوا معي الكثير منهم منطوي وصعب أن يتم توجيهه، فهو طالب معزول في البيت بألعاب الفيديو، فهذا توجيهه صعب لأنه لم يجرب أن يعمل في أنشطة أو مع مجموعة من الأشخاص، حيث يحتاج له أكثر من جلسة حتى نتمكن من فهم ماهي المواد التي كان متميزاً فيها في الثانوي، وماهي الأشياء التي ممكن أن يجربها ويفكربها ، من خلال بعض الاختبارات الشخصية حتى يتمكن على الأقل من فهم نفسه والبدأ معه في البحث عن بعض التخصصات للعثور على الخيار الأنسب وذلك يختلف من طالب إلى أخر وصعب أن نعطي نصيحة عامة لجميع الطلبة.• في حال دراسة الطالب لتخصص لا يناسب ميوله ولا رغباته ولكنه واصل وتخرج منه، بعد تخرجه ماذا عليه أن يفعل؟لا يوجد طالب يدخل تخصص وتكون جميع المواد بعيدة كل البعد عن اهتمامه وميوله لأن الجامعات في شهادة البكالوريوس توفر مجموعة متنوعة من المواد منها مواد التخصص والمواد المشتركة في الكلية، فكل هذه الأمور من خلالها الطالب يستكشف نفسه، وأنه يميل إلى مواد معينة فهذا يعطيه منطلق يستثمر في نفسه ويتعلم ذاتياً ويكمل دراسته في الأمور التي كان يهتم بها ويبحث عن فرصة عمل ولو كانت في تخصصه ولكن أن تكون قريبة من هذا المجال بقدر المستطاع ، وفي النهاية هي فرصة وعنده شهادة كذلك فهو على الأقل توصل إلى فهم نفسه بشكل أكثر، فطالما أن الطالب أكمل في دراسة تخصص معين فهنا لا نستطيع أن نقول بإنه عاجر عن المواصلة باختلاف الطالب الذي يكون عاجز عن المواصلة في تخصص معين ولكن يضع في نصب عينيه أنه يغير ويبحث عن مجال يتناسب مع ميوله واختياره فهؤلاء الطلبة انصحهم بقرأة كتاب (ثاني لفة يمين) فهذا الكتاب فيه الكثير من الفوائد للطلبة خاصتاً لمن عجز عن المواصلة في تخصص ما، فالمرحلة الجامعية هي فرصة لإكتشاف الطالب لنفسه، فالنصيحة التي تقدم لك كطالب تأملها فقد تكون هي التي تعينك في دراسة مجال معين.• ماذا يتوجب على الطالب الذي يعيش في بلد تعاني من صراعات داخلية وبعد تخرجه لم يجد فرص وظيفية؟على سبيل المثال أنا تعاملت مع مجموعة من الشباب من خارج البحرين، وكان التواصل من خلال تواجد الإنترنت، حيث قدموا لي خدمة بمقابل، على الرغم من الحصار في بلادهم ، لكن الإنترنت وفر فرص كثيرة فأصبحت هناك مواقع متاحة للعمل عن بعد ولتقديم الخدمات المصغرة، فيستطيع الشخص أن يقدم خدماته للأشخاص من دول العالم عن بعد. فالمهارة والإتقان والمعرفة الواسعة في مجال معين بلا شك سوف تُكون له فرص كثيرة متاحة سواءً في تخصصه أو عمله الخاص.• من خلال الرواية التي ألفتها ( حيران على أبواب الجامعة )، ماهي نصيحتك التي تقدمها من هذه الرواية للطلبة المقبلين على الجامعة ولمن يريد التحويل من تخصص إلى تخصص أخر؟لقد ألفت هذا الكتاب وجمعت فيه الكثير من التجارب في طابع قصصي، كيف أن الشخص يمر بمراحل حتى يصل للخيار المناسب وهذا أمر يهم أكثر الطلبة، فالحصول على البعثة ودراسة تخصص لم يستطع الطالب المواصلة فيه، فالإختيار ممكن أن يسبب ذلك في حرمان طالب أخر كان يحتاج ويستطيع على هذا التخصص، فهذه الأمور أحاول أن تصل إلى الطلاب، حيث أنني كتب الرواية بحجم صغير حتى لا يستثقل الطالب في قراءته لهذه الرواية، والذي سوف يساعده في فهم ومعرفة اختياره للتخصص، حيث بدأت العمل على الإصدار الثاني من نفس الرواية وسوف يكون فيها الكثير من الإضافات والتحسينات التي تعلمتها من الطبعة الأولى.
مشاركة :