أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الوضع السوري مأساوي، وأن أبعاده الإنسانية والإستراتيجية والأمنية تُلقي بظلالها على المنطقة العربية كلها، وخاصة في المشرق. وقال أبو الغيط في تصريح له اليوم بمناسبة الذكرى العاشرة لاندلاع الأزمة السورية : إن نصف سكان البلاد هم فعليًا بين لاجئ ونازح، ونحو 4ر2 مليون طفل خارج التعليم، والاقتصاد السوري في حالٍ يُرثى لها، لافتًا النظر إلى أن التبعات الإنسانية لأزمة اللاجئين لا تتحملها سوريا وحدها، وإنما عدد من الدول من بينهما دولٌ عربية تستضيف ملايين اللاجئين، على رأسها الأردن ولبنان، وتُعاني الأخيرة بدورها من ظروف اقتصادية وسياسية ضاغطة. وأشار إلى أن سوريا دولةٌ عربية مؤسسة في الجامعة، وعروبتها ليست محل نقاش، وسيادتها واستقلالها – مثل جميع الدول الأعضاء في الجامعة – ركنٌ مهم في الأمن القومي العربي، وتعليق عضويتها بالجامعة ليس وضعًا دائمًا بل يتعين التفكير في كيفية مساعدة سوريا بجميع السُبل. ودعا أبو الغيط جميع الأطراف المتورطة في النزاع السوري إلى وقفة صادقة مع الذات، والاعتراف بأن تدخل الأطراف الدولية والإقليمية في النزاع السوري الذي أطال أمده، وخلق مصالح لأطراف في استمراره على حساب أبناء الشعب السوري الذين يدفعون الثمن من مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن تجميد الوضع الميداني السوري لا يُمثل حلاً، لأن الوضع القائم يمثل نزيفًا مستمرًا على كل الصُّعُد، مُطالبًا الحكومة السورية والمعارضة المدنية بالتسامي فوق منطق الغالب والمغلوب، لأنه لا يُمكن كسب حربٍ على حساب خسارة الوطن.