لم تكتفِ قطر بهذا فقط بل مضت في التصعيد المعاكس لبنود اتفاق العُلا لا نجد تفسيراً واحداً للمواقف القطرية المتتالية تجاه البحرين سوى انها تناقض وتجاهل لاتفاق العُلا الذي جاء إعلاناً بفتح صفحةٍ جديدة في العلاقات الخليجية الخليجية ولتجاوز منغصات الماضي. لكن قطر التي وقعت على الاتفاق ظلت على موقفها السابق تجاه البحرين التي بادرت مباشرةً لتجاوز ما كان فدعت الخارجية القطرية للاجتماع لبحث القضايا العالقة والوصول إلى تفاهماتٍ بشأنها فتجاهلت قطر الدعوة لمرة ومرتين واكثر بما يعني اصراراً منها على موقفها السابق من البحرين وبما يعني في ذات الوقت تجاهلاً وتناقضاً مع اتفاق العلا الذي أعلنت قطر الموافقة على بنوده. ولم تكتفِ قطر بهذا فقط بل مضت في التصعيد المعاكس لبنود اتفاق العُلا فاستمرت من خلال منصتها الاعلامية قناة الجزيرة تتربص بالبحرين وتتصيد ما يسيء لها حتى وان كان مكذوباً وملفقاً لتشتغل عليه برامج وتعليقات وساعات بث يتدخل فيها ضيوفها الغرباء المجهولون في الشأن البحريني المحلي بشكل فجٍ وعدائي وبكلماتٍ وعبارات غير لائقة ولم نتوقعها ان تصدر من منصاتٍ اعلامية «الجزيرة» تمولها قطر الرسمية والحكومية. وبحسب قراءتنا السياسية للمواقف القطرية الاخيرة والتناقض مع اتفاق العُلا، ان قطر تسعى كما هو واضح لتفكيك وحدة المواقف بين دول مجلس التعاون واختلاق وافتعال التجزئة وصولاً إلى تفكيك وحدة الموقف لدول التعاون، وهي وحدة ظلت البحرين حريصةً ومتمسكة بها منذ اعلان قيام المجلس وحتى يومنا هذا. لم يُعرف عن البحرين الا حرصها على بقاء ونقاء العلاقات بين دول المجلس وعملها المخلص والدؤوب على وحدة الموقف ورصّ الصفوف الخليجية، فيما المواقف القطرية بعد اتفاق العُلا جاءت على النقيض تماماً من مواقف البحرين بدليل انها لم تستحب ولم تكلف نفسها عناء الرد على دعوة البحرين لاجتماع يضم الجانبين البحريني والقطري لتشخيص وعلاج الملفات العالقة وطي صفحة الماضي وفتح صفحة أخرى من العلاقات تقوم على ما جاء من بنودٍ في اتفاق العُلا وهي بنود تقوم عليها قواعد العلاقات الاخوية وتعزز الثقة كعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس والتعاون الامني وعدم التعرض لسيادة أيٍ من دول المجلس، ومكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. والبحرين الوفية لمبادئ اتفاق العلا وجميع اتفاقيات مجلس التعاون حرصت على تعزيز العلاقات مع قطر انسجاماً مع اتفاق العُلا فلم تتردد عن دعوة قطر للاجتماع كما اشرنا لكنها لم تستلم رداً ولم تسمع تعليقاً يبشر بحسن النوايا القطرية، بل يؤسفنا ان قطر صعدت من حملاتها الاعلامية ضد البحرين واوعزت إلى استقطاب «ضيوفٍ» في برامجها التي استهدفت بلادنا اكثر تطرفاً وتشدداً وهجوماً ضد البحرين وفتحت لهم مساحات البث ليكيلوا التهم جزافاً ضد بلادنا دون وجه حق بما شكل خروجاً قطرياً صارخاً على مبادئ اتفاق العُلا. والبحرين التي لا تواجه التصعيد الاعلامي القطري بتصعيدٍ مماثل تمسكت بسعة الصدر وطول البال فليس من مصلحة أحدٍ مثل هذا التصعيد الذي تمارسه قطر دون ان تتذكر انها وقعت على اتفاق العلا وما جاء فيه من مبادئ واضحة. ومرةً أخرى عدم استجابة قطر لدعوات البحرين للاجتماع الثنائي وبحث القضايا ووضع الحلول والتهرب القطري من ذلك لن نجد له تفسيراً منطقياً ومفهوماً سوى انه تناقض صارخ وفاقع مع بنود اتفاق العُلا وتقطيع للعلاقات فلمصلحة من يحدث ذلك؟
مشاركة :