سائقو الأجرة السعوديون.. خذلتهم الظروف وخذلناهم

  • 9/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو رمي سائقي الأجرة السعوديين لأشمغتهم ووضعها في مؤخرة كبينة سياراتهم وكأنه تماشياً مع المقولة الشعبية (جدع العمايم)، والتي لها مغزاها المحفز على الإقدام والجدية، لكنها في حقيقة الأمر ذات مغزى يوحي بالهزيمة والمعاناة، ففي الوقت الذي تتباهى فيه الشركات المبادرة إلى توظيف السعوديين بوضعهم في الصفوف الأمامية متفاخرة بوطنيتهم، وبزيهم الوطني، يتخلص سائقو الأجرة السعوديون من زيهم الوطني خشية عزوف الركاب عنهم، في موقف تصرف يوحي وبجلاء بهشاشة الوقوف مع المواطن، وبمدى العزوف الذي يجدونه من قبل السواد الأعظم من الركاب. ويلعب المقيمون الدور الأساسي في هذه القصة، فحسب سائقي أجرة سعوديين فإن الأجانب لا يركبون مع سائق سعودي لأسباب مختلفة، كما أن غياب الصبغة الوطنية التي يغيبها أولئك السعوديون تحد كما يقولون من محاربة الكدادة الأجانب الذين يضايقونهم بتقديم أسعار متدنية للركاب غير السعوديين والتي قد تصل إلى خمسة ريالات فقط للمشوار الواحد، خاصة بعد تخفيض أسعار المحروقات عام 2006م. رجل تجاوز الستين، نظارته السميكة توحي بأن ما دعاه للمثول خلف مقعد سيارة الأجرة سوى الحاجة للعيش الكريم، إنه محمد الحربي – سائق أجرة – سيارته الخاصة التي بلغت من العمر عتياً والتي يعمل عليها كل يوم تدر عليه دخلاً يتجاوز دخل راتب التقاعد الذي يتقاضاه، لكنه يعدد مشكلات وعقبات كثيرة تعترض رحلته كل يوم، ويعتب الحربي على مواطنين يتجاهلون سائق الأجرة السعودي، ويفضلون الأجنبي في وقت أغلب أصحاب سيارات الأجرة من السعوديين متقاعدون، وظروفهم المادية صعبة حسب تعبيره، وأشاد بالمواطنات السعوديات، مؤكداً أنهن يشكلن النسبة الأكبر من بين الراكبين معه، معللاً ذلك بثقتهن في أبناء بلدهن في ظل ما أسماه تجاوزات أخلاقية لبعض سائقي الأجرة المقيمين. وكان سائقو أجرة سعوديون إلى وقت قريب يعمدون إلى ارتداء زي رياضي، وبعضهم يكتفي بالثوب تفادياً لعزوف الركاب مع السائقين السعوديين تحت ذرائع مختلفة، ليس أقلها الرغبة في التدخين مثلاً، وهو أمر غير مرحب به لدى السعوديين، وبعضهم الآخر يتحجج بغلاء أسعار أصحاب التكاسي من المواطنين، وأيا كانت المبررات إلا أنها في نظر سائقي الأجرة تصرف يخدش روح المواطنة، ويخذل رجال قرروا أن يحاربوا الفقر والعوز، وأن يشمروا عن سواعدهم مبادرين إلى إثبات أن المواطن يمكنه أن يكون موجوداً في كل نشاط يخدم الوطن ويحتاجه الناس.

مشاركة :