طهران - حمل الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء المتشددين والغلاة في تيار المحافظين المعارض المسؤولية عن عرقلة جهود رفع العقوبات الأميركية عن إيران، مشيرا إلى أقلية ودون ذكر أسماء محددة. وموقف المحافظين من الاتفاق النووي للعام 2015 معلوم وقد شككوا مرارا في جدوى التفاوض منذ البدايات أي حتى قبل التوصل للاتفاق الذي أنهى عزلة الجمهورية الإسلامية قبل أن يفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة ويعيد بعد سنتين من توليه الرئاسة فرض عقوبات على إيران والانسحاب من الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة". وكانت ثمة حسابات انتخابية وراء موقف تيار المحافظين فالتوصل في العام 2015 لاتفاق نووي رفع من رصيد شعبية الإصلاحيين، فيما يكابد التيار الذي يقوده المرشد الأعلى علي خامنئي لاستعادة منصب الرئاسة. وتبرز تصريحات روحاني اليوم الأربعاء المدى الذي تطغى فيه الانتخابات الوشيكة في إيران والمقررة في يونيو/حزيران على خطة الإدارة الأميركية الجديدة للتهدئة. وتسود مخاوف من أن تتعطل أي جهود للاتفاق الذي انسحب منه ترامب في مايو/ايار 2018 وبدأت طهران بعدها في التحلل من كثير من التزاماتها النووية. وفي حال لم تتوصل طهران وواشنطن لصيغة توافقية تعيدهما إلى اتفاق 2015، فإن العودة للاتفاق ستبقى في نهاية المطاف رهن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وفي حال فاز المحافظون فإن الأمل في العودة للاتفاق ستكون ضعيفة جدا، فتيار خامنئي لغّم بعد فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، مسار العودة للاتفاق بالاشتراطات بينما لم يخض تياره بعد الانتخابات الرئاسية. ورشّح تيار المحافظين في إيران شخصيات متشددة لخوض الانتخابات الرئاسية بينها شخصيات عسكرية. وقال روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "إنها خيانة كبيرة للدولة الإيرانية أن يحاول أي فصيل أو شخص تعطيل رفع العقوبات ولو لساعة واحدة". وأضاف "الأقلية الصغيرة التي تعرقل هذا المسار يجب أن توقف عملها الهدام... إذا أوقفته ستتمكن الحكومة من إنهاء العقوبات". وتسعى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة بايدن إلى إنعاش اتفاق انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب وكانت إيران قد قبلت بموجبه تقليص برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الدولية. وبعد انسحاب ترامب وإعادة فرض العقوبات اتخذت إيران خطوات تنتهك القيود التي حددها الاتفاق النووي. وحتى الآن ما زالت إيران وإدارة بايدن على خلاف بشأن الطرف الذي يتعين عليه اتخاذ الخطوة الأولى لإنعاش الاتفاق إذ تطالب طهران واشنطن برفع العقوبات أولا في حين تدعو واشنطن طهران للعودة للامتثال أولا للاتفاق. وقال روحاني اليوم الأربعاء "اليوم الظروف مواتية أكثر من أي وقت مضى لرفع العقوبات"، مضيفا أن الأميركيين مستعدون للعودة للاتفاق، لكنه شدد على أن " الكلمات لا تكفي.. ننتظر الأفعال وليس الأقوال". وقال محمد جواد ظريف وزير الخارجية، وهو حليف مقرب لروحاني، هذا الأسبوع إنه ما لم يُحرز تقدم قريبا أو تتحقق العودة للاتفاق النووي ستتعطل الدبلوماسية لشهور بسبب انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة يوم 18 يونيو/حزيران. وأمس الثلاثاء، ألقى وزير الخارجية الفرنسي باللوم على سياسات التحضير للانتخابات الإيرانية في تعطيل إنعاش الاتفاق النووي. وكان الاتفاق النووي هو السياسة الرئيسية لروحاني الذي حقق فوزا ساحقا مرتين متتاليتين في انتخابات الرئاسة منتصرا على معارضين متشددين بوعوده بفتح الاقتصاد الإيراني على العالم الخارجي. ولا يحق لروحاني الترشح لفترة ولاية ثالثة وقائمة المرشحين لم تستكمل بعد، فيما تقول المعارضة المتشددة في إيران إن العقوبات الأميركية دليل على فشل سياسة الرئيس الاصلاحي المتمثلة في التقارب مع العدو. ومن شأن عدم إحراز تقدم في المسألة النووية أن يهدد فرص تولي سياسي معتدل المسؤولية خلفا لروحاني على الرغم من أن القرار النهائي بشأن أي مبادرة دبلوماسية يتخذه الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وليس الرئيس المنتخب.
مشاركة :