لا تزال محاولات التشويه المتعمدة والإساءة المباشرة لمؤسسات الدولة وإداراتها قائمة في الندوات واللقاءات وعبر مراكز التواصل الاجتماعي، وهي ثقافة سيئة الصيت ظهرت في صورتها الأولى مع المؤامرة الكبرى عام2011م التي استهدفت تغيير هوية المجتمع البحريني، فقد تعرضت مؤسسات الدولة حينها للكثير من محاولات التسقيط والنيل من سمعتها وكل ذلك من أجل تأجيج الشارع والنفخ في نار الفتنة!!. قبل أيام أقيمت فعالية مشابهة لتلك في محاولة لتأجيج المجتمع مع بداية العام الدراسي الجديد، وهي محاولة بائسة تقام كل عام لتشويه المؤسسات التعليمية والنيل من مكتسباتها، فقد أقامت جمعية وعد فعالية لتأجيج شعور أولياء أمور بعض المسجونين من خلال طرح إشكالية التعليم للمحكومين، والحديث عن حقهم في التعليم وكأن هناك استهدافاً للمساجين. ليس بخاف على أحد أن بعض المسجونين قد شارك في الأعمال العنفية والإجرامية عام 2011م، وجاءت من خلال التحريض والتأجيج الممنهج وتشكيل الخلايا العنفية، فكان جزاؤهم السجن لسنوات وفق قانون الجنايات، ولو يعلم الأبناء حجم الأسى واللوعة التي تصيب الآباء والأمهات بسبب غيابهم عن البيت والمدرسة لعلموا بأنهم أخطأوا في حقهم وحق مجتمعهم، لذا فإن استغلال تلك العاطفة من قبل بعض الجمعيات السياسية، والمزايدة عليها، وتجييرها لقضايا سياسية لأمر مؤسف، وهذا ما جرى في تلك الندوة وما تلتها من محاولات بائسة باصطياد أولياء الأمور من خلال عاطفتهم الجياشة، وقد جاءت مزايدة بعض الجمعيات السياسية في تلك الندوة، إن الاعتداء على وزارة التربية والتعليم متكرر، فمثل ما هناك تعدٍ على أسوارها كذلك هو الحال مع برنامجها وأدائها. من يتابع أداء وزارة التربية والتعليم يرى بأنها تسعى لإتاحة فرصة التعليم لجميع أبناء البحرين، خاصة أولئك الذين حالت ظروفهم الصحية أو الأسرية أو غيرها من الحوادث، فالوزارة تفتح لهم فرص تحصيل العلم باحتساب درجة الامتحان النهائي من 100 درجة، وهي فرصة لا نراها في الكثير من الدول، والجميل أن وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع وزارة الداخلية تؤمن لهم إجراء الامتحانات في مراكز الإصلاح والتأهيل بنفس الظروف لزملائهم في المدارس. إن الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم كبيرة في هذا الجانب، ولكن هناك جهات تستهدف الوزارة في كل أعمالها، ولربما عملية التحريض الكبير التي تعرض لها الطلبة فترة العملية الانقلابية عام 2011م ودعوتهم للإضراب والانقطاع عن الدراسة لاتزال تلقي بظلالها، ويدفع الأبناء ثمن ذلك التحريض بغيابهم عن الدراسة، وما تلك الجرائم إلا نتيجة حتمية لعملية التحريض الممنهج التي تمارسه قوى التطرف والإرهاب. قبل توجيه التهم إلى وزارة التربية والتعليم يجب توجيه أصابع الاتهام إلى الجهات التي دفعت بالشباب والناشئة إلى أتون صراعات سياسية خاسرة أودت بها إلى خلف القضبان، لذا السؤال حول المسؤول عن تلك الجرائم، ومن الذي دفع بالشباب والناشئة لذلك المسلك من الاعتداء على المواطنين ورجال حفظ الأمن، واستهداف المباني والممتلكات والشوارع والطرقات؟ إنها نفس الجهة التي قامت بالمؤامرة الكبرى على البحرين وشعبها!
مشاركة :