ضمن إنجازاتها المشرفة في استدامة التعليم للجميع خلال الجائحة، نجحت مملكة البحرين في توفير التعليم عن بعد للطلبة المكفوفين في المدارس الحكومية وفي المعهد السعودي البحرين للمكفوفين، بإشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم. وفي هذا السياق، حرص المعهد السعودي البحريني للمكفوفين على مواكبة التغييرات الأساسية التي طرأت على التعليم في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة، وذلك باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتطبيق التعلّم عن بعد للطلبة المكفوفين في جميع المراحل الدراسية، وذلك لتفادي تأخرهم أكاديمياً. ومن أهم تلك الإجراءات: التواصل والتنسيق المستمر مع وزارة التربية والتعليم ممثلةً بإدارة نظم المعلومات، ومشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، لتسهيل كل ما يتعلق بتفعيل واستخدام أدوات التعلم الرقمي، وخاصة البوابة التعليمية، والفصول الافتراضية، إذ تم إنشاء وتفعيل جميع حسابات مايكروسوفت أوفيس 365 وحسابات البوابة التعليمية للطلبة المكفوفين، وعددهم 41 طالب وطالبة، 37 منهم مدمجون بالمدارس الحكومية، و4 من طلبة الحلقة الأولى بالمعهد السعودي البحريني للمكفوفين. كما تم التواصل مع أولياء الأمور واطلاعهم على الوسائل المطبقة للتعلم عن بعد، وأبرزها الفصول الافتراضية المباشرة، والبوابة التعليمية بما تضمه من دروس وأنشطة وحلقات نقاش ، والدروس المرئية المقدمة عبر القناة الفضائية، وقنوات اليوتيوب المقسمة بحسب الفصول الدراسية، وكذلك تزويد الكتب الدراسية بأقراص مدمجة تحتوي على الكتب الإلكترونية المتوافقة مع البرامج الناطقة من قبل قسم المطبعة، وتزويد طلبة الحلقة الأولى بحقيبة أتعلم وألعب عن بعد لتوظيفها في الفصول الافتراضية الخاصة بمادة التربية الفنية والتربية الرياضية مع ربطها بالمواد الدراسية الأساسية . وقالت أمينة عبداللطيف معلمة تقنية المعلومات والاتصال المساندة بالمعهد السعودي البحريني للمكفوفين إن هذه القفزة في التعليم والتغيير الذي حدث تجاه التكنولوجيا واستخدامها في التعليم تعتبر من ايجابيات انتشار جائحة كورونا ويجب على جميع المؤسسات التعليمية اقتناصها لترسيخ أهمية مواكبة التكنولوجيا واستخدامها في التدريس والتواصل المستمر مع الطلبة إلى ما بعد الجائحة. وأضاف احمد زكي معلم مادة حاسوب في المعهد السعودي البحريني للمكفوفين: "على الرغم من كون مادة الحاسوب عملية بالدرجة الاولى وتحتاج لممارسة وتطبيق عن قرب إلا أن ولي الأمر يلعب دوراً محورياً في تواجده بجانب ابنه في توجيهه وإرشاده من خلال تعليمات وإرشادات المعلم المساند فشكراً لأولياء الأمور". وأشارت الطالبة زينب المؤمن إلى أن التعليم عن بعد يعد تجربة جديدة وفريدة من نوعها عشناها نحن كطلبة مكفوفين، ورغم الصعوبات التي واجهت تطبيقها في البداية، على صعيد آلية شرح الدروس التي تختلف من شخص لآخر، ومع ذلك لا يمكننا إنكار الإيجابيات المترتبة عنها، مثل الحرص المستمر من قبل المعلمين على تنويع الأساليب المتبعة في التعليم بما يتلاءم مع احتياجاتنا التعليمية وظروفنا الصحية".
مشاركة :