أعلنت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي، الخميس، أنها تواصل تطبيق اتفاق قضاء سنجار في محافظة نينوى، شمالي البلاد، ولن تسمح بوجود أي تنظيم مسلح فيه، وأكدت في الوقت ذاته، أن تنظيم "داعش" الإرهابي "لا يزال يشكل خطرا" في البلاد. وفي مقابلة مع الأناضول، قال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، إن "قيادة العمليات المشتركة في الجيش تواصل تطبيق اتفاق سنجار، ولن يسمح بوجود أي تنظيم مسلح تحت أي مسمى في القضاء". في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان شمالي العراق، اتفاقا لحل المشكلات القائمة بقضاء سنجار (غربي نينوى) الذي يعد أحد المناطق المختلف عليها بين الجانبين. وحسب الاتفاق، يتم ضمان حفظ الأمن في القضاء من قبل قوات الأمن الاتحادية بالتنسيق مع قوات إقليم كردستان، وإخراج كل الجماعات المسلحة غير القانونية إلى خارج القضاء. كما ينص الاتفاق، على إنهاء وجود منظمة "بي كا كا" الإرهابية في سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة بها في المنطقة. وأضاف الخفاجي، أنه "بناء على توجيهات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي زار وفد رسمي رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، قضاء سنجار، الإثنين، للاطلاع على الوضع الأمني، ولقاء سكان المنطقة للاستماع منهم إلى احتمال وجود معوقات للاستمرار في تطبيق الاتفاق". وتابع: "الوفد التقى بالقيادات الأمنية وبعض وجهاء وشيوخ سنجار من الطائفة الإيزيدية". وأشار إلى أن القيادات الأمنية في سنجار أكدت عدم وجود أية "مظاهر مسلحة داخل سنجار، وأنه لن يسمح بمثل هذه المظاهر". ** سنجار بلا تنظيمات مسلحة وأوضح أن توجيهات الكاظمي تشدد على ضرورة "انجاح اتفاق سنجار، وعدم السماح بتواجد أي تنظيمات مسلحة فيه، إذ تتولى قوات الجيش تطبيق الاتفاق إلى جانب الشرطة المحلية إضافة لجهازي المخابرات والأمن الوطني". وذكر أن "الاتفاق ينص على تأمين عودة النازحين والتخفيف من معاناتهم وخصوصا الإيزيديين". وقال الخفاجي إن "القوات الأمنية أكملت كل استعداداتها بخصوص اتفاق سنجار، وبدأنا بتطبيقه من خلال نشر القطعات (القوات) في جبل سنجار وبقية مناطق القضاء". ولفت إلى أن الوفد الذي زار سنجار، مؤخرا، وعد بتلبية مطالب الإيزيديين وعلى رأسها تعيين أبنائهم لإدارة الملف الأمني، والعمل مع القوات الأمنية للإسراع في إعادة إعمار المنطقة وعودة النازحين. وأكد أنه "لن يسمح بوجود أي تنظيم تحت أي مسمى، ولن يتم السماح بعودة المسلحين بكافة مسمياتهم". ** "لن نسمح بإفشال الاتفاق" وأضاف الخفاجي: "وصلنا إلى مراحل متقدمة ونجحنا في إخلاء كافة المقرات (في إشارة لمقرات منظمة بي كا كا الإرهابية)، ونواصل العمل مع الإيزيديين وبقية الجهات لإنجاح الاتفاق. لن نسمح بإفشال الاتفاق". وأشار المتحدث العسكري، إلى وجود تعاون بين القوات الاتحادية وقوات إقليم كردستان "البيشمركة" في سياق التنسيق الأمني والعسكري وحركة توزيع القطاعات العسكرية في سنجار. وتقول بغداد إنها بدأت بتطبيق الاتفاق منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي، عبر نشر قوات الحكومة الاتحادية وإخراج الجماعات المسلحة من قضاء سنجار. إلا أن حكومة إقليم كردستان في شمالي البلاد، تقول إن مسلحي "بي كا كا" مازالوا ينتشرون في سنجار، وجلبوا قوات إضافية من سوريا المجاورة. ** "داعش" مازال يشكل خطرا وبشأن فلول تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، قال الخفاجي، إن "داعش ما زال موجودا ويشكل خطرا على القوات الأمنية، وذلك بالاستفادة من الخلايا النائمة التي استغلت قواعد الاشتباك خلال الحرب واختبأت بين المدنيين". وذكر أن السلطات تتبع حاليا رؤية واستراتيجية جديدة في محاربة فلول "داعش" تعتمد على العمل الاستخباراتي والخطط والعمليات النوعية التي تتغير بين الحين والآخر وتتناسب مع حجم التحديات. وأفاد بأن الاستراتيجية الجديدة مكنت البلاد من الحصول على نتائج متقدمة في معركتها ضد الإرهاب، و"نجحت القوات العراقية في وقف عشرات العمليات الإرهابية قبل حدوثها، واعتقال كبار المجرمين في داعش، والحصول على قاعدة بيانات غنية ومهمة جدا". ولفت إلى أنه قبل يومين تمكن جهاز المخابرات الوطني من إلقاء القبض على المدعو "حاتم عاشور النعيمي"، الذي كان يدرب عناصر "داعش" على ذبح الضحايا، وهو مسؤول عن قضاء الفلوجة، بمحافظة الأنبار، غربي البلاد، في التنظيم. كما كشف عن نجاح القوات العراقية في اعتقال عدد من الانتحاريين قبل تفجير أنفسهم، واعتقال أفراد عصابة متخصصة بالقتل في محافظة البصرة (جنوب)، دون تفاصيل حول انتمائها للتنظيم الإرهابي أم لا. ** أهداف واضحة وقال الخفاجي، إن "القوات العراقية لا تتحرك عسكريا من دون أن تكون لديها أهداف واضحة بعمليات نوعية استنادا إلى معلومات استخباراتية دقيقة". وتابع: "التنظيم في الوقت الحالي لا يستطيع تطويع مقاتلين جدد رغم اتباعه أسلوب الابتزاز، إضافة لعدم امتلاكه القدرات المادية الكافية بعد تجفيف منابع أمواله. داعش لجأ حاليا للسرقة والتهريب وتجارة المخدرات للحصول على أموال". وشدد على أن كل مصادر الأموال التي يعتمد عليها التنظيم نجحت القوات العراقية في السيطرة عليها. وأشار إلى أن التنظيم الإرهابي لم يعد قادرا على مجابهة القوات الأمنية، وبات يستغل المناطق النائية والجبلية والصحراوية للاختباء فيها وشن عمليات قنص ليلية ضد القوات العراقية من خلال مناظير ليلية. ووفق المتحدث العسكري، فإن "داعش في حالة احتضار بالعراق، وكل من تبقى من عناصره لا يمكنهم العودة للحياة الطبيعية باعتبار أن أيديهم ملطخة بالدماء، لذلك يقوم التنظيم بمحاولات يائسة لإثبات تأثيره". وقدر الخفاجي عدد مسلحي "داعش" في العراق بين 100 و150 عنصرا، موضحا أن هؤلاء يشنون هجمات في مجموعات صغيرة مكونة من 3 عناصر. ** التنظيم منبوذ شعبيا وقال إن "التنظيم حاول استغلال جائحة كورونا لشن هجمات، وكذلك النزاعات العشائرية ونسبها لنفسه بهدف رفع معنويات مقاتليه، كما استغل السلاح غير المنضبط خارج إطار الدولة". وأضاف: "التنظيم بات منبوذا شعبيا وتتم ملاحقته داخليا وكذلك من المجتمع الدولي وليس أمام عناصره إلا الاستسلام أو الموت". وأوضح أن القوات العراقية "نجحت في اختراق وتصفية قيادات الخط الأول للتنظيم بفضل العمليات النوعية المرتكزة على الجهود الاستخباراتية الكبيرة". وكشف الخفاجي، عن أن "الأيام المقبلة ستشهد إعلان عمل كبير ونتائج مفرحة"، دون مزيد من التوضيح. وعام 2017، أعلن العراق النصر على "داعش"، باستعادة كامل أراضيه منه، لكن خلال الشهور الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من التنظيم في أنحاء البلاد. وتنفذ القوات العراقية حملات أمنية وعسكرية مكثفة لملاحقة فلول التنظيم، وتعلن بشكل متواصل عن عمليات اعتقال وقتل لعناصر وقيادات في التنظيم، إضافة لإحباط عمليات إرهابية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :