إعداد: يسرى عادل لماذا تغير المشهد؟ لكن لماذا تغير المشهد الأوروبي فجأة؟، ولماذا برز هذا الانقسام الواضح داخل الاتحاد عندما دفعت المأساة السورية بعض الجثث إلى شواطئه، في حين أن المسألة لم تكن لتشغل بال أي دولة والجثث تغرق في أعماق البحر الأبيض المتوسط؟. هل هو صحوة ضمير مثلا بأن من يعيش رعب الموت اليومي داخل سوريا يستحق فرصة للحياة إذا تمكن من اجتياز مغامرة الإبحار في المجهول؟. أم هو محاولة للاستفادة من قدرات وطاقات وأيدي عاملة تضيع هباء داخل مخيمات اللاجئين في دول الجوار السوري من تركيا والعراق والأردن ولبنان التي لم يعد بإمكانها استيعاب أي مزيد، بل الخطر يتصاعد يوما بعد آخر حول انفجار الأوضاع فيها وقد تحول بعضها إلى ما يشبه السجون. أوروبا في 2015 استفاقت على ما يقارب نحو مليون مهاجر ولاجئ، وهو ما وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعد بلادها الدولة الأولى المستهدفة بالهجرة بأنه تحد أكبر من الأزمة الاقتصادية اليونانية التي هزت حدود «شينجن» طوال النصف الأول من العام، معلنة الاستعداد لاستقبال أي لاجئ ينجح في الوصول إلى حدودها، على الرغم من صعوبة هذه المسألة، التي تتطلب عبور بلدان عدة منها ما لا يتفق مع سياسة ميركل في هذا الخصوص، وأبرزها المجر التي تصدرت محاربة المهاجرين بذريعة «الدفاع عن المسيحية»، وشرعت عبر نظام رئيس وزرائها فيكتور أوربان الملقب ب»الفيكتاتور» إلى صد هذه الهجرة بإنشاء سياج على طول حدودها مع صربيا ينتظر أن ينتهي بحلول أول أكتوبر المقبل. وبين نموذج ألمانيا المنفتح على استقبال اللاجئين ودمجهم في المجتمع، ونموذج المجر التي أقل ما يقال عنها إنها «معادية للمهاجرين» وإنه حتى السماح بعبورهم أراضيها من صربيا لم يكن ليتم في ظل النظام الحالي لولا عدسات كاميرات وأفلام ناشطي حقوق الإنسان ومخاوف مقاضاتها دوليا، تنقسم أوروبا حاليا حول الخطة الأفضل للتعامل مع أزمة المهاجرين، علما أن هناك اتفاقية واضحة تنظم هذه المسألة داخل دول الاتحاد ال28 تعرف ب»بصمة دبلن» أو «قانون دبلن 3» وتقضي بتسجيل اللاجئ في أول دولة تطأها أقدامه. في مواجهة الجميع..! ... المزيد
مشاركة :