الانتخابات الهولندية.. أوروبا في مفترق طرق

  • 3/29/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دراسات المركز العربي للبحوث استمرار لسياسة التعاون بين جريدة "البوابة" والمركز العربي للبحوث والدراسات ننشر اليوم دراسة حول الانتخابات العامة الهولندية الأخيرة وتأثيرها على أوروبا.
لم يشهد العالم اهتماما بانتخابات عامة فى هولندا، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كتلك التى شهدتها الانتخابات العامة الأخيرة، التى جرت فى منتصف مارس 2017، السبب فى ذلك أن الانتخابات الأخيرة كانت مؤشرًا مهمًا لقياس مدى قوة التيار «الشعبوى» الجديد، الذى يجتاح العالم كالوباء، وترتفع فيه شعارات الانعزال القومى، والكراهية ضد الآخرين، خصوصًا المهاجرين، واللاجئين الهاربين من جحيم الحروب والصراعات المسلحة، خصوصًا فى إفريقيا والشرق الأوسط، والميول الحمائية التجارية، والتراجع عن الاندماج العالمى، والانسحاب من ظاهرة العولمة، إضافة إلى التعصب الدينى ضد المسلمين. فى الأشهر الأخيرة؛ شهد العالم صعود التيار الشعبوى بقوة، على جانبى الأطلنطي، وحقق ذلك التيار نجاحين كبيرين؛ هما: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وبينما اهتزت العلاقات عبر الأطلنطى، وعبر العالم، اهتزازًا كبيرًا بعد هذين النجاحين، ساد الترقب فى أوروبا انتظارًا لنتائج الانتخابات العامة الهولندية فى مارس، ثم الانتخابات الفرنسية فى إبريل، وبعدهما الانتخابات الألمانية فى سبتمبر من العام الجارى. ونظرًا لأن استطلاعات الرأى العام فى هولندا، على مدار الاثنى عشر شهرًا الأخيرة، كانت تشير بقوة إلى تقدم الشعبويين بقيادة حزب الحرية اليمينى المتطرف، بزعامة خيرت فيلدرز، ساد القلقُ الأوساطَ الأوروبية، خشية نجاح اليمين المتطرف فى هولندا، وهو ما قد يعطى دفعة للمرشحة اليمينية ماريان لوبان، فى انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة، ثم التيار الشعبوى اليمينى فى ألمانيا فيما بعد. صعود شعبية التيارات المتطرفة جعل أمستردام بؤرة اهتمام العالم منذ الحرب العالمية الثانية التعصب الدينى دفع المسلمين للمشاركة بقوة ودعم زعيم حزب من أصول مغربية حزب «الشعب للحرية والديمقراطية» فى المركز الأول بـ33 نائبًا «الحرية» اليمينى المتطرف فى المركز الثانى بـ20 نائبًا «الخضر» اليسارى بزعامة الشاب «كلافير» بـ 14 مقعدًا أبرز النتائج ومع أن استطلاعات الرأى العام خلال الأيام العشرة الأخيرة السابقة للتصويت فى الانتخابات الهولندية راحت تشير إلى تقهقر التأييد لحزب الحرية اليمينى المتطرف، فإن القلق استمر يراوح فى مكانه، حتى ساعات التصويت الأولى، يوم ١٥ مارس الجاري. ومع نشر نتائج عينات المقابلات مع الناخبين، بعد خروجهم من مقار لجان التصويت، بدأت فى الظهور علامات مبشرة أزالت الكثير من مشاعر القلق، ليحل محلها شعور بالراحة والطمأنينة، حتى انتهت عملية التصويت، وبدأت إجراءات الفرز وعد الأصوات. وكانت النتائج النهائية مطمئنة إلى حدٍ كبير، من الناحية السياسية، إذ حل حزب الحرية اليمينى المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز فى المركز الثاني، بـ٢٠ نائبًا فى البرلمان، الذى يتكون من ١٥٠ نائبًا، بينما جاء حزب الشعب للحرية والديمقراطية، الذى يتزعمه رئيس الوزراء الحالى مارك روتيه، فى المركز الأول بـ٣٣ نائبًا، وهو ما يجعله أكبر أحزاب البرلمان، ويؤهله لقيادة عملية تشكيل الحكومة المقبلة، خصوصًا أن حلفاءه فى الائتلاف الحكومى (يمين الوسط) تمكنوا أيضًا من تحقيق نتائج معقولة، ويطمح مارك روتيه أن يتمكن خلال الأسابيع المقبلة، من تشكيل حكومة قوية نسبيًا، تحصل على ثقة البرلمان. لكن أكبر نتائج الانتخابات أهمية، كان فوز حزب الخضر اليساري، بزعامة الشاب جيسى كلافير (٣٠ سنة)، بـ١٤ مقعدًا فى البرلمان، متقدمًا بـ١٠ مقاعد، مقارنة بما حققه الحزب فى الانتخابات العامة السابقة عام ٢٠١٢، ويعتبر الانتصار الذى حققه كلافير، الذى دخل البرلمان للمرة الأولى وعمره ٢٤ عامًا، أكبر انتصار حققه أى حزب هولندى فى الانتخابات الأخيرة، ولم تكن أهمية انتصار حزب الخضر اليسارى فقط فى أنه ضاعف قوته البرلمانية ثلاث مرات ونصف (من ٤ مقاعد إلى ١٤)، لكن أهميته تمثلت أيضًا فى أنه الحزب الذى تصدر قائمة الفائزين فى العاصمة أمستردام. و«كلافير»، هو ابنٌ لأبٍ مغربى مهاجر، وأمٍ من أصل إندونيسي، اعتمد فى حملته الانتخابية على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الاتصال المباشر بالناخبين، بمساعدة كتيبة رائعة من الشباب، الذين اصطفوا وراءه، رافعين شعارات المواجهة ضد التيار اليمينى المتطرف. وكانت لقاءات «كلافير» الجماهيرية تلهب حماس الناخبين بشعارات مثل: «ارفع رأسك ودافع عن مصالحك»، «دافع عن أوروبا الموحدة»، «دافع عن حق المهاجرين»، و«دافع عن الطبيعة التى تهبك الحياة»، وكانت رسالته للناخبين تتكون من ثلاث كلمات، هي: التسامح، المساواة، المحافظة على سلامة البيئة. وفى مواجهة تليفزيونية مع زعيم اليمين المتطرف خيرت فيلدرز، رد «كلافير» على اتهامات فيلدرز للإسلام قائلًا: «إن وجود الإسلام فى هولندا ليس مشكلة، وإنما مشكلة هولندا تتمثل فى وجود من هم على شاكلة فيلدرز، إن انتصار حزب الخضر اليسارى يمثل الوجه الآخر الإيجابى لظاهرة تراجع الأحزاب التقليدية فى أوروبا، أمام تقدم التيار الشعبوي». وعلى الرغم من عدم تمكن حزب الحرية اليمينى المتطرف من الحصول على أكثرية تؤهله لقيادة الحكومة المقبلة، فإن النتائج التى حققها الحزب، مقارنة بما حققته الأحزاب السياسية الأخرى فى هولندا تبعث على القلق.
لقد استطاع حزب فيلدرز الفوز بـ٢٠ مقعدًا فى البرلمان، بزيادة ٥ مقاعد عما حققه فى الانتخابات العامة السابقة، وهذا يعنى أنه رغم المشاعر القوية تجاه شعاراته السياسية، ضد (أوروبا الموحدة، المهاجرين، الإسلام)، فإنه تمكن من زيادة قدرته التصويتية فى البرلمان بنسبة ٣٠٪، وهو ما يجعله بشكل مباشر، وغير مباشر، لاعبًا خطيرًا فى السياسة العامة الهولندية. ويتضح من متابعة الحملة الانتخابية؛ أن الحزب تمكن بالفعل من دفع أحزاب يمين الوسط جميعًا لتبنى شعارات سياسية قريبة جدًا من تلك التى تبناها حزب الحرية، خصوصًا فيما يتعلق بالمهاجرين. وجاء هذا التقدم الذى أحرزه حزب الحرية اليمينى المتطرف، بزعامة خيرت فيلدرز، رغم نسبة الإقبال الهائلة على التصويت فى الانتخابات، التى وصلت إلى أكثر من ٨٠٪ من عدد الناخبين، بينما كان من المعتقد أن زيادة الإقبال على التصويت تعنى حرمان الحزب المتطرف من بعض المقاعد التى كان يشغلها فى البرلمان. ولذلك فإن نتائج الانتخابات الهولندية، على الرغم من أنها ساعدت على ظهور حالة من الطمأنينة، بين معظم زعماء أوروبا، خصوصًا ميركل فى ألمانيا، وأولاند فى فرنسا، إلا أنها تعتبر مؤشرًا على استمرار خطورة التيار الشعبوى اليمينى المتطرف فى أوروبا، ومن ثم فإنه من الخطأ الاعتقاد بأن نتيجة الانتخابات الهولندية تمثل هزيمة لليمين الشعبوى فى أوروبا. وفى المؤتمر الصحفى الذى عقده «فيلدرز»، بعد إعلان نتائج الانتخابات؛ سخر زعيم الحزب اليمينى المتطرف من أولئك الذين ادعوا أن حزبه خسر فى الانتخابات، وقال إن حزبه استطاع إضافة ٥ مقاعد إلى قوته البرلمانية، ليحقق ٢٠ مقعدًا، فى حين أن الحزب الذى جاء فى المركز الأول، أى حزب الشعب للحرية والديمقراطية خسر ٧ مقاعد، ليهبط نصيبه فى البرلمان من ٤٠ مقعدًا إلى ٣٣ فقط فى البرلمان الجديد. وسوف يسعى حزب الحرية اليمينى المتطرف، الذى خاض الانتخابات مستندًا إلى ثلاثة شعارات، هى «ضد أوروبا»، «ضد المهارجين»، و«ضد الإسلام»، إلى أن يشكل مع أحزاب اليمين الأخرى فى البرلمان كتلة معارضة قوية، يعمل لها الائتلاف الحاكم ألف حساب. وسوف تترك أحزاب اليمين بصمتها بكل تأكيد على سياسات هولندا المقبلة، خصوصًا فيما يتعلق بالمهاجرين، والعلاقات مع أوروبا، وربما يضاف إلى ذلك أيضًا سياسات دمج المسلمين فى المجتمع الهولندي. ويستفيد التيار الشعبوى اليمينى المتطرف فى هولندا من القلق الذى يسيطر على الناخبين، خصوصًا العمال والفقراء والمهمشين، فيما يتعلق بقضايا العمل والأجور والتفاوت الاجتماعى وغيرها، وبسبب هذه المخاوف استطاع اليمين الشعبوى أن يخلق ارتباطًا، بين معاناة هذه الفئات، وتدفق اللاجئين ومخاوف انتشار الإرهاب. ويشعر الناخبون من العمال والفقراء أن الحكومات المختلفة لا تأبه لمتاعبهم وآلامهم، ولا تهتم بمصالحهم، وإنما يهتم السياسيون فقط بمصالحهم ومصالح أحزابهم، ويروج اليمين الشعبوى شعارات قوية ضد المؤسسات، والحكومات والأحزاب التقليدية، التى تداولت الحكم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، متهمًا إياها بأنها لم تفعل شيئًا للحد من ظاهرة التفاوت، أو لرفع مستوى المعيشة الحقيقى للعمال وللفقراء، وتقترب هذه الشعارات من عقلية الفئات الاجتماعية البسيطة المهمشة، التى ترى الحياة فى صورة أبيض وأسود فقط. وتشير الدراسات الاجتماعية والاقتصادية فى هولندا، إلى أن متوسط الاستهلاك (الإنفاق) الحقيقى للأسرة العادية، لا يزال حتى الآن أقل مما كان عليه منذ عشر سنوات، وذلك على الرغم من أن هناك أقلية محدودة جدًا زادت ثروتها بمعدلات صارخة خلال الفترة نفسها. كذلك تشير هذه الدراسات إلى أن هولندا، على الرغم من كون اقتصادها يتمتع بقدرات تنافسية ومقومات قوة متنوعة، فشلت حتى الآن فى الحد من فجوة التفاوت وانعدام المساواة بين الفئات الاجتماعية المختلفة، الأمر الذى بات يمثل ظاهرة متعددة الجوانب؛ فهناك التفاوت الحاد بين كبار السن، وبين الشباب الباحثين عن فرص عمل ملائمة. إضافة إلى هذا؛ هناك التفاوت بين البيض وغير البيض، وهناك الفجوة بين أصحاب المهارات العلمية والتكنولوجية العالية والأشخاص العاديين الذين تقل فرص تشغيلهم فى قطاعات الاقتصاد المتقدم سنة بعد أخرى. ولهذا فإن الرسائل الشعبوية التى يروجها سياسيون مثل ترامب وفيلدرز وماريان لوبان تجد من هؤلاء المهمشين آذانا صاغية. وزاد من تأثير الشعبويين أنهم بارعون فى استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، خصوصًا السوشيال ميديا، وتركيزهم على موضوعات سطحية، واستخدامهم شعارات ديماجوجية بسيطة مفهومة للأغلبية المهمشة، كذلك زاد من قوة الشعبويين لجوء بعض الأحزاب والجماعات السياسية إلى التركيز فى برامجها على قضية واحدة أو شعار واحد فقط، بدون ربط مع بقية القضايا العالقة التى يعانى منها الناخبون. إن نتائج تصويت الناخبين الهولنديين فى الانتخابات العامة الأخيرة تشير بقوة إلى أنهم لم يغفروا لحزب العمال الهولندى مواقفه المتخاذلة، خلال فترة ائتلافه مع يمين الوسط فى الحكومة، ومساندته لسياسات تخفيض مخصصات المعاشات والرعاية الصحية. وتؤكد النتائج أن حزب العمال كان أكبر الخاسرين فى الانتخابات، إذ تردى تمثيل الحزب فى البرلمان لينكمش إلى ٩ نواب فقط، مقابل ٣٨ نائبًا فى البرلمان السابق، وهو ما سيجعل حزب الخضر اليساري، هو أكبر الأحزاب اليسارية تمثيلًا فى البرلمان.
الجالية المسلمة فى هولندا وتعتبر بلجيكا وهولندا وفرنسا من أكبر الدول الأوروبية احتضانًا للمسلمين، الذين توطنوا هناك، ويشاركون فى كل نواحى الحياة، وفى هولندا يقترب عدد المسلمين من مليون مواطن (٩٥٠ ألفًا)، نسبة كبيرة منهم تتألف من المسلمين الأتراك والمسلمين المغاربة. لكن أهمية وجود الجالية المسلمة تزيد فى مساهمتها فى الحياة العامة، عندما نعرف أنها تتركز فى المدن الأربع الرئيسية فى هولندا، ففى العاصمة أمستردام تبلغ نسبة المواطنين المسلمين ٢٤٪ من السكان، وفى روتردام تبلغ نسبة المسلمين ٢٥٪ بينما تنخفض النسبة قليلًا فى لاهاى وأوتريخت، إلى ما يتراوح بين ١٣٪ و١٤٪. وعلى الرغم من انخفاض مستوى معيشة السكان المسلمين فى هولندا بشكل عام، إلا أنهم يمثلون جزءًا مهمًا من العمود الفقرى للاقتصاد الهولندي، خصوصًا فى قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات. وتعرضت جالية المسلمين فى هولندا لضغوط شديدة خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، لكنهم برهنوا، من خلال مشاركتهم الواسعة فى التصويت، على شعور عارم بالمسئولية، تجاه المشاركة فى تشكيل ملامح الحياة السياسية فى هولندا. وكان النجاح الباهر الذى حققه حزب الخضر اليسارى بقيادته الشابة وصعوده القوى فى العاصمة أمستردام علامة من علامات الانتصار، من خلال المشاركة فى العملية السياسية، وكما هو الحال بين المسلمين فى كل أنحاء العالم فإن نشاط التيارات الإسلامية المتطرفة لا يتوقف عند حد. كذلك لعبت الأزمة السياسية الأخيرة بين تركيا وهولندا فى إشعال فتيل محاولة النيل من وحدة وقوة الجالية المسلمة فى هولندا، لكن هذه المحاولة لم تنجح، ولم تنجر الجالية المسلمة فى هولندا إلى حلبة الصراع السياسي، بين الحكومتين الهولندية والتركية. ومع ذلك فإن نتائج الانتخابات الهولندية تؤكد أن أوروبا لا تزال عند مفترق طرق بين التيار الشعبوى اليمينى المتطرف، والاعتدال السياسي. فعلى الرغم من نجاح الناخبين الهولنديين فى وقف تقدم اليمين المتطرف عند النقطة التى أبعدته حاليًا عن تشكيل الحكومة، فإن احتمال تقدم ذلك التيار لا يزال قائمًا. ولم تتمكن أوروبا حتى الآن من وضع استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة خطر الشعبوية اليمينية، وليس أمام أوروبا غير ثلاثة خيارات أو المزج بين بعضها، الأول هو خيار التجاهل، وهو خيار خطير يترك الطريق مفتوحًا لتقدم اليمين الشعبوى المتطرف، والثاني: خيار التعاون أو المنافسة على نفس الأرضية السياسية، وهو الخيار الذى اتبعه عمليًا مارك روتيه، رئيس الوزراء الحالي، الذى راح يقلد شعارات اليمين ولكن بصياغات مختلفة فى مؤتمراته الانتخابية، خصوصًا فى معاداة اللاجئين. أما الخيار الثالث، فهو خيار المواجهة والمقاومة، وهو الخيار الذى تبناه زعيم حزب الخضر اليساري، جيسى كلافير، واستطاع بواسطته أن يحصد أصواتًا لم يكن حزبه يحلم بها، ولم يكن يتوقعها أحدٌ من منافسيه. إن استراتيجية جيسى كلافير ستضع حزبه على أرضية سياسية صلبة فى السنوات المقبلة، إذا استمر تمسك الحزب بها وتطويرها، وربما يستطيع حزب الخضر اليسارى أن يصبح المنافس الأول للتيار الشعبوي، وأن ينتصر عليه فى الانتخابات المقبلة، خصوصًا أن فتى أمستردام المشاكس الذى يبلغ من العمر ٣٠ عامًا فقط، لا يزال الطريق مفتوحًا أمامه للمزيد من العطاء، فى مجالات السياسة الهولندية.

مشاركة :