أطباء لـ«الاتحاد»: 50% من المدخنين مضاعفاتهم خطيرة بسبب «كورونا»

  • 3/19/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد أطباء أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة في حالة الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد- 19»، لافتين إلى أن العديد من الدراسات، تشير إلى أن نحو %29 من المدخنين لديهم على الأقل 5 أعراض مرتبطة بمرض «كورونا»، وحوالي %50 من المدخنين لديهم أعراض أكثر ومضاعفات أكبر مرتبطة بمرض «كورونا». وشددوا في تصريحات لـ «الاتحاد»، على أن التدخين يقلل من الدفاعات الطبيعية في الجسم، وهذا يسمح للفيروس بالدخول والاستيلاء على خلايا الجسم. وأظهرت نتائج دراسة بريطانية حديثة، أن المدخنين معرضون لخطر متزايد للإصابة بفيروس «كورونا» مقارنة بغير المدخنين، فيما أشارت نتائج دراسة أميركية إلى أن خلايا الجسم المعرضة للدخان أكثر عرضة مرتين أو 3 مرات للإصابة بهذا الفيروس». وأوصى هؤلاء الأطباء، باتباع استراتيجية للإقلاع عن التدخين كعنصر وأداة مساعدة للحد من الإصابة بفيروس «كورونا»، لافتين إلى أن التدخين أحد المسببات للإصابة بأمراض أكثر شدة ومؤدية للوفاة، مثل سرطان الرئة.في البداية، أكد الدكتور حسان الحريري، استشاري الأمراض الصدرية وأمراض النوم في مستشفى راشد بدبي، أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بفيروس «كورونا»، مشيراً إلى أنه منذ اليوم الأول لظهور فيروس «كورونا» المستجد، بدأ العلماء في البحث عن رابط بينه وبين التدخين، باعتبار أن كليهما يدخل الجسم عبر بوابة الجهاز التنفسي. وقال: «كما نرى غالباً مع الفيروسات الأخرى، فالمدخنون يمكن أن يصابوا بسهولة أكبر بالفيروسات، وبالتالي من الطبيعي أيضاً أن يصاب المدخنون بـ «كوفيد- 19» أكثر من غير المدخنين، والأدلة الحالية تثبت الصلة بين التدخين والإصابة بفيروس كورونا». ولكن كيف يزيد التدخين من خطر الإصابة بفيروس «كورونا»؟ الدكتور الحريري، أوضح أن ذلك يحدث من خلال طرق عدة، أبرزها نتيجة التماس المباشر؛ لأن التدخين يعني أن الأصابع «وربما السجائر الملوثة»، تلامس الشفاه، مما يزيد من إمكانية انتقال الفيروس من اليد إلى الفم، ومن ثم للجهاز التنفسي. وأشار إلى التأثير السلبي للتبغ، فاستخدام التبغ له تأثير ضار على صحة الجهاز التنفسي، وهو يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بمرض السل، والانسداد الرئوي المزمن «يقلل من سعة الرئة»، وهو السبب الأكثر شيوعاً لسرطان الرئة، كما يعتبر التبغ عامل خطر مهماً في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ونقص مناعة أغشية الجهاز التنفسي.ولفت إلى التأثير السلبي المباشر للدخان، حيث وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، مؤخراً، رابطاً بين التدخين والوباء، وخلصوا إلى أن التعرض لدخان السجائر يجعل خلايا مجرى الهواء أكثر عرضة للإصابة بفيروس «كورونا» المستجد. وقال: «حصل الباحثون على الخلايا المبطنة لمجرى الهواء من 5 أفراد غير مصابين بـ «كوفيد- 19»، وعرّضوا بعض الخلايا لدخان السجائر في أنابيب الاختبار، ثم أطلقوا فيروس «كورونا» على جميع الخلايا، ووجدوا أن الخلايا المعرضة للدخان أكثر عرضة مرتين أو 3 مرات للإصابة بالفيروس». ولكن في حالة الإصابة، هل يكون المدخنون أكثر عرضة للأعراض الشديدة مقارنة بغير المدخنين؟ الحريري، أكد أن المدخنين أكثر عرضة بنسبة 14% لحدوث الأعراض الكلاسيكية التي تشير إلى مرض «كورونا»، مثل: الحمى، والسعال المستمر، وضيق التنفس - مقارنة بغير المدخنين. وقال الحريري: «كما أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة للمرض، فنحو 29% من المدخنين لديهم على الأقل 5 أعراض مرتبطة بمرض كورونا». وأضاف: «نحو 50% من المدخنين لديهم أعراض أكثر وأسوأ مرتبطة بمرض (كورونا)، بما في ذلك ضيق التنفس والسعال، فقدان حاسة الشم، أو قلة الشهية، أو الإسهال، أو التعب، أو الحرارة، أو آلام العضلات أو الصداع»، لافتاً إلى أن هناك حقائق تثبت أن المدخنين الحاليين إصابتهم بفيروس «كورونا» أكثر بمرتين من غير المدخنين وغالباً أشد، ويحتاجون للذهاب إلى المستشفى.من جهته، قال الدكتور طارق فرغلي، استشاري أمراض القلب والمدير الطبي للمستشفى السعودي الألماني بعجمان: «التدخين يؤثر سلباً على الجهاز التنفسي، وبالتالي يكون فيروس (كورونا) المستجد، قادراً وبكل سهولة على اختراق الجهاز التنفسي». ولفت إلى أن الدخان لا يقتل الفيروس، وهذه الحقيقة العلمية، هي عكس الاعتقاد الخاطئ لدى البعض، حيث تؤكد دراسات علمية معتمدة خطورة التدخين، وأنه من غير المعقول أن تحمي وسائل التدخين من فيروس «كورونا»، بل بالعكس يعمل التدخين على انتشار الوباء. وأضاف: «هناك بعض الأقاويل تتحدث عن فوائد السجائر ومقاومتها لفيروس (كورونا)، ولكن هذا غير علمي؛ لأن التدخين يسبب العديد من الأمراض وله خطورة عالية على الرئة والقلب والأوعية الدموية»، وأكد فرغلي، أن التدخين يقلل مناعة الجسم ويزيد فرص الإصابة بفيروس «كورونا».فيما، أشار الدكتور مازن زويهد، استشاري الأمراض الصدرية بالمستشفى الأميركي بدبي، إلى أعراض فيروس «كورونا» المستجد، حيث إنه إذا كان المريض مدخناً وأصيب بالفيروس، يجب أن تتم معاينته من قبل طبيب والتأكد من أن الإصابة ليست شديدة أكثر من غيره؛ لأن خطورة الإصابة عنده تكون أعلى من غيره، ولذلك ينصح برؤية الطبيب له بسرعة، خاصة إذا كان مدخناً لفترة طويلة. ولفت إلى أن حالة الرئتين عند المريض المدخن، تكون أسوأ مقارنة بالمريض غير المدخن المصاب بالفيروس، وبالتالي خطورة حدوث المضاعفات تكون أعلى. ونصح، بتجنب التدخين خصوصاً في ظل وجود وباء «كوفيد- 19»، لأنه إذا أضفنا التدخين للإصابة بهذا المرض، يكون الوضع الصحي للشخص أكثر صعوبة، داعياً المدخنين إلى التوقف عن التدخين، حتى يكون في وضع صحي أفضل في حالة الإصابة بالفيروس. ونبه زويهد، إلى أنه كلما كان وضع الرئتين جيد صحياً، كان أكثر قدرة على تحمل مضاعفات المرض عند الإصابة، لافتاً إلى أن الممارسات السريرية والتعامل الطبي مع حالات «كورونا» أثبتت أن المدخنين لفترات طويلة، يكونون أكثر حاجة للوقت للتعافي من الإصابة، فضلاً عن إمكانية تعرضهم لمضاعفات أكبر.

مشاركة :