انطلقت أمس الدورة الأولى من القمة العالمية لرواد الطاقة الشمسية في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة أكثر من 30 خبيراً ومسؤولاً حكومياً من الوزراء وكبار الشخصيات من مختلف أنحاء العالم ناقشوا الحاجة المتزايدة لاستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة. وناقش المشاركون أحدث الإنجازات والابتكارات التي تم التوصل إليها مؤخراً في قطاع الطاقة المتجددة والآفاق المستقبلية التي يصبون إلى تحقيقها خلال السنوات المقبلة، في الوقت الذي توقفوا عن أبرز القضايا والتحديات التي تواجه هذا القطاع وما يتعلق بتنفيذ المشاريع المرتبطة. وافتتح سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أمس، الدورة الأولى من القمة العالمية لرواد الطاقة الشمسية في مركز دبي التجاري العالمي. وتزامن هذا الحدث مع انطلاق معرض الخليج للطاقة الشمسية ومعرض الخليج للزجاج في الزمان والمكان نفسه. قال الدكتور مطر النيادي، وكيل وزارة الطاقة في الدولة: أولت الإمارات اهتماما كبيرا لتنويع مصادر الطاقة الشمسية واتخذت خطوات عملية سباقة في هذا الشأن، حيث أطلقت حكومة أبو ظبي مشروع شمس أبوظبي و مصدر، وأعلنت دبي عن مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية إلى جانب مشاريع عدة في هذا القطاع الحديث الذي ينسجم مع رؤية الدولة للسنوات المقبلة التي تسعى لتعزيز مفهوم المحافظة على البيئة والرقي بالطاقة النظيفة والمتجددة. وأضاف النيادي قائلا: تهدف خطة حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز دور الطاقة المتجددة النظيفة والنووية لتساهم بنحو 24% من إجمالي فاتورة الاستهلاك العام المحلي في توفير موارد الطاقة بحلول العام 2020، كما وضعنا خططاً لدمج المصارف والبنوك المحلية لتوفير التسهيلات المالية لتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة خلال السنوات المقبلة، حيث لمسنا اهتماماً من بعض هذه المؤسسات في ظل زيادة الوعي بهذا النوع من الصناعات الحديثة. وألقى سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي كلمة كمتحدث رئيسي في القمة بحضور الدكتور إبراهيم سيف، وزير الطاقة والثروة المعدنية في الأردن، الدكتور مطر حامد النيادي، وكيل وزارة الطاقة، أحمد بلهول، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، المهندسة فاطمة الفورة الشامسي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الكهرباء والطاقة النظيفة ومياه التحلية. وتمحورت كلمة الطاير حول إنجازات الهيئة في مجال الطاقة المتجددة ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مؤكداً ضرورة تطوير قطاع الطاقة المتجددة والبديلة والحرص على ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية. وأشار عبدالله رافيا، مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط في بلدية دبي إلى مدى سعادته بالمشاركة في معرض الخليج للطاقة الشمسية. وأضاف: تطور هذا الحدث بشكل كبير، وتمت إضافة العديد من الميزات الجديدة من بينها القمة العالمية لرواد الطاقة الشمسية التي أبرزت مدى أهمية المعرض، إنه لشيء رائع أن نرى رواد القطاع يجتمعون معاً لمناقشة الحاجة المتزايدة للطاقة الشمسية في المنطقة. يوفر كلا الحدثين منصة للمتخصصين في هذا المجال تمكنهم من الاجتماع وتبادل الأفكار وتشجيع الابتكار والتحديثات في هذا المجال. واستعرض رافيا خلال كلمته مشروع زهرة الصحراء الذي تطوره بلدية دبي على امتداد شارع الإمارات خلال السنوات الخمسة المقبلة بتكلفة تصل إلى عشرات مليارات الدراهم، حيث سيتضمن 30 ألف وحدة سكنية منها 20 ألفا لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، و10 آلاف للمقيمين، حيث بدأت أعمال التصميم الهندسي ومن المتوقع أن تباشر أعمال التنفيذ بعد سنة من الآن على مساحة 4 آلاف هكتار. من جانبه أشار الدكتور إبراهيم سيف، وزير الطاقة والثروة المعدنية في الأردن، إلى أهم التحديات التي تواجه المملكة بشأن توفير الطاقة، وقال: تستورد الأردن نحو 97% من احتياجاتها من الطاقة من الأسواق الخارجية، الأمر الذي يوسع دائرة تعرضه للتقلبات والأزمات العالمية مثل تذبذب أسعار النفط، حيث تصل فاتورة استهلاك الأردن من الوقود إلى 5 مليارات دينار سنوياً في نهاية 2014، انخفضت العام الجاري بنحو مليار دينار (تعادل 20%) مع التحول إلى استخدام الغاز لتوليد الكهرباء وتراجع أسعار النفط. وأضاف سيف أن المملكة تدرس المزيد من المشاريع لتنويع مصادر الطاقة، حيث وقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع ائتلاف عالمي في قطاع استخراج الزيت الصخري واستخدامه لتوليد الطاقة الكهربائية بقيمة ملياري دولار، كما نناقش اهتمام شركة مصدر الإماراتية بالاستثمار في هذا المجال في الأردن، مع الاحتفاظ بأولوية دراسة المشروع النووي في المستقبل القريب الذي يعد لنا بديلا جديا لتغطية احتياجات المملكة من الطاقة المتجددة والنظيفة. كما افتتح سعيد محمد الطاير، بحضور هلال المري، مدير عام دائرة السياحة والترويج التجاري، فعاليات معرض الخليج للطاقة الشمسية 2015، الذي ينظم بالتزامن مع القمة العالمية لرواد الطاقة الشمسية والتي تناقش مستقبل الطاقة النظيفة، وتسلط الضوء على الإمكانيات الهائلة للطاقة الشمسية ونظم الطاقة المتجددة في المستقبل. وشاركت هيئة كهرباء ومياه دبي في القمة العالمية لرواد الطاقة الشمسية 2015، التي تجمع نخبة من العارضين المحليين والدوليين مع رواد هذه الصناعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في مركز دبي التجاري العالمي. وتستعرض الهيئة من خلال مشاركتها أفكاراً جديدة حول الاتجاهات المستقبلية في قطاع الطاقة، وتفتح قنوات الحوار مع العديد من صناع القرار لتبادل الأفكار وطرح مبادرات تطويرية، وتوطد تواصلها من خلال هكذا المناسبات لتنشئ فرص تعاون مستدامة مع شركائها والمعنيين في مجالات عملها خاصة في ما يتعلق بقطاع الطاقة بأنواعها، لا سيما المتجددة منها. وقال الطاير: استذكر مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: مشروعات الطاقة، خصوصاً المتجددة منها، تشكل عصب الحياة العصرية والتنمية المستدامة لدولتنا الحبيبة وشعبنا الذي يتطلع دوماً إلى التقدم والرخاء والاستقرار. نحن في الهيئة نعمل على المساهمة في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ورؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021، وتعزيز مكانة الدولة كنموذج يحتذى على مستوى العالم في تحقيق أعلى معايير كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والاستدامة والإبداع والابتكار، وجذب الفرص الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة، وتعزيز التنمية المستدامة وسعادة المواطنين والمقيمين والزوّار، وإيجاد مستقبل مستدام للأجيال القادمة. لقد أدركت دبي ضرورة تطوير قطاع الطاقة المتجددة والبديلة وحرصت على ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية، ونجحت دبي خلال الأعوام القليلة الماضية في أن ترتقي بموقعها العالمي كمثال يحتذى في مجال التنمية المستدامة الشاملة، مقدّمة رؤية جديدة ومبتكرة لمفهوم الاستدامة بطريقة تضمن استمرار النهضة المدنية للإمارة وتحافظ في الوقت نفسه، على الموارد الطبيعية وذلك عبر إطلاق مشاريع ومبادرات وخطط عمل رائدة. وفي هذا السياق، أطلق المجلس الأعلى للطاقة في دبي استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 بهدف تنويع مصادر الطاقة في دبي وزيادة نسبة الطاقة المتجددة، ضمن مزيج الطاقة في الإمارة، وخفض الطلب على الطاقة بنسبة 30%. وأضاف الطاير قائلاً: جاء إطلاق مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية الجديدة في العالم تطبيقاً عملياً لاستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، وتأكيدا لريادة دبي في مجال الطاقة الشمسية وخلق قطاع جديد في المنطقة. مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية يضم المجمع مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية بقدرة إنتاجية تصل إلى 3000 ميجاوات بحلول عام 2030 وبنظام المنتج المستقل في سوق الطاقة المتجددة، حيث دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، المشروع الأول بتقنية الألواح الكهروضوئية، وبقدرة إنتاجية بلغت 13 ميجاوات بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2013 في اليوم العالمي للطاقة. ويرسي المجمع بنجاح معياراً عالمياً جديداً للأسعار في تنفيذ مشروعات الطاقة الكهروضوئية بعد المناقصة التي طرحتها الهيئة بنظام المنتج المستقل، للمشروع الثاني من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي سيكون جاهزاً لإنتاج 200 ميجاوات كهرباء في عام 2017، ونجاحها في الحصول على أدنى سعر عالمي في المناقصة بلغ نحو 5.4 سنت من الدولار لكل كيلووات في الساعة. وأتاح ذلك أيضاً رفع نسبة المستهدف في مزيج الطاقة بدبي من الطاقة المتجددة، من 1% لتصل 7% بحلول عام 2020 ومن 5% لتصل 15% بحلول عام 2030، وزيادة نسبة الطاقة المتجددة للمرحلة الثالثة من المشروع إلى 800 ميجاوات بنظام المنتج المستقل، لتحقق إنجازاً رائداً سيضع الدولة في صدارة دول المنطقة من حيث إنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة. وتابع قائلاً: يضم المجمع مركزاً تفاعلياً للابتكار مجهزا بأحدث تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة لصقل القدرات الوطنية في مجال الطاقة وتعزيز الميزة التنافسية للأعمال، وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة، ودعم مسيرة تطوير القطاع في المنطقة ككل، إضافة إلى تعزيز مستوى الوعي في المجتمع حول الطاقة المتجددة والمستدامة، ومركزاً للبحوث والتطوير، والذي يعتبر مركزاً متميزاً للأبحاث المبتكرة في الطاقة والمياه في دبي ويهدف إلى إجراء الدراسات للاحتياجات الصناعية والمجتمعية والريادة في مجال البحوث العلمية والعمل كحلقة وصل بين الباحثين والمطّورين، إضافة إلى الخروج باستراتيجيات للأفكار المبتكرة المنتجة. ولدينا مركزان لاختبارات الطاقة الشمسية الأول مخصص لتقنيات الألواح الكهروضوئية (PV) والثاني للطاقة الشمسية المركزة (CSP)، حيث يتم حالياً في المركز الأول اختبار نحو 25 نوعا من الألواح الكهروضوئية (PV) قدمتها شركات عالمية متخصصة بصناعة هذه الألواح بمختلف خصائصها وإجراء مختلف الفحوص وتحليل النتائج لاستخدامها في البحوث والتطوير. ولفت الطاير خلال كلمته إلى أنه انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والهادفة إلى جعل دبي المدينة الأذكى عالميا، أطلقت الهيئة مبادرة شمس دبي تنفيذاً للقرار رقم (46) لسنة 2014 والذي أصدره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بهدف تنظيم ربط وحدات إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بنظام توزيع الطاقة في دبي. وتهدف مبادرة شمس دبي إلى تشجيع أصحاب المنازل والمباني على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتمكينهم من المساهمة في تحقيق رؤية دبي من خلال إنتاج احتياجاتهم من الطاقة باستخدام ألواح شمسية يتم تثبيتها فوق أسطح المباني، ومن ثم يتم ربطها بشبكة الكهرباء التابعة للهيئة، ما يسمح بتصدير أي فائض من الطاقة الشمسية إلى الشبكة. واختتم بالقول: وفي خطوة رائدة وخلّاقة تهدف إلى تحسين الخدمات الحكومية عبر وسائل وأدوات عالية التقنية والتطور، بدأت الهيئة باستخدام الطائرات من دون طيار للكشف والتحقق من عمل نظام الألواح الكهروضوئية على أسطح مباني الهيئة، حيث توفر هذه الطائرات الوقت والجهد والتكلفة، وتسهم في رفع الكفاءة التشغيلية من خلال تسريع العمليات ورفع نسبة الأمان عند إجراء الفحوص الدورية وصيانة الشبكات وتحديد أماكن الأعطال بدقة عالية، بُغية توفير خدمات أكثر سهولة وراحة وفق أعلى المعايير العالمية. وتعرض شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، سيارتها الشمسية التي قام بصناعتها فريق المعهد البترولي التابع لها على منصتها خلال الحدث. وقال عبدالله ناصر السويدي، المدير العام لشركة أدنوك: باعتبارها واحدة من الشركات الرائدة في مجال النفط والغاز على مستوى العالم، تتمتع أدنوك بتاريخ عريق في الحفاظ على الطبيعة والمسؤولية البيئية من خلال التزامها بضمان توازن متناغم بين الاحتياجات التشغيلية والموارد الطبيعية. من جهته، قال محمد كازي، مدير مشروع معرض الخليج للطاقة الشمسية: يعد المعرض اليوم علامة فارقة بالنسبة لقطاع الطاقة الشمسية في المنطقة. فقد شهدنا مدى نجاح الدورة الأولى من القمة العالمية لرواد الطاقة الشمسية ومدى تدفق الزوار إلى معرض الخليج للطاقة الشمسية. شهدت القمة حضور عدد من أبرز صناع القرار في جميع أنحاء العالم الذين طرحوا مجموعة أسئلة مهمة على العارضين. ونحن نتطلع إلى العام المقبل حيث سنتمكن من تحقيق المزيد من الأهداف التي ننشدها. وقد حظي معرض الخليج للزجاج ومعرض الخليج للطاقة الشمسية بإقبالٍ حاشد خلال اليوم الأول لافتتاحهما في مركز دبي التجاري العالمي. ويقام معرض الخليج للزجاج 2015 في مركز دبي التجاري العالمي وهو الحدث الوحيد من نوعه في المنطقة حيث سيجمع أكثر من 150 عارضاً من مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وسيستمر معرض الخليج للطاقة الشمسية ومعرض الخليج للزجاج حتى يوم الأربعاء 16 سبتمبر/ أيلول، كل يوم من الساعة 10:00 صباحاً حتى الساعة 18:00 مساءً.
مشاركة :