تمنى الناقد الأدبي الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، انتهاء الحروب، ليسود السلام، ويتمكن كل لاجئ من العودة إلى بلاده، وأن تهدأ كل الصراعات، ويعود العرب والمسلمون إلى رشدهم، ليكفوا عن أن يكونوا ألعوبة في يد الأمريكان والإسرائيليين، الذين يدخلونهم في مزيد من الحروب.عبدالحميد، الذي رحل مساء أمس، عن عمر ناهز الـ68 عاما بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، تمتع بحس إنساني فريد، جعل كل من يتعامل معه يدرك مدى نبله وتواضعه الجم وعلمه الغزير، ومدى بساطته في التعامل مع الآخرين.شجع "عبد الحميد" في كثير من مشاركاته بالفعاليات الثقافية على رفد وتزويد المشهد الأدبي بالرؤى والمشروعات التي تجعله جميلا، حيث التركيز على شباب المبدعين، وأن يكون هناك مجلات نقدية تساهم في حضور للناقد المصري في الثقافة العربية بشكل عام وبشكل أفضل.تعلق "عبدالحميد" بالفن والإبداع، لأنهما يدعمان الإحساس بالحياة أكثر، ويجعلان الاستمتاع بها أكبر، فهو يرى أن مساهمة المبدعين من خلال كتبهم وقصصهم ورواياتهم تساعد في جعل الحياة أفضل لنا جميعًا.كانت نظرته للفن والإبداع واسعة، فهو لم يجعلهما مصدرا للمتعة أو سبيلا للتطهير من الشر، بل لها دور في تعزيز الدخل القومي، لذا طالب بتنمية الصناعات الإبداعية، لافتا إلى مكانة مصر في صناعة المبدعين، وهو عكس ما يحدث في الآونة الأخيرة حيث البعد عن قيمتنا الأدبية.ومن خلال ممارسته النقدية، جعله ينظر للنقد كنوع من التفاعل والحوار جوهره إزالة الخلاف بين الأنا والآخر وبين المبدع والمتلقي، وذلك من خلال إزالة الحواجز والفواصل، والتفاعل هنا ليس كما هو في التفاعل في المواد الكيميائية وهنا ندرس تكاملية الفنون وأن الفنون لا تنفصل عن العلم ولا التكنولوجيا وكيف أدي فن مثل التصوير الفوتوغرافي لتغيير ثقافة البشرية بشكل كبير وأثر في حركة الفن التشكيلي وأثر في علوم مثل الطب وغيره، فهناك تكامل بين الفنون والعلوم والفنون فيما بينها.يشار إلى أن الدكتور شاكر عبد الحميد، شغل منصب أستاذ أكاديمي وناقد متميز، له عدد كبير من المؤلفات، منها العملية الإبداعية في فن التصوير، الأسس النفسية للإبداع الأدبي في القصة القصيرة، عصر الصورة، الفن وتطور الثقافة الإنسانية، وشغل سابقًا منصب عميد المعهد العالي للنقد الفني في أكاديمية الفنون، وهو متخصص في دراسات الإبداع الفني والتذوق الفني لدى الأطفال والكبار.وعمل أستاذًا بجامعة الخليج العربي - مملكة البحرين - كلية الدراسات العليا، ومديرًا لبرنامج تربية الموهوبين، ومن الجوائز التي حصل عليها جائزة شومان للعلماء العرب الشبان في العلوم الإنسانية، والتي تقدمها مؤسسة عبد الحميد شومان بالأردن عام 1990، وجائزة الدولة للتفوُّق في العلوم الاجتماعية 2003.
مشاركة :