عمت حالة من الحداد على روح الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، واتشح الوسط الأدبي والثقافي كله بالسواد، حزنا على رحيل مفكر من طراز فريد.وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء كبير، حيث رثى المثقفون والكتاب والأدباء، الناقد الراحل الذي تميز بعلاقاته الطيبة مع جميع المثقفين.في البداية نعت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وجميع الهيئات والقطاعات الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق.وقالت عبدالدايم: إن الراحل لعب دورا مهما في الثقافة المصرية وترك بصمات بارزة في مجال النقد الفنى كما شارك في إعداد أجيال من المبدعين.وأشارت إلى أنه مثل الصديق والأب والمعلم لكل من شاركه العمل وتوجهت بالعزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته.كما نعى الدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق رحيل الدكتور شاكر عبدالحميد قائلا، إنه برحيل هذا العالم المفكر لا أملك في هذه اللحظة الصعبة إلا أن أقول فقدت مصر مثقفا وأكاديميًا وإنسانا محبا للجميع، تقبله الله بفيض محبته.من جانبه قال الناقد والكاتب المسرحي الدكتور أحمد عبدالرازق أبو العلا عبر صفحته الشخصية "فيسبوك"، إن الدكتور شاكر عبدالحميد بعد حصوله على درجة الليسانس في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1974، ودرجة الدبلوم تخصص علم النفس التطبيقي عام 1976، وعلى درجة الماجستير في علم نفس الإبداع عام 1980.. مُنذ ذلك التاريخ، لم ينفصل عن الحركة الثقافية والإبداعية في مصر، وخارج مصر، وظل مخلصا لها، بما تعكسه من هموم، وقضايا تتعلق بالشأن الثقافي والإبداعي معا.وأوضح أبو العلا أن الدكتور شاكر عبدالحميد لم تأخذه الجامعة، أو البحث العلمي المُتواصل، ليكون بعيدا عنها، بل على العكس تماما، ظل عطاؤه متصلا، وفاعلا، وحقيقيا.وأشار أبو العلا إلى أن في رسالته العلمية للحصول على (الماجستير) اهتم بكشف أسرار العملية الإبداعية في مجال (القصة القصيرة) فتناول أعمال أكثر من خمسين كاتبا قاصا من مصر، واتخذهم عينة، يبحث من خلالهم عن كيفية (حدوث عملية الإبداع واستمرارها في القصة القصيرة) لأنه لاحظ أن إهمالا قد لاقته القصة من هذه الزاوية، حيث لم يعثر - قبل القيام ببحثه ومن خلال فحص التراث السيكولوجي المُتراكم - عن أية إشارة ولو ضئيلة، تتحدث عن كيفية حدوث عملية الإبداع واستمرارها في القصة القصيرة، رغم ما اكتسبته من ذيوع ومكانة جعلها من أهم ملامح الإنتاج الأدبي في عصرنا الحالي).استحضر في عينته أسماء مختلفة لكتاب، ينتمون إلى أجيال متعددة، من (نجيب محفوظ) حتى (يوسف أبو رية) ينتمون إلى مختلف المستويات الإبداعية، والاتجاهات الفنية والأيديولوجية، مستخدما أداة رئيسية حددها فيما يسمي (الاستخبار) الذي تكون من 451 سؤالا.وتابع أبو العلا: حاول الدكتور شاكر عبدالحميد أن يغطي بها الجوانب المُختلفة للعملية الإبداعية، وكما يقول هو عن تلك الأداة أنه بها "استطاع إجراء عمليات خاصة بالتحليل الكيفي لمضمون كثير من الوثائق والنصوص السيكولوجية والفنية، مما أدى إلى بروز ستة عشر جانبا مختلفا، رؤي أنها تشكل العملية الإبداعية، وتؤدي إليها في مفهومها الشامل"٠في حين قال أبوالفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق إنه برحيل الصديق العزيز د.شاكر عبدالحميد يرحل المثقف القدوة والناقد الذي مهّد طريق التنوير لأجيال قادمة، جعل علم نفس الإبداع يتنفس أدبا ونقدا، وجعل الترجمة نصوصا تصاغ بلغة المترجم مع أمانة النقل، وجعل التأليف إلهاما والتلقي متعة ورحل ركن من الفرح في نفوس محبيه.بينما قال عبدالحافظ بخيت مسئول النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة عبر صفحته الشخصية "فيسبوك": "أشهد أنك كنت وزيرا واعيا ومثقفا عضويا وناقدا فذا وعالما جليلا وأكاديميا مستنيرا وإنسانا شفافا لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون".
مشاركة :