قالت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، إن الواقع الثقافي للمجتمع انعكاس لوعيه ومدى عمقه الفكري، كما أنه انعكاس لتماسكه داخل إطار هويته الثقافية، مؤكدة أن المشهد الثقافي الإماراتي يحمل ملامح تتنوع ما بين التحديات والإيجابيات. وشددت على أهمية مواجهة التحديات بصدق وواقعية حتى يمكن تجاوزها وعلاجها، جاء ذلك في ندوة حوارية افتراضية عقدها مجلس الفكر والمعرفة، بعنوان «قراءات في واقع الثقافة الإماراتية». إلى ذلك، أشارت الشيخة شما إلى أن من أهم التحديات التعليم وتنمية موهبة السؤال عند الطفل وتجنب العنف الرمزي، وما يسببه من إخماد لطاقات العقل الناقد، ثم تحدثت عن تحدي ازدواجية اللغة وأنه لا يجب أن نضحي بها لحساب لغة أخرى. وأضافت: «هناك تحد آخر يؤثر على واقعنا الثقافي يرتبط بالإبداع الفكري، وكوني حريصة على متابعة الإنتاجات الأدبية والفكرية للشباب الإماراتيين، لاحظت استعجال بعض الشباب الإماراتي في نشر أعمالهم قبل اكتمال نضوجهم الإبداعي، وهنا نحتاج إلى وضع استراتيجيات للعمل على نوعية وجودة العمل الإبداعي والفكري للشباب، قبل البحث عن نمو وأرقام عدد الكتب»، لافتة إلى أنه «في عالم الإبداع والفكر تخدعنا الأرقام أحياناً». وعن حالة التلاقي الثقافي على أرض الإمارات، وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر في ملامح الشخصية وأصالتها، أشار جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، إلى أصالة وثبات الشخصية الإماراتية أمام المتغيرات بدرجة يصعب معها استلاب الهوية الراسخة. ولفت إلى الأثر الإيجابي الذي تركه عام القراءة على المجتمع، مشيراً إلى العلاقة بين القراء وكتب التاريخ، وأنه لابد من وجود عمل منهجي لطرحها. وأوضح أن البعض من أصحاب العلم والمعاصرين لحقب مهمة من تاريخ الدولة لم يبق من علمهم بعد موتهم إلا القليل. وعن الجوائز الفكرية والأدبية وحضورها القوي على الساحة الثقافية العربية كجائزة الشيخ زايد وجائزة البوكر، أشار الكاتب سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات مدير أكاديمية الشعر- أبوظبي، إلى أسباب تراجع الكتب ذات العمق الفكري والفلسفي والتاريخي، لافتاً إلى أهمية تدريس الفلسفة التي مُنعت لفترة طويلة، وأظهر تقديره لقرار الدولة عودتها إلى المناهج المدرسية لدورها في تنمية البينة الثقافية للقارئ والمثقف الإماراتي. وحول حركة الإثراء الإبداعي وثراء عملية النشر للكتاب الإماراتيين الشباب، تحدثت أسماء صديق مؤسسة صالون الملتقى الأدبي عن تجربتها الطويلة في العمل الثقافي، وما حققته الصالونات الثقافية من زخم معرفي في المجتمع وتواصل مع القارئ الإماراتي. وأشار غيث الحوسني مؤسس صالون الأدب الروسي ونادي أصدقاء نوبل، إلى أثر الجائحة وما منحت الإنسان من مساحة للتعرف إلى الكتاب وإضافة قراء جدد، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها كونها أكثر جاذبية، موضحاً سبب اهتمامه وحبه للأدب الروسي لما فيه من عمق نفسي وقربه من الشخصية العربية في ملامح كثيرة.
مشاركة :