العين في 25 فبراير/ وام/ شهدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية ندوة بمجلس الفكر والمعرفة حول كتاب “الحداثة السائلة” لعالم الاجتماع البولندي زيجموند باومان. وأشارت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان خلال الندوة إلى أن الحداثة السائلة التي تكلم الكاتب حولها عبر فصول الكتاب، لا يمكن تشكيلها إلا عبر قوالب، ونحن نعيش في عالم بلا حدود، لذا من الصعب تكوين قوالب معينة، لأن الحرية الفردية جزء أساسي أو هدف من أهداف الحداثة، وأننا نعيش في عالم متسع الأفق، والجميع منهمك مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المهم مجاراة التطور المتدفق”. وقالت “ إن باومان ينظر لهذه المرحلة بانها مرحلة تتحرر من قيود اليقين الذي تميزت بها الحداثة الصلبة التي حين بدأت مع مرحلة التنوير اعتمدت على إحلال يقين صلب بيقين آخر صلب والفارق أن اليقينيات الصلبة الأولى كانت تعتمد على الفكر الخرافي وحين تحول مصدر اليقين إلى العلم أنتج حداثة صلبة يقينية أيضا، ولكن ومع مرحلة ما بعد الحداثة اتسمت اليقينيات بميوعتها وتغيرها وعدم ثباتها فأصبحت حداثة سائلة متدفقة لا يقينية وأصبحت قاعدة الثابت الوحيد أن كل شيء يتغير هي القاعدة الحاكمة للحضارة البشرية في العصر الحديث ” . وأشارت إلى أن باومان يرى أن الحداثة السائلة تعظم من قيمة الحرية الفردية، وقالت :“ حين أقف عندما يحدث خلال السنوات الأخيرة أجد أن هناك فعليا حالة من التحرر التي بدأت بشرارات صغيرة ثم أصبحت تنمو يوما وراء آخر وبدأ نسمع مطالبة أفراد وبعض التجمعات بحقوق تخالف كل الأعراف والقيم الإنسانية خاصة في ظل تغول شبكات التواصل الاجتماعي في حياة البشر وأصبحت مساحة متحررة من كل السلطات إلا سلطة الوعي ”. ونوهت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان إلى أن للأسرة دورا هاما لبناء شخصية الإنسان القادر على مواجهة كل تلك المتغيرات المتسارعة، وعلينا استيعاب هذا التسارع ببناء العلاقات الإنسانية التي تساهم في حماية المستقبل . وشاركت عضوات المجلس في الحوار الذي فكك مفاصل الحداثة السائلة التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية والحداثة الصلبة التي بدأت مع عصر التنوير، والإشارة إلى الحداثة السائلة وما تحمله الأخلاق والقيم، كونها غير ثابتة. واختتم الحوار بعد طرح لأفكار عدة وتوجه إلى الوعي والإدراك بما يدور حولنا والاعتماد على التوجيه المنطوي على أن التغير لا بد منه، ولكن بما يتناسب مع التربية الأخلاقية والقيم الإنسانية، وفهم الرأي الآخر واحترامه، والتوعية بما سيواجه الفرد من توقعات خلف ستار المستقبل.
مشاركة :