بيروت 18 مارس 2021 (شينخوا) أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري اليوم (الخميس) أن "هناك الآن فرصة لتشكيل الحكومة لنستغلها ونفكر لكي نتمكن من الخروج بشيء ما" في لقاء سيعقده مع الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الاثنين المقبل. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الحريري عقب لقائه مع الرئيس اللبناني ميشال عون في لقاء هو السابع عشر منذ تكليف الحريري بتشكيل الحكومة. وأوضح الحريري أن اجتماعه اليوم مع الرئيس عون جاء "للتخفيف من الصدام الذي ظهر أمس بين رئاستي الجمهورية والحكومة ولتهدئة الأوضاع". وقال الحريري إنه اتفق مع عون على الاجتماع مجددا يوم الإثنين المقبل حيث "سيحمل اللقاء أجوبة أساسية حول كيفية وصولنا إلى تشكيلة حكومية في أسرع وقت ممكن". وأوضح أنه استمع إلى ملاحظات الرئيس عون وتحدث معه حول تطلعاته لتشكيل حكومة اختصاصيين تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين لكي ننتشل البلد من الأزمة الاقتصادية التي يغرق البلد فيها. وكان الحريري أعلن في 9 ديسمبر الماضي أنه قدم لعون تشكيلة حكومية تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين بحسب مبادرة الرئيس الفرنسي لإنقاذ لبنان ، لكن التشكيلة لاقت اعتراضا من عون بسبب عدم الاتفاق مع الرئاسة على تسمية الوزراء. ولفت الحريري إلى تدهور الليرة اللبنانية يوميا وقال "إذا نظرنا إلى الوضع الاقتصادي، نجده لا يبرر أن تكون الليرة بهذا الانهيار، لكن ما يبرر ذلك هو غياب الأفق عند الناس". وأضاف أن الهدف الأساسي للحكومة التي يجب أن تتشكل في أسرع وقت ممكن هو إعطاء الأمل للناس ووقف انهيار الليرة اللبنانية . ورأى أن معالجة هذه الأزمات يكون عبر السير مع صندوق النقد الدولي في عملية وقف الانهيار لنعيد الثقة لدى المجتمع الدولي بالبلد. وكان تصاعد السجال يوم أمس (الأربعاء) بين الرئيس عون والحريري حيث خير الأول الثاني بين تأليف الحكومة بصيغة تلبي شروط الرئيس أو الاعتذار عن التكليف. وبعدها رد الحريري في بيان على عون بتخييره بين تمرير التشكيلة الوزارية التي كان اقترحها عليه أو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة ، في إشارة إلى أن تكليفه من البرلمان بتشكيل الحكومة لا يسقطه إلا انتخاب رئيس جديد. وينص الدستور اللبناني على تولي مسيحي ماروني لرئاسة البلاد وشيعي لرئاسة البرلمان وسني لرئاسة الحكومة مع المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في البرلمان والحكومة ووظائف الفئة الأولى. كما ينص الدستور على أن تسمية رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة تتم عبر استشارات ملزمة يجريها رئيس البلاد مع أعضاء البرلمان، إلا أن الدستور لا يحدد للمكلف تشكيل الحكومة مهلة زمنية للتأليف. وكانت حكومة حسان دياب قد استقالت بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي ، وأعقب ذلك تكليف مصطفى أديب تأليف الحكومة لكنه اعتذر بعد تعثر مهمته فتم تكليف الحريري في 22 أكتوبر الماضي. يذكر أن لبنان يشهد منذ 3 أسابيع احتجاجات شعبية بسبب تردي الأوضاع المعيشية في وقت يواجه البلد أزمات سياسية واقتصادية ومالية غير مسبوقة أدت إلى تعثر سداد ديونه السيادية وسط تقييد المصارف لسحوبات الودائع بالتزامن مع تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019