نسمع دوماً بالمثل الذي يشير إلى أن فلاناً يحفر قبره بيديه، ولكن هل سمعتم بمن يحفر قبره بأسنانه؟!! قد تتعجب إذا قلت إنك قد تكون أحدهم، أو ربما أحد أفراد عائلتك، أو أحد أصدقائك أو أقربائك!! لستُ أبالغ!! بل الأغلبية منهم يستمتع في ذلك، ويبذل الغالي والرخيص، ويتفنن في ذلك بشتى الطرق والأساليب دون أن يشعر بأنه يحفر قبره بأسنانه!! تشير الدراسات الصحية إلى أن السمنة وزيادة الوزن أحد أهم عوامل الخطورة المؤيدة للوفيات في السعودية؛ وذلك نتيجة لمضاعفاتها التي تؤدي لأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وبعض أنواع السرطانات. وتشير إحدى المسوحات الوطنية إلى أن نسبة السمنة وزيادة الوزن في السعودية تصل إلى 60 %، وهي نسبة عالية، لها تبعاتها الباهظة في عرقلة مسيرة التنمية الصحية والاقتصادية، ورفع فاتورة الخدمات الصحية في السعودية. ويكفي أن نعلم بأن ما يربو على 78 % من الوفيات في السعودية ناجمة عن الأمراض المزمنة التي تمثل فيها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطانات المسبب الرئيسي لها، وهي أمراض تقف السمنة بكل اقتدار وجدارة وراء حدوثها!! وإن كنت من هواة من يحفرون قبورهم بأسنانهم ونهمهم في المأكل والمشرب فلا تنسَ أيضاً أنك تترك المجال لمن يعينك على ذلك من خلال انجرافك وراء الدعايات والإعلانات التي تروج لها شركات أطعمة الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، عدا شركات المشروبات الغازية، وكلتاهما تساعدك في حفر قبرك بمزيد من السرعة والكفاءة!! سيقول قائل: إن الأعمار بيد خالقها ومدبرها. وأقول: نعم، ولا شك في ذلك، ولكن أُمرنا في شريعتنا بأن نأخذ بالأسباب، وألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة. وحبيبنا - صلوات الله وسلامه عليه ينادي: إن لبدنك عليك حقاً. على كلٍّ، الطريق واضحة لمن يريد الرشاقة والجمال والصحة والعافية.. فكل ما يحتاج إليه خليط من العزيمة والصبر، ممزوج بتوازن غذائي، بعيد كل البعد عن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية، غني بالخضار والفواكه، مع ممارسة النشاط البدني المنتظم والكافي لحرق السعرات الحرارية وخفض الوزن. ويغلف ذلك الخليط دعاء خالص من قلبك بأن يوفقك الله ويعينك في ذلك. ولا تنسَ أن تجعل قول المولى - عز وجل {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} نبراساً لك كلما صعُبت عليك الطريق، ومالت بك شهواتُك.
مشاركة :