بحريننا هي العنوان الأبرز للخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة التي انطلقت قبل عامين (مارس 2019)، ها هي اليوم (بحريننا) تقطف أولى ثمارها، وتتنفس عبير إنجازاتها، كل ذلك بفضل جهود القائمين عليها، والذين عملوا طوال تلك الفترة ضمن روح الفريق الواحد والعمل المؤسساتي الصحيح. ومع الاحتفال بيوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني القى معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا) كلمة بتلك المناسبة بحضور مجموعة من الوزراء، وقد أكد معالي وزير الداخلية على مجموعة من الإنجازات التي تحققت خلال العامين الماضيين رغم آثار جائحة كورونا المستجد التي عصفت بالعالم مطلع العام 2020، لذا من الأهمية قراءة وتحليل كلمة معالي وزير الداخلية التي تعتبر تقرير مفصل للخطة الوطنية مع تقييم لكل الوزارات والمؤسسات الحكومية التي عملت على تطبيقها وفق الخطة الزمنية الموضوعة. لقد أكد معالي وزير الداخلية على أن الخطة الوطنية قد جاءت في الوقت الذي تتعرض فيه البحرين (للدعوات التحريضية والتقارير المنحازة الصادرة من أطراف ومنظمات خارجية وقنوات إعلامية مضللة بقصد شق الصف والتشكيك في الإنجازات الوطنية حيث تستهدف هذه الدعوات نشر الفوضى والنيل من الاستقرار الوطني)، وهذا ما يشاهد اليوم من بعض المنظمات والقنوات والمواقع التي تنتهج سياسة التدخل في شئون البحرين، والترويج للأكاذيب والاخبار المظللة لإشاعة الفوضى كما هو اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا، ولكن بفضل قيادة وحكمة جلالة الملك المفدى استطاع المجتمع البحريني من تجاوز تلك التحديات والأزمات، وكذلك للدور الكبير الذي تقوم به الفعاليات الوطنية المخلصة من رص الصفوف، وتعزيز اللحمة الوطنية، و(عدم الالتفات لتلك الدعوات وما حملته في طياتها من إساءات للنيل من وحدتنا الوطنية)، وهذا ما أوضحه معالي وزير الداخلية حين أشار إلى (الموقف البحريني المسؤول) الذي أدركه الجميع بدون استثناء بأهمية دورهم ومسئوليتهم الوطنية في المحافظة على السلم الأهلي. المجتمع البحرين رغم ما يتمتع به من تنوع وتعدد في الأديان والمذاهب والثقافات إلا أنه يضرب أروع الأمثلة، وأجمل الصور في قيم التعايش السلمي والتعددية الدينية، فترى صور التعاون والتأخ والمحبة في ساحات الوطن، مساجد ومآتم وكنائس ومعابد ودور عبادة، وهي أبرز ملامح تعزيز المواطنة والهوية والانتماء، وما ذلك إلا بعد أن (تحررت الأصوات الصامتة وتجاوزنا حدود الطائفية لتعلو هويتُنا الوطنية ويتعزز انتماؤنا للبحرين). الخطة الوطنية التي انطلقت قبل عامين فقط استطاعت تقديم أكثر من مائة مبادرة وطنية ناجحة، وشاركت فيها وزارات ومؤسسات الدولة، كل ذلك من أجل التذكير بأهمية المحافظة على عاداتنا وتاريخنا الوطني الذي اختطه المؤسسون الأوائل، ثم سار عليه الأجداد والآباء، لنرى اليوم تلك القيم والمبادئ وهي في نفوس جيل اليوم. لا تزال الذاكرة تحتفظ بالاجتماع الأول الذي دعا له معالي وزير الداخلية للإعلان عن الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، وذلك بحضور الفعاليات المجتمعية ذات العلاقة من وزراء ومسؤولين، وأعضاء مجلسي النواب والشورى، ورجال الدين والأعمال والمحامين والأطباء، ورؤساء الأندية الرياضية والمراكز والجمعيات الشبابية، والصحافة والإعلام، ورؤساء الجامعات والمعاهد ومديري المدارس، فقد أشار معالي وزير الداخلية حينها إلى المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الخطة الوطنية، وابرزها تعزيز الولاء والانتماء، وترسيخ قيم المواطنة، والحفاظ على وسطية واعتدال الخطاب الديني، ونشر التسامح والتعايش والاعتدال، والالتزام بالوحدة الوطنية الجامعة لكل أبناء المجتمع، وحفظ الأمن الوطني والاستقرار المجتمعي، وجاءت الخطة الوطنية على خمس محاور رئيسية (التشريعات والأنظمة، المناهج والمقررات، المطبوعات، حملات العلاقات العامة، برامج الانتماء). من هنا، وبعد قراءة كلمة معالي وزير الداخلية، وتحليل مضامينها، فإن ما تحقق يعتبر انجازاً كبيراً في مسيرة الإصلاح التي دشنها جلالة الملك المفدى، لذا من الأهمية التذكير بقيم الولاء والانتماء الوطني، والتصدي لكل المحاولات التي تستهدف النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، وإفشال مخططات استهداف البحرين وشعبها، ولا ننسى تقديم الشكر والتقدير لوزارة الداخلية ومنتسبيها للجهود الحثيثة لحفظ الأمن والاستقرار.
مشاركة :