هرباً من بطش آلة الحرب السورية، ترك آلاف السوريين حياتهم وبيوتهم وممتلكاتهم خلفهم ليخوضوا رحلة إلى المجهول يشاركهم فيها الموت في كل لحظة بين أمواج البحر الأبيض المتوسط حتى يصلوا إلى ما يظنوه موطن الأحلام، أوروبا. وفي هذه المرة، لم تكن الجراح وأحلام العودة إلى الوطن رفيقة درب المهاجرين فحسب إذ اختار شاب أن يحمل معه في رحلة النزوح الشاقة عبر البحر لأوروبا قطته العزيزة زيتونة التي خبأها في قطعة قماش وحملها على كتفيه طوال الرحلة. شغلت القصة بما تحمل من معاني إنسانية وسائل الإعلام العالمية وشبكات التواصل الاجتماعي بعد أن انتشرت صورة مؤثرة وثقت لحظة وصول اللاجئ وقطته بسلام إلى جزيرة يسبوس في اليونان. إخلاص وقالت جهة إعلامية يونانية تدعى بروتوثيما إن رجلاً جاء إلى أوروبا صفر اليدين لا يملك شيئاً، إلا أنه أبى أن يتخلى عن قطته زيتونة. وقام آلاف المغردين بمشاركة هذه الصورة على موقع تويتر، مندهشين من الحب والإخلاص الكبير الذي يكنه هذا الشاب للقطة الصغيرة. وتظهر واحدة من الصور أسرة الشاب وهي تلاعب القطة عقب وصولهم بأمان إلى شواطئ اليونان بعد رحلة أسفرت عن مقتل 2600 مهاجراً عبروا البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا في هذا العام وحده، لكنهم لم يصلوا. ومن المتوقع أن ترافق زيتونة الأسرة إلى وجهتها النهائية بأوروبا، قاطعين كغيرهم من المهاجرين آلاف الأميال والكيلومترات بغية البحث عن حياة جديدة. وعلق أحد المغردين على تويتر بقوله: تخيل أن تجبر على التخلي عن كل شيء تعرفه وتملكه، لكن هذا الشاب السوري قرر ألا يخسر كل شيء.
مشاركة :