توقعت وكالة ستاندرد اند بورز حدوث موجة جديدة من عمليات الاندماج والاستحواذ في القطاع المصرفي الخليجي خلال العام الحالي، حيث تتعرض هوامش ربحية المصارف الخليجية لضغوط بسبب الاوضاع التي فرضتها الازمة المزدوجة المتمثلة بتفشي جائحة كورونا وانخفاض اسعار النفط.وقال محمد دمق رئيس تصنيف المؤسسات المالية في منطقة الشرق الاوسط في «ستاندرد آند بورز»: إن الحاجة الى اعادة رسملة بنوك خليجية مع ارتفاع مخصصات القروض المتعثرة وتدهور جودة اصولها تدعم التوقعات بحدوث موجة اندماجات واستحواذات في القطاع المصرفي الخليجي.وأضاف: في نهاية المطاف يمكن ان تشجع الربحية المنخفضة لاغلب بنوك المنطقة موجة جديدة من عمليات الاندماج والاستحواذ بين بنوك خليجية، ونعتقد ان هذه الموجة في حال بدأت فستكون مختلفة عن الصفقات التي حدثت في السابق. وأوضح «فقد نشهد اندماجات بين بنوك خليجية مختلفة مثلا او بين بنوك اماراتية».وتقلصت ارباح معظم البنوك الخليجية في العام الماضي، وخصصت اموالاً أكثر وبشكل استباقي لتغطية خسائر محتملة من قروض غير منتظمة، كما تباطأ نمو القروض في المنطقة بالاضافة الى تعرض هوامش ربحية اغلب المصارف الخليجية لضغوط وسط انخفاض اسعار الفائدة الى مستويات متدنية.واشار الى ان بنوكا خليجية شهدت بالفعل نشاطا في الاندماجات والاستحواذات في الفترة السابقة منذ انخفاض اسعار النفط في منتصف 2014، وكان ابرز تلك الصفقات اندماج بنك ابوظبي الوطني وبنك الخليج الاول في 2017، كما اكمل بنك ابوظبي التجاري في 2019 عملية اندماج ثلاثية مع بنك الاتحاد الوطني ومصرف الهلال. وفي السعودية يقترب بنك الاهلي التجاري من استحواذه على مجموعة سامبا، كما يجري بيت التمويل الكويتي والاهلي المتحد محادثات لاندماج بعد تأجيلها في ابريل من العام الماضي.وقال دمق: إن الموجة الجديدة المحتملة لعمليات الاندماج والاستحواذ في القطاع المصرفي الخليجي ستكون هذه المرة اكثر حاجة للاطراف التي تخطط لها وسيحفزها المنطق الاقتصادي. وأضاف: إن حدوث تلك الصفقات سيتطلب بالتأكيد موقفا اكثر حزماً من قبل مجالس الادارات بضرورة اجرائها واقناع المساهمين بضرورتها الآن، وقد يكون هذا الامر اسهل لمجالس ادارات البنوك في حال ارادت اعادة الرسملة على اي حال. واشار الى انه نظرًا للبيئة التشغيلية الصعبة التي تواجهها الشركات الخليجية، فان البنوك تواجه ايضا ارباحا اقل ولفترة اطول، موضحًا ان التكلفة المرتفعة للمخاطرة وتراجع هوامش الارباح ستدفع ربحية البنوك الخليجية الى الانخفاض. وكانت «ستاندرد اند بورز» توقعت زيادة القروض المتعثرة في المنطقة من متوسط بـ%3.6 العام الماضي الى متوسط يتراوح بين %5 و%6 في فترة الـ12 الى 24 شهرًا المقبلة، مشيرة الى انه من المحتمل ان تساهم قطاعات اعمال بما فيها العقارات والبناء والضيافة والاعمال الاستهلاكية بالضغط على جودة اصول البنوك الخليجية في المستقبل القريب. وختم دمق: يبقى علينا انتظار ما اذا كانت الحكومات الخليجية ستقدم اي تدخلات اضافية لتقليل مخاطر ميزانيات البنوك.
مشاركة :