فاينانشيال تايمز: الاجتماع الأخير بين الولايات المتحدة والصين يبدد آمال تحسين العلاقات الباردة بين الدولتين

  • 3/21/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم، الأحد، أن الاجتماع الأخير الذي عُقد بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ومسئولين صينيين في ولاية ألاسكا لم يقدم أي بوادر إيجابية، كما أنه ربما بدد آمال تحسين العلاقات "الباردة" بين الدولتين.ونقلت الصحيفة (في تعليق نشرته على موقعها الإلكتروني) عن بلينكين قوله، لوسائل إعلام، إنه ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان عبرا عن "مخاوف عميقة" بشأن تصرفات الصين تجاه هونج كونج وشينجيانج وتايوان عندما تحدثا على انفراد مع يانج جيتشي، كبير مسئولي السياسة الخارجية في الصين، ووانج يي وزير الخارجية.وأفادت بأنه بعد تصريحات افتتاحية قصيرة من قبل الأمريكيين، انتقد يانج الولايات المتحدة في خطاب مدته 16 دقيقة اتهمها بأنها قوة إمبريالية ضعيفة ولديها تاريخ سيئ فيما يتعلق بحقوق الإنسان والعنصرية في الداخل.وفي خطوة نادرة، حث بلينكين المراسلين على البقاء بجانبه، فيما أعربت العديد من الدول عن سعادتها بأن الولايات المتحدة عاودت الانخراط والقلق بشأن الصين، بينما أعرب سوليفان عن أسفه "للتصريحات الطويلة" من قبل الصينيين.وتعليقا على الاجتماع، قالت "فاينانشيال تايمز" إن التبادل العام الشائك بين الجانبين كان غير عادي خلال الاجتماع.. فيما كررت الصين على نحو متزايد أن الديمقراطية الأمريكية معيبة، بينما تنتقد واشنطن بكين بشأن قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان لطائفة الأويجور في شينجيانج.وقالت شينا جريتنز، الخبيرة في الشئون الصينية بجامعة تكساس في أوستن: "إن الشيء المختلف هنا هو أن يتم بث ذلك علنًا في افتتاح اجتماع دبلوماسي يستمر يومين".وأضافت جريتنز أن النهج الأمريكي الصريح كان يهدف إلى توضيح أن سلوكيات الصين دفعت جو بايدن إلى تغيير وجهة نظره عن بكين منذ أن كان نائبا للرئيس.في الوقت نفسه، تعهد الرئيس الأمريكي باستدعاء أي انتهاكات صينية وقال إنه "فخور" بالطريقة التي تصرف بها بلينكين في ألاسكا، وهنا أشارت الصحيفة إلى أن هذا الاجتماع جاء بعد زيارة أجراها بلينكين إلى اليابان وكوريا الجنوبية؛ حيث انتقد بكين علانية وكشف النقاب عن عقوبات جديدة على المسئولين الصينيين. فيما عقد بايدن مؤخرًا القمة الأولى "الرباعية" أو ما تمى بقمة "كواد"، وهي شراكة مع اليابان والهند وأستراليا تهدف، في الأساس، إلى مواجهة النفوذ الصيني.وتابعت "فاينانشيال تايمز" تقول إنه في حين أغضب البيان الأمريكي في ألاسكا المسئولين الصينيين، الذين يتعرضون بالفعل لضغوط داخلية من أجل الرد بقوة، كان هناك نقاش بين الخبراء الصينيين المقيمين في الولايات المتحدة حول فعاليته.وقال بول هينلي، وهو مستشار بارز في الشئون الصينية بإدارة الرئيسين السابقين جورج بوش الابن وباراك أوباما، وعلى صلة قريبة من يانج: "إن فريق بايدن كان محقًا في صد الصين، بنحو أن هذا هو في الغالب ما حصلنا عليه من إدارة دونالد ترامب".وأضاف: "آمل أن يتجاوز النهج الأمريكي سقف الردود والشجب.. حيث إن بعض الجمهوريين أصبحوا يتهمون إدارة بايدن باللين تجاه الصين".وعلى نطاق أوسع، اختتمت الصحيفة البريطانية تعليقها بالقول إن التوترات الراهنة بين واشنطن وبكين أنما تسلط الضوء على معركة أساسية بين دولتين متنافستين، فبينما أصبحت الصين قوة اقتصادية وعسكرية أقوى، باتت تقاوم ما أسماه يانج بـ "ما يسمى النظام الدولي القائم على القواعد". وغالبًا ما يكرر مسئولو الحزب الشيوعي لازمة شعبية مفادها أن "الشرق ينهض والغرب يتراجع".مع ذلك، قال محللون صينيون إن الخلاف القائم لا يعني أن التعاون بين البلدين في قضايا مثل تغير المناخ مستحيل، فقال تشو فنج من جامعة نانجينج الصينية:" إن الخلاف لا يعني بالضرورة أن المفاوضات ستكون فاشلة".وبعد الاجتماع، قال يانج إن الجانبين أجريا مناقشات صريحة ولكنها "بناءة". وقال بلينكين إنهما أجريا محادثات صريحة بشأن قضايا مثل إيران وكوريا الشمالية، مما يشير إلى وجود محادثات أكثر جوهرية على انفراد، غير أن النبرة العامة أكدت أن إدارة بايدن ليس لديها نية للضغط على زر "إعادة الضبط" كما كانت تأمل الصين ومن غير المرجح أن تتحسن العلاقات على المدى القريب، على حد قول الصحيفة البريطانية.

مشاركة :