لاءات خامنئي تبدد آمال عودة محتملة للاتفاق النووي

  • 3/21/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - رفض المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي رفضا قاطعا العودة عن الانتهاكات النووية والعودة للاتفاق الذي وقعته طهران في فيينا مع القوى الست الكبرى قبل رفع كامل لكل العقوبات الأميركية على بلاده وما ترتب عنها، مشددا على أن هذه سياسة الدولة ولا يمكن أن تحيد عنها. ولخامنئي الذي يقود تيار المحافظين نفوذ ديني وسياسي أقوى من نفوذ الحكومة التي يقودها الاصلاحيون فهو من يرسم السياسات الخارجية خاصة منها ما يتعلق بملفات حساسة كالملف النووي. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد اتهم مؤخرا بعض الغلاة في المعارضة بتعطيل رفع العقوبات عن إيران بينما تخوض حكومته معركة صعبة للعودة للاتفاق النووي لكن ضمن شروط معينة تشكل رفع العقوبات. إلا أنها تبدي مرونة تجاه تحقيق هذا الانجاز قبل انتخابات الرئاسة المقررة في يونيو/حزيران والتي قد تتعطل خلالها كل الجهود الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار. والعودة للاتفاق النووي عالقة في مربع من يبدأ أولا بالخطوة الأولى، حيث تطالب واشنطن الجانب الإيراني بالتراجع عن الانتهاكات النووية والعودة لاتفاق 2015 أولا، فيما تصرّ الحكومة الإيرانية على أن تبادر إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالعودة أولا للاتفاق ورفع كل العقوبات. وتجادل إيران بأنها ليست من بادر بالانسحاب من الاتفاق النووي، محملة الجانب الأميركي مسؤولية الانسحاب أحادي الجانب الذي تقرر قي عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في مايو/ايار 2018 وأتبعته طهران بسلسلة خروقات لالتزاماتها النووية.   وقال خامنئي في خطاب متلفز بمناسبة العام الإيراني الجديد "تم الإعلان بوضوح عن سياسة الدولة بشأن الاتفاق الذي أبرم في فيينا عام 2015. لا يمكننا أن نحيد عن هذه السياسة بأي شكل من الأشكال". وأضاف "ينبغي للأميركيين رفع جميع أشكال الحظر ومن ثم التحقق وفي حال تم رفعه بكل ما للكلمة من معنى سنعود إلى تعهداتنا". وشدد المرشد الأعلى الإيراني على أن "هذه السياسة لا رجعة فيها"، في تأكيد على النهج الذي أعلنه في يناير/كانون الثاني. وينصّ اتفاق فيينا على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل التزامها بتخفيض كبير في أنشطتها النووية وتقديمها ضمانات، تتحقق منها الأمم المتحدة، بأنها لا تسعى لتطوير قنبلة نووية. ويبدو أن جهود إحياء الالتزام بالاتفاق منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني وصلت إلى طريق مسدود حاليا، إذ تطالب واشنطن بأن تجدد إيران التطبيق الكامل للاتفاق قبل رفع العقوبات. وقال آية الله علي خامنئي في خطابه الأحد "لا نثق بوعود الأميركيين... وثقنا بالأميركيين في عهد أوباما ونفذنا الالتزامات وفق الاتفاق النووي لكن الطرف المقابل لم يلتزم بتعهداته واكتفى برفع الحظر على الورق فقط". ولا تخرج تصريحات خامنئي عن سياق حملة انتخابية مبكرة يخوضها تيار المحافظين برصيد أقوى من تيار الإصلاحيين بعد أن فشلت حكومة روحاني في كسر العزلة الدولية ورفع العقوبات كاملة عن إيران. واستثمر المحافظون الأزمة المالية ومأزق الاتفاق النووي للتصعيد ضد الإصلاحيين في ظرف يعتبر دقيقا بالنسبة للشعب الإيراني الذي يئن تحت وطأة غلاء المعيشة وتدهور المقدرة الشرائية. ويحمل المحافظون الحكومة الإصلاحية الفشل في تخفيف أعباء الأزمة، بينما يخوضون الانتخابات الرئاسية بمرشحين متشددين أغلبهم من العسكر على أمل قلب المعادلة السياسية واستعادة منصب الرئاسة بعد أن فقدوه منذ الانتخابات التي جاءت في أغسطس/اب 2013 بروحاني خلفا للمتشدد محمود أحمدي نجاد.  

مشاركة :