قال دبلوماسيون ومسؤولون: إن فرص إحراز واشنطن وطهران تقدما لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 قبل الانتخابات الإيرانية في يونيو تضاءلت، بعدما قررت إيران تشديد موقفها قبل العودة إلى المحادثات متخذة المراوغة أسلوبا وسياسة لطالما عرف بها النظام هناك.وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن: إنها مستعدة للحوار مع إيران بشأن استئناف البلدين الالتزام بالاتفاق، الذي تم بموجبه رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران مقابل قيود تهدف إلى منعها من امتلاك أسلحة نووية، الأمر الذي تقول «إنها لا تسعى له».لكن الطرفين فشلا في الاتفاق بشأن من سيتخذ الخطوة الأولى.وفي لغة ابتزاز واضحة تقول طهران: إنه يتعين على واشنطن رفع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب عندما انسحب من الاتفاق في 2018، بينما تقول الأخيرة: إنه يتعين أولا على الأولى استئناف الالتزام بالاتفاق الذي تنتهكه منذ 2019.مرشد الإرهابوعلى الرغم من أن السياسة النووية الإيرانية يحددها في نهاية المطاف مرشد نظام الإرهاب الذي لا يخوض الانتخابات، فإن معاناة الناخبين الاقتصادية قد تؤثر في نهج إيران عن طريق انخفاض الإقبال على المشاركة في الانتخابات، وهو ما يدعم من يرون أن المؤسسة يتعين أن تتبع سياسة معتدلة.وذكر مصدر غربي أن الخطة التي طُرحت على المستوى الداخلي في إيران في فبراير تستند إلى وقف طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% مقابل موافقة واشنطن على الإفراج عن بعض الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج وقيمتها 15 مليار دولار.وذكر مسؤول إيراني مطلع على المحادثات النووية أن الاقتراح المبدئي يرتكز على الإفراج عن أرصدة في اليابان وكوريا الجنوبية والعراق ووافق عليه خامنئي والمجلس الأعلى للأمن القومي.وقال المصدر الغربي: إنه يدعو بايدن أيضا إلى إصدار أمر تنفيذي برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترامب، وهي فكرة يرى المسؤولون الأمريكيون وغيرهم - مشددين - أنها لا تصلح كبداية.وأضاف أن «الإيرانيين الراغبين في موقف أشد رفضوا الاقتراح لأسباب منها أن الأمر التنفيذي لن يضمن فعليا رفع العقوبات».وتابع: «إنه تم أيضا رفض خطة بديلة أشد لتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لشهر أو اثنين».تشديد موقفوذكر مصدر وثيق الصلة بمكتب خامنئي أنه عقد عدة اجتماعات مع المجلس الأعلى للأمن القومي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لمناقشة ما يتعين فعله.وقال المصدر: إن خامنئي وافق في بداية الأمر على الخطة قبل أن يقرر باجتماع في مطلع مارس أن المؤشرات من الإدارة الأمريكية غير كافية، ويسود الآن موقف أشد يطالب برفع العقوبات الأمريكية أولا.وذكر دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه: «حتى الآن فشلت إيران في طرح خطة متفق عليها»، وعبر عن اعتقاده بأن الدبلوماسية ستظل متعثرة حتى وقت لاحق هذا العام.في المقابل، قال دبلوماسي أوروبي كبير: إن الأمور «عالقة»، لكن فرنسا وبريطانيا وألمانيا، والأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي، لا تزال تسعى لإحراز تقدم.وذكر أحد الدبلوماسيين الغربيين أن «تقييم بلاده هو أن خامنئي لن يتراجع في الوقت الراهن، لكن إيران قد تطرح مقترحا قبل يونيو، وإن كان من المحتمل أن ترفضه واشنطن والشركاء الأوروبيون».
مشاركة :