كشف محللون سياسيون أن محافظة مأرب، تلعب دورًا محوريًا، في معركة الحسم العسكري باليمن، حيث تعد المحافظة الوحيدة التي خاضت المقاومة الشعبية فيها قتالًا شرسًا منذ أكثر من ستة أشهر، مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) والمدعومة من إيران وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وحالت دون سيطرة الحوثيين عليها. وأوضح محللون أن مأرب النفطية (173 كم شمال شرقي صنعاء) تشكل ثقلًا إستراتيجيًا، فالبعد التاريخي والجغرافي والاقتصادي منحها أفضيلة لتكون مركزًا لانطلاق معركة الحسم التي تقودها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، نحو العاصمة صنعاء ومدن شمال البلاد الخاضعة لسيطرة الحوثيين وحلفائهم. من جهته قال رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب، إن محافظة مأرب، لها قيمة كبرى في الوعي اليمني، وهي الأرض التي تجمع بين قبائل الصحراء والهضبة الشمالية من اليمن، مبينًا أن الموقع الإستراتيجي لمأرب يجعلها المركز الأساس باتجاه معركة تحرير صنعاء، وبالذات أن خطوط الإمداد المرتبطة بالسعودية آمنة ومفتوحة، لذا فهي مركز التجمع الوطني للمقاومة الشعبية ومكان بناء القوة الصلبة للجيش الوطني، وتشكل بنيتها القبلية طاقة محفزة لتحرير صنعاء. وتابع غلاب أن محافظة مأرب، عانت من التهميش، ولم تتمكن من الخروج من معضلة الحصار حتى في العهد الجمهوري بل تم عزلها وتفكيك عصبيتها وملاحقة أبنائها من تحصيل القوة السياسية ليكون لهم التأثير، مبينًا أنه رغم اكتشاف النفط والغاز في مأرب ظلت نخبة صنعاء تشتري الولاءات دون أن تقدم مشروعات تنموية تناسب ما تقدمه المحافظة للدولة. من جانبه، أوضح رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد، أن مأرب تعتبر بوابة الصحراء الشرقية الغنية بالنفط، ولها أهمية سياسية واقتصادية في موقعها الإستراتيجي، الذي يربط أهم المحافظات اليمنية مثل العاصمة صنعاء امتدادًا إلى الجنوب مع البيضاء، إضافة للشرق النفطي مع حضرموت وشبوة. وتابع رئيس مركز أبعاد أن التحالف يدرك أن بوابة تحرير صنعاء من الانقلاب هي مأرب، المحافظة الوحيدة التي لم تسقط في أحضان المليشيات، ولم يتمكن مشروع الحوثي صالح الانقلابي من السيطرة عليها، مشيرًا إلى أن الحوثي وصالح يحرضان الخارج عليها باعتبارها مناطق ينمو فيها تنظيم القاعدة، لفرض واقع عسكري على مناطق النفط بعيدًا عن المساءلة والمسؤولية. وأضاف أن مأرب ستكون منطلق التحرير للذهاب إلى صنعاء عبر نهم وأرحب (شمالي صنعاء) وتحرير البيضاء عبر الطياب وذي ناعم، وتحرير الجوف (شمالًا)، وأيضًا الاتجاه نحو تحرير مناطق بيحان في شبوة (شرقًا)عبر صرواح التابعة للمحافظة. وفي سياق متصل، رأى مدير تحرير صحيفة الناس (أسبوعية) عامر الدميني، أن انطلاق العمليات العسكرية من محافظة مأرب له عدة مدلولات سياسية وجغرافية عسكرية واقتصادية مبينًا أنه من الناحية السياسية، ظلت المحافظة الوحيدة التي لم تستطع مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح دخولها والسيطرة عليها كبقية المحافظات، وبالتالي ظلت مركزًا لاستقطاب الشخصيات السياسية والعسكرية التي وجدت فيها المكان الآمن والمناسب للعمل العسكري والتحرك الميداني. وتابع من الناحية الجيوعسكرية لمأرب، فتبدو الأقرب إلى المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي من أراضيها، الأمر الذي يمنح تلك القوات سهولة الحركة والإمداد بين مركز الإدارة العسكرية في الرياض وبين القوات الفاعلة في أرض المعركة، مضيفًا أنها من الناحية الاقتصادية فإن انطلاق العمليات البرية للتحالف من محافظة مأرب، معنى ذلك بقاء مخزون النفط تحت سيطرة قوات التحالف والجيش الوطني وحرمان المليشيات من استخدامه لتموين آلتها العسكرية. وتابع حديثه أن كل تلك المعطيات، جعلت مأرب مركز استقطاب لجميع التيارات والفئات الرافضة للانقلاب، وبالتالي تحولها إلى نقطة انطلاق عملية استعادة الشرعية في اليمن، نظرًا لأن القبيلة فيها ظلت متماسكة أمام موجة الاجتياح الطائفي لها ـ أي هجمات الحوثيين وحلفائهم- بشكل منحها الأفضلية عن قوى الحداثة والوطنية، التي ترى القبيلة أنها كيان رجعي. جدير بالذكر أن قوات التحالف والجيش الوطني المؤيد للشرعية، منذ أيام، يعدون استعداداتهم المكثفة ويحشدون مزيدًا من القوات نحو مأرب، لتدشين عمليات برية واسعة لتحرير واستعادة عدد من المدن الخاضعة لسيطرة حركة الحوثي وحليفهم المخلوع صالح. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مأرب تستعد لحسم معركة الصراع في اليمن
مشاركة :