أكد الدكتور معجب العدواني على أنّ الوسط الثقافي العربي لا يتقبل النقد، وأنّ ساحتنا الثقافية وإن مالت إليه لا تتفاعل معه، وأضاف في حوار بعنوان «حوار مع طرائق نقدية» نظمه نادي جازان الأدبي وأداره الدكتور محمد البشيّر بأسلوب حواري شيّق لولا طول المداخلات وكثرة الأسئلة إلا أنّ هناك مبالغة كبيرة في تضخيم عبدالقادر الجرجاني وتضعيف ابن المنبه الذي ورد اسمه في موسوعة يهودية في مقابل غيابه في التراث العربي !وتطرق الدكتور العدواني في اللقاء الحواري إلى موضوعات عدة، منها اتساع حضور التجربة النقدية في الثمانينات، وتأزم العلاقة بين النقاد والنقاد أنفسهم وبين النقاد والمبدعين، وميل أقسام اللغة العربية إلى إيقاف درس الأحياء من النقاد، وضعف المراجعات النقدية مع قلتها على الإصدارات الحديثة والكتب المستحقة لهذه المراجعات، إضافة إلى سلطة النقد التي وصفها بأنها أقوى من سلطة المبدع، مؤكداً على أنّ لدينا أعداداً قليلة من النقاد، لكن هذه الأعداد مع قلتها تظل متحكمة في المشاريع النقدية الجديدة.وأشار العدواني إلى أنّ الحوار في وسائل التواصل الحديثة متقدم، لكن إمكانية استغلاله واستثماره لتمرير صور معينة وآفاق محدودة تخرجه من طابع الحوار العلمي واردة.ووصف العدواني وحدة السرديات في جامعة الملك سعود بأنها صغيرة، وليست في مستوى تخيل الكثير من المتابعين، ويبدو أنّ نشاطات الوحدة كبّرت صورتها مع أنها غرفة صغيرة يديرها خمسة أشخاص، ويدعمها مهتمون في قسمي اللغة العربية واللغة الإنجليزية في الجماعة، وأضاف أنّ الوحدة مهتمة بعلم السرد، وليست معنية بدعوة الروائيين وكتاب القصّة وإن كانوا يستحقون، وأكد أنّ الوحدة تبحث عن علماء السرد في العالم العربي بما تصدره من كتب، حيث صدر لها كتابان والكتاب الثالث في الطريق، وأكد على أنّ هناك العديد من المشروعات التي كانت تنفذها بعض الأندية الأدبية كان لها دور كبير في تنشيط حركة النقد في المملكة، كملتقى جماعة حوار في جدة، وملتقى قراءة النصّ أيضاً والذي كان حلقة تناقش عناوين جديدة كلّ سنة أو سنتين، وأصبح يُقدم على شكل محاور، ولم يعد ملتقى يركز على عناوين جديدة مع أننا اقترحنا عناوين سابقة لهذا الملتقى، لكنها ذهبت أدراج الرياح !وعن انتقال الناقد من مدرسة إلى مدرسة والبقاء في موضوع والاشتغال عليه أشار العدواني إلى أنّ الانتقال من مدرسة أو تيار إلى آخر يعدّ تسرعاً، لكنه يضيف للوسط النقدي، ويعرّف بالمصطلحات، وهذا يواكب تجربة النقد العالمي، فيما رأى أنّ الاشتغال على مصطلح وتتبع تشعباته يضيف ابتكاراً إلى هذا الجانب، والعمل فيه إضافة للنقد وتعريف بأهمية دور الباحث.وكان الحوار الذي امتد إلى الساعتين قد شهد العديد من الأسئلة والتعقيبات لأكاديميين كالدكتور هاجد الحربي والمنصف شعرانه والدكتور صالح معيض الغامدي والدكتور جمال عطا إضافة إلى عدد من الباحثين والمهتمين.< Previous PageNext Page >
مشاركة :