أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة على ان الخليج لا ينظر لايران على انها قوة شيعية في مقابل قوة سنية في سياق الخلافات القائمة مشددا على ان الاتفاق النووي لن يكتب له النجاح مالم يتم التعامل مع ما اسماه الحرب بالوكالة عن ايران والتي تقودها جماعات موالية لها. وقال الوزير الشيخ خالد بن احمد ال خليفة ان الخلافات القائمة مع ايران لا يحكمها قومية عربية مقابل قومية فارسية وان كان هناك صراعات تاريخية حدثت في هذا السياق، معتبرا ان الخلافات مع ايران لا تتعلق باتفاق نووي بل دعم الارهاب والتدريب على الاسلحة والمتفجرات لنشر الفوضى في دول المنطقة. واشار الوزير خلال رده على مداخلة تناولت نظرة البحرين للتوصل لاتفاق نووي مع ايران طرحت على هامش الندوة التي اقامها المعهد الدولي للسلام للشرق الاوسط وشمال افريقيا ظهر امس بمقر المعهد في المنامة والتي شارك فيها الرئيس التركي السابق عبدالله جول ورئيس المعهد تاري لارسن تحت عنوان افاق السلام في الشرق الاوسط وسبل تحقيقه بحضور سياسيين ودبلوماسيين ورجال دين الى ان الاتفاق يتناول جانبا واحدا من ايران وهو الجانب النووي في حين ان هناك اشكاليات اخرى على راسها علاقة ايران بجيرانها. وقال الوزير الاتفاق النووي يتعامل مع جانب واحد في ايران، فايران حتى الان لا يوجد لديها اسلحة نووية لكن ما نواجهه اليوم هو ان الكثير من ابناء المنطقة دفعوا ارواحهم ثمناً بسبب الحرب بالوكالة التي يقودها من ينفذون تفجيرات واعمال ارهاب وتخريب وتدريب على استخدام قنابل واسلحة لنشر الفوضى في دول المنطقة، وهذا الاتفاق لن ينجح مالم يتم التعامل مع هذه المسائل. وحول التعاطي الخليجي مع ايران قال الوزير لقد قمنا بالتحدث مع الجانب الايراني لعدة مرات وقد طرح موضوع احترام علاقات الجوار سواء تحت مظلة مجلس التعاون وكذلك الجامعة العربية ولكن لم نصل الى المعادلة الصحيحة، عندما نسمع الكلمات الدبلوماسية من وزير خارجية ايران وفي نفس الوقت نسمع عبارات اخرى من اشخاص اخرين داخل النظام الايراني هنا يخرج الصراع. واضاف نحن دول في حالة حرب، ندافع عن شعوبنا وعن اراضينا وعن امننا واستقرارنا وعن مصالحنا الاستراتيجية في اليمن، لكن في النهاية لابد ان نلتقي، وفيما اذا تقدمت ايران باتجاه السلم خطوة سنتقدم خطوتين لانها بالنهاية جارة. ولفت الوزير الى جملة التحديات التي واجهتها المنطقة عبر عقود ماضية بفعل المتغيرات السياسية في دول اخرى مثل العراق ومصر. وقال الوزير لقد واجهت المنطقة عدة ضغوطات نتيجة متغيرات حدثت في دول اخرى على مدار عقود ماضية مثل الثورة في ايران وحرب افغانستان والمتغيرات التي حدثت في مصر والعراق، كانت تشكل تحديات في سيرنا نحو الحداثة ، واليوم فرضت علينا تحديات للتعامل مع التطرف والارهاب وجميع الامراض التي تؤذي مجتمعاتنا، وعندما نتعامل معها بالشكل الصحيح عبر الوعي والتعليم سنتمكن من الاتجاه للامام. وكان وزير الخارجية قد اكد خلال الكلمة التي القاها في الندوة على ان المنطقة تواجه تحديات مختلفة تحتاج لجهود جماعية للتعامل معها، لاسيما ارهاب داعش التي اعتبرها مولود تنظيم القاعدة الذي لديه فروع في دول عدة،وكذلك الارهاب المدعوم من دول (حزب الله) ذو الانشطة الارهابية في دول عدة ومنها بينها البحرين. وقال الوزير من الصعب ان نتناول جميع التحديات التي نواجهها اليوم في المنطقة، وما يتوجب فعله ازاءها كعمل جماعي، ان هذه المنطقة تتعرض للكثير من الضغوطات، وهناك احتياج هام من اجل تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة بأكملها. واضاف اليوم المنطقة تواجه مشاكل عدة بعضها من المنطقة ذاتها واخرى تحديات فرضت عليها من الخارج، مثل دعم الارهاب، والدور الذي تلعبه ايران، ولا تفهموننا خطأ فنحن نتحدث عن حقائق، عن بناء الامن وقد راينا رفضا من الجانب الايراني منذ البداية. واشار الوزير الى ان هذا الجزء من العالم يلعب دورا محوريا في السلام في العالم لاسيما اذا اخذ في عين الاعتبار حجم الكوارث الانسانية الناجمه عن عدم استقرار دول في هذه المنطقة. وقال لا بد ان نعمل كمنظومة واحدة وان نساعد بعضنا البعض وحماية شعوبنا وتحقيق التنمية،والسؤال الذي يطرح نفسه من أين تأتي المخاطر عندما نتحدث عن تنظيم مثل داعش) لا يجب ان ننسى ان تنظيم داعش هو نتج عن تنظيم القاعدة الموجود في الشام وكذلك المغرب العربي وافريقيا . واضاف بلا شك اننا نقدر الدور التركي الذي لعبه في استيعاب اللاجئين السوريين والتعامل مع ما ترتب عن هذا الملف الصعب. ولفت الوزير الى شكل من اشكال الارهاب الذي تواجهه المنطقة لاسيما البحرين ومنها حزب الله الارهابي. وقال الوزيرهناك ارهاب ترعاه دول مثل حزب الله الذي يتلقى الدعم من ايران من اجل تقويض الامن، ونحن نرى دول مثل لبنان حيث يتم تقويض الدولة وكذلك نقل الاسلحة الى الكويت وتدريب جماعات هنا للقيام باعمال ارهابية، واذا ما تم التعامل مع هذا التحدي سوف نستمر بمواجهة هذه المشاكل، لاسيما ان هذه الجماعات تاخذ ثوب ديني او عرقي او طائفي لكنها في الاصل تشكل طموحات لجماعات تريد السيطرة على دول المنطقة عبر استخدام البعد الطائفي، وهذا ما سمعناه من ايران التي قدمت نفسها كــحامي للطائفة الشيعية، في حين ان الشيعة في البحرين هم مواطنون وهم فخورون بمواطنتهم، وهذا الطرح الايراني تسبب باضطرابات في المنطقة. واضاف لابد من العمل بشكل جدي وتغير طريقة تفكير المجتمع من حيث البعد الطائفي لاسيما شكل الهوية، فالناس يرتبطون بمجموعات على اساس طائفي، لابد من التغلب على هذه المسائل التي تشطر المجتمع، لابد من التركيز على الهوية الوطنية من اجل الامن والسلام في المنطقة، ومتى ما فتح المجال نحو هذه الابعاد التي تشطر الهوية الوطنية فمن الصعب التعامل معها. من جانبه اكد رئيس جمهورية تركيا السابق عبدالله جول على اهمية تكاثف الجهود الدولية من اجل وضع حدا للصراعات القائمة في عدة بلدان معتبرا ان المنطقة لا زالت مرتعا للفوضى والعنف. وقال جول يسرني جدا أن تكون في مملكة البحرين وعنوان لهذا الحضور المتميز،،هذا البلد الذي لطالما قدر لها ان تجمع بنجاح هويتها وقيمها التقليدية وفي نفس الوقت الاستجابة لمتطلبات التحديث في العالم الحديث. واضاف بلا شك كان لجهود جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة الاصلاحية الاثر الاكبر في خدمة بلده وشعبة، كما انني سعيد بوجود المكتب الاقليمي للمعهد الدولي للسلام هنا في البحرين الذي تبدو المكان المناسب لجهود المعهد لاسيما في خلق افضل الظروف لمنع الصراعات والدبلوماسية المتعددة الأطراف، وبناء السلام والمجالات ذات الصلة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تشتد الحاجة إليها بشكل كبير هذه الايام. واكد جول على ان الشرق الاوسط لا زال رغم مرور عقود مرتعاً للصراعات. وقال في الواقع، على الرغم من أننا كقادة ومثقفين ودبلوماسيين أو رجال الأعمال،قد بذلت جهود هائلة منذ عقود، الا ان الشرق الاوسط لا زال مرتعاً للصراعات، الان قد تكون أكثر من أي وقت مضى،، لقد فقدنا الكثير من الوقت، ومرت 25 عاما منذ انعقاد مؤتمر الشرق الأوسط في مدريد.وكذلك 14 عاماً منذ أن تم إزالة طالبان من كابول. و 12 عاما منذ هزيمة صدام حسين في العراق.لكن الامور ليست افضل بكثير اليوم، نحن نواجه قضايا خطيرة تتعلق ببعضنا البعض مثل الفوضى في بعض الدول العربية والأفريقية وملف اللاجئين وقضايا العنف الاثني والطائفي والديني، والتوتر والارهاب والازمات الاجتماعية والاقتصادية واثارها الجانبية والصراع في اوكرانيا ولا اعتقد ان الحلول قريبة. وراى جول ان مشاكل الشرق الاوسط وتتطلب جهودا دولية صادقة ودقيقة وشجاعة. وقال اقدر بشدة الجهود التي تبذلها البحرين والتي اعتبرها الجزيرة الحكيمة. واستعرض الرئيس التركي السابق جول عددا من الملفات الشرق اوسطية التي تعامل معها عن قرب لاسيما القضية الفلسطينية والوضع العراقي. وحول الرئيس براك اوباما قال الرئيس جول لقد كانت جهود اوباما موضع تقدير لتحقيق السلام في العالم وخصوصا في الشرق الأوسط. للأسف،، تغير المشهد جزئيا في الاتجاه السلبي على الرغم من هذه الجهود،، المشاكل انتشرت في المنطقة، وراى الرئيس جول ان الفراغ في السلطة الحالية والفوضى في العراق وسوريا وليبيا واليمن هي اساساً نتائج الأخطاء السياسية، الحسابات الخاطئة، والاوهام الخطيرة والأخطاء واصفاً العراق بنموذج مصغر للشرق الاوسط باكمله لافتاً الى ان النصائح التي قدمت من قبله حيال العراق. وقالحثثت الأطراف الأمريكية والأوروبية أن نكون حذرين جدا عند النظر في مسالة احتلال العراق دون افق مستقبلي،، وفي نفس الوقت خاطب الرئيس صدام حسين في العام 2003 حدثته عن صراع عسكري هائل سيدور في المنطقة من شأنه أن يؤثر على مستقبل العراق والمنطقة سلبا للغاية. واضاف كذلك تحدثت للرئيس السوري بشار الاسد قبيل الحرب الاهلية المأساوية حول ضرورة اجراء اصلاحات في سوريا، وكذلك اريد ان احث الجهات الحالية التي تتعامل مع الوضع في سوريا وليبيا واليمن.على عدم تكرار الأخطاء الخطيرة التي ارتكبت مرة واحدة في العراق وأفغانستان. وأريد أيضا لحثهم على النظر في استراتيجيات التحول، لا ينبغي أن ننسى أن البلدان المعنية ليست مثل الدول المهزومة من فترات ما بعد الحرب. نحن لا يمكن فرض حلول أحادية بل ينبغي أن تملأ فراغ السلطة التي تفرضها بيئة الفوضى في هذه البلدان كأولوية،خلاف ذلك سوف تستمر الحروب بالوكالة حتما على أساس طائفي وعرقي تمتد أبعد من ذلك. كما لا يمكن للمرء أن يفترض أن الحلول العسكرية دون توقع ان تجلب مشاكل سياسية جديدة في أعقابها. خلاف ذلك، والسلوكيات الانتهازية والمتطرفة من قبل قوى محلية أو خارجية مبنية على حسابات ضيقة قد تلقي بظلالها على الجهود الجماعية الجارية ضد الإرهاب. وحول الارهاب قال جولمن الواضح أن تهديدات الإرهاب والتطرف وآثارها الجانبية تلحق الضرر على المصالح والقيم لجميع أصحاب المصلحة المسؤولة في المنطقة ومختلف أنحاء العالم.ولذلك، فان الاتهامات المتبادلة والشكوك وحسابات أنانية المصالح، ينبغي الاستعاضة عنها بالجهود المبذولة لخلق تآزر صادق وجاد بيننا مع آفاق واسعة.ومن الأهمية الكبيرة التي تأتي من بلدان المنطقة معا حول جدول أعمال مشترك. وحول الاتفاق النووي الايراني قال جولآمل أن يكون هذا الاتفاق بداية تدفع باتجاه ان تقيم ايران علاقات طيبة مع جيرانها على اساس الثقة.. وحول الصراعات الدائرة في سوريا وليبيا واليمن قال جول كذلك نأمل بتسويات سياسية مستقبلية للصراع في سوريا وليبيا واليمن، ويمكن أن تكون عملية أولى في هذا الاتجاه.ومن شأن دفعة جديدة لاستئناف المحادثات بين إسرائيل وفلسطين. من جانبه قال رئيس المعهد لارسن ان نظام المجتمع الدولي قد فشل بالتعامل مع الكوارث الناجمة عن الصراعات التي تشهدها دول شرق اوسطية الامر الذي وصفه بــالعار. واشار لارسن في كلمته الافتتاحية التي القاها في انطلاقة الندوة الى ان الصراع الدائر في سوريا نتج عنه كارثة انسانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية لاسيما ان هناك 4 ملايين سوري باتوا لاجئين في دول تعاني اقتصاديا مثل الاردن ولبنان، فيما لم يتعد عدد الذين تمكنوا من الحصول على اللجوء اكثر من 50 الف سوري في مقابل هناك 7 ملايين سوري اضطروا للنزوح عن مناطقهم داخل سوريا. وقال لارسن هناك تحديات كثيرة يمر بها الشرق الاوسط تجعل من فرص السلام صعبة المنال، هناك صراعات في سوريا والعراق ادت الى معاناة كبيرة، هناك 15 مليون شخص فروا من بيوتهم وهربوا الى دول تعاني من قلة الموارد الاقتصادية مثل الاردن ولبنان واضاف اليوم يواجه العالم ازمة انسانية في كل من اليمن والعراق وسوريا وهذه الحروب تؤدي لماسي انسانية,, هناك اكثر من 15 مليون انسان تركوا بيوتهم،،، الكثير منهم تركوا بلادهم وذهبوا لدول تعاني اقتصادياً مثل الاردن ولبنان وتونس مما نتج عنه كارثة انسانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، هذا اضافة الى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . واضاف اليوم العالم يواجه ايضا مخاطر جماعات ارهابية مثل داعش في العراق وسوريا والتي تقوم باعمال عنف بوحشية بشعة، امام حكومات لا تستطيع القيام بدورها، في ظل هذا الوضع هناك دول تواجه تحديات امنية جادة مثل تونس والاردن ومصر. وراى لارسن ان العالم وقف شاهدا على هذه الكوارث فيما فشل المجتمع الدولي بالتعاطي معها كما يتوجب، معتبرا ان ذلك يشكل عاراً كبيراً لاسيما ان هذه الكوارث ينتج عنها اضرار عالمية بالغة. وقال لارسن لنأخذ سوريا على وجه المثال، الصراع الدائر هناك نتج عنه كارثة لاجئين، هناك 4 ملايين سوري هم لاجئين اليوم، منهم 50 الف حصلوا على اللجوء في دول اخرى، فيما هناك 7 مليون شخص اضطروا لمغادرة مدنهم (نازحين في الداخل السوري)، وكما نرى الجهود الدوليية تخفق بالتعاطي مع هذا الملف كما حدث في اوروبا مؤخراً، ولا زلنا نشاهد الصور المأساوية التي تهز ضميرنا ونتساءل هل هناك حلول لهذه المأساة. واضاف هناك ازمات اقليمية تتطلب حلول جماعية، نحن نشاهد اليوم فوضى تتكشف في الشرق الاوسط، وهو امر له علاقة بتاثير القوى الخارجية، بالاضافة الى تعقيدات العرقيات المختلفة والمجتمعات الدينية ينتج عنها مخاطر، فهناك حالة تنافس فيما بينها لتشكيل مستقبلنا، وهذا ما يحتم البحث عن فرص لوضع حدا لهذه الاوضاع.
مشاركة :