تمر اليوم 76 سنة على تأسيس جامعة الدول العربية، تحقيقًا لطموحات وآمال الشعوب العربية في بناء تجمع إقليمي لتوثيق الصلات، وتعميق الروابط، وتنسيق الجهود فيما بين الدول الأعضاء سعيًا للدفاع عن القضايا العربية العادلة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وتحقيق التنمية الشاملة لدول المنطقة وشعوبها. وطوال هذه العقود، عملت الجامعة العربية على بذل كل الجهود رغم التحديات والصعوبات التي اعترضت مسيرة العمل العربي المشترك. وقد حرصت الجامعة العربية خلال السنوات الماضية، وفي ظل ما شهده العالم العربي من اضطرابات أمنية وسياسية واجتماعية، على مواصلة العمل من أجل دعم التضامن العربي في مواجهة التدخلات الخارجية، وتنسيق الجهود والمواقف صونًا للأمن الجماعي والاستقرار الإقليمي، وحفاظًا على سيادة الدول العربية ووحدتها وسلامة أراضيها. وبموازاة ذلك، فقد واصلت الجامعة العربية دورها كمنصة جامعة لتنسيق السياسات والمبادرات والاستراتيجيات التي تمس صلب الواقع المعيشي للمواطن العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك من خلال المجالس الوزارية المختلفة والمنظمات العربية المتخصصة.وفى ظل جائحة كورونا التي تسببت تداعياتها في ارتباكات غير مسبوقة، تعمل الجامعة العربية على تنسيق الجهود ووضع رؤى مستقبلية للتحرك الجماعي الفاعل لاحتواء الآثار السلبية للجائحة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز الاستجابة العربية في مواجهة أزمات شبيهة في المستقبل. إن الأمانة العامة للجامعة العربية، وهى تحيي ذكرى هذا اليوم الهام في تاريخ العمل العربي المشترك، تُجدد التزامها الراسخ بعزيز دعائم هذا البيت العريق، والحفاظ على وحدته وحيويته ليبقى فضاء للحوار والتلاقي والتفاعل البناء لاستشراف مستقبل أفضل للشعوب العربية جميعًا.
مشاركة :