بايدن.. مساران متوازيان للتصعيد تجاه روسيا والصين

  • 3/23/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال الأيام الماضية، تصعيداً خارج المألوف تجاه روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، على نحو قد يعيد خلط التوقعات حول المسارات الاستراتيجية الكبرى للسياسة الأمريكية. فبينما كان الرئيس السابق دونالد ترامب قد قلل من شأن التنافس مع روسيا، مقابل تصعيد غير مسبوق تجاه الصين، فإن بايدن يسير حتى الآن في مسارين متوازيين، وعدم إتاحة الفرصة لموسكو أن تستفيد من الاندفاع الأمريكي تجاه الصين. وللولايات المتحدة دروس في سلبيات الانشغال في ساحة وترك الساحات الأخرى خارج المراقبة، وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حين قال في طوكيو إنه بينما كانت واشنطن منشغلة بالشرق الأوسط والإرهاب، قامت الصين بتعزيز قوتها. هل تخشى واشنطن من تنامي قوة روسيا وهي تتفرج على حلبة النزال الوشيكة بين واشنطن وبكين؟ أداوت الحرب يرى ديفيد سنجر في مقالة بنيويورك تايمز بعنوان (كان ذلك سريعاً: صدام مع الصين وروسيا في الأيام الـ60 الأولى لبايدن) أن بيئة الحرب الباردة عادت مجدداً، لكن بأدوات مختلفة، وذكر مقاربة إدارة بايدن والتي تمحورت رسالتها للصينيين في اجتماع ألاسكا الأسبوع الماضي أن قراءة الصين بتراجع الولايات المتحدة على المسرح العالمي خاطئة ومكلفة. وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي حازماً في التحذير أنه من الخطأ الاعتقاد بإمكانية تحقيق الصين انتصاراً على الولايات المتحدة من خلال مواجهة عسكرية في المحيط الهادي. وكتب سوليفان: «إن المقدمات المركزية لهذا النهج البديل ستكون أن القوة الاقتصادية والتكنولوجية هي في الأساس أكثر أهمية من القوة العسكرية التقليدية في إقامة قيادة عالمية، وأن المجال المادي للتأثير في شرق آسيا ليس شرطاً مسبقاً ضرورياً لاستدامة هذه القيادة». كان جزء من هدف اجتماع ألاسكا هو إقناع الصينيين بأن إدارة بايدن مصممة على التنافس مع بكين في جميع المجالات لتقديم تكنولوجيا تنافسية، مثل تصنيع أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، حتى لو كان ذلك يعني إنفاق المليارات على الأبحاث التي تقودها الحكومة ومشاريع التنمية، وشراكات صناعية جديدة مع أوروبا والهند واليابان وأستراليا. في هذا الإطار، يتوق الروس بنفس القدر مع الصين، إلى تقليص النفوذ الأمريكي. وعلى نحو متزايد، بحسب سنجر، تشترك الدولتان في اللجوء إلى سلاح فتاك وهو التدخلات الإلكترونية في الشبكات المعقدة التي تشكل شريان الحياة للحكومة الأمريكية والصناعة الخاصة. الخلاصة التي توصل لها سنجر في نهاية مقاله أن التصعيد عنوان المرحلة المقبلة من الجانب الأمريكي.جبهتان منفصلتان هذا الاتجاه قد يعني - على نحو ميداني - انتقال الولايات المتحدة إلى الهجوم، عبر هجمات إلكترونية فتّاكة مضادة، وهو ما ألمح مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، إلى أنها الخطوة المطلوبة. لكن ما قد يدور في ذهن بايدن إذا كان يخطط لتنفيذ هذه الاستراتيجية على نطاق واسع، هو تجربة ضغط قصوى على الخصمين الكبيرين، لإشغالهما كلاً على حدة بساحته الخاصة ومنعهما من خوض معركة مشتركة، بل داخل جوارهما القريب: بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادي بالنسبة لبكين، وأوكرانيا وسوريا وشرق أوروبا بالنسبة لموسكو. ربما تلعب حساسية بايدن الشديدة من ترويج الخصوم لفرضية ضعف أمريكا إلى اندفاعة حادة لإثبات العكس. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :