طالبات الفنون بجامعة زايد يفسرن الأمثال الشعبية بأعمال خزفية

  • 9/16/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كيف نجعل أمثالنا الشعبية وموروثَنا الشفاهي أو المكتوب من الحِكَم والأقوال وأبيات الشعر حاضرة في حياتنا، نراها بأعيننا ونلمسها بأيدينا، وليس مجرد عبارات مأثورة تستدعيها الذاكرة وترددها الألسن في المواقف والمناسبات؟ عشر طالبات من كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد قدمن إجابة عن هذا السؤال، حيث صممن أعمالاً خزفية تجسد مضمون هذه الحِكم والأمثال وتعبر عنها بأشكال نراها رأي العين ونتعامل معها بالحواس، وليس مجرد نصوص نستذكرها،واجتمع من حصيلة هذه الأعمال معرض أقمنه في فرع الجامعة بدبي. الطالبات المشاركات هن موزة خليفة آل نهيان، فاطمة علي، بشاير عبد الرازق، عائشة بن سليم الفلاسي، علياء مطر السويدي، ميثاء عبد الكريم صالح، مريم القمزي، خلود الريس، عائشة أحمد المهيري، وكلثم سرور، وقد اخترن قطوفاً من تراث الحكمة الشعبية والشعر العربي، وقدمت كلٌ منهن تأويلها الجمالي الخاص لما اختارته باستخدام الصلصال كوسيط تشكيلي. جاء المعرض تطبيقاً لما تعلمنه في أحد المساقات الدراسية من تقنيات تشكيل المواد الصلبة والزجاجيات باليد وصبّها في عجينة الصلصال لتصبح أشكالاً ثلاثية الأبعاد، تجسد المعاني والدلالات التي يبوح بها بيت الشعر القديم أو المثل الشعبي. وتحدث عدد من الطالبات المشاركات عن أعمالهن الفنية وتجاربهن مع إنجازها، فقالت عائشة المهيري إنها عبرت بقطعة الخزف التي أنتجتها عن فهمها للمثل الشعبي مَن شبَّ على شيءٍ شاب عليه، موضحة أن هذا المَثَل وإن كان ينطوي في استخدامه على مقصدين متناقضين، إذ قد يشير إلى العادات الجيدة أو إلى العادات السيئة، إلا أنه يرمز إلى استقرار العادات في شخصية المرء إلى درجة تنميطها لهذه الشخصية، وهو يشير هنا بدرجة أوسع إلى التقاليد الطيبة التي ورثناها عن الأجداد والتي يتعين إقرارها والحفاظ عليها، والتقليد الطيب الذي عبرتُ عنه في عملي بالمعرض هو المواظبة على قراءة القرآن الكريم. وتضيف: جسدتُ هذا المعنى من خلال تصميم حامل لكتاب الله، على شكل شجرة جذعها له نسيج خشبي، وقد ترعرعت بجواره زهرة ألستروميريا، التي ترمز إلى الصداقة وتتميز بأنها معمرة ورائحتها زكية. أما الطالبة خلود الريس فتقول إن عملها هو تأويلها الفني للحكمة القائلة في عين القط، كل شيء ينتمي للقط،وهي تريد من خلاله أن يلاحظ المتلقي جماليات العلاقة بين الحيوانات الأليفة وأصحابها، موضحة أنها استوحت العمل من قطها نونو الذي يملؤها دائماً بمشاعر تشبه الأمومة نحوه. تقول خلود: نانو بالنسبة إلي مثل طفل يحبني من دون شروط، دائماً يريد أن يلفت انتباهي له ويشعرني كما لو أنني ملكه فقط إذا ما اقتربت قطط أخرى، وكثيراً ما يطيب خاطري عندما أكون حزينة كما لو أنه آدمي له مشاعر، وهو رفيقي أينما أذهب، بل هو أيضاً بمظهره الرقيق وألوانه الخلابة أشبه بقطعة الإكسسوار التي أتزين بها وأحب أن يراني بها الناس ويجتذب محبي الحيوانات الأليفة. أما عن تجربتها كفنانة مع عملها فتقول: أشعر بجمال العالم حينما أشرع في تنفيذ عمل خزفي فيه آدميون وحيوانات. أما الطالبة علياء مطر السويدي فعرضت عملها المستوحى من الحكمة دوام الحال من المحال. وتقول عنه: لكي أعبر عن هذه الحكمة بطريقة فريدة عمدتُ إلى تصميم وجهين أحدهما صخري وقاسٍ، والآخر مزهر وواعد، وقد صادفتُ أثناء انشغالي بإنجاز هذا العمل عدداً من التحديات والحوادث التي كادت تدفعني إلى التخلي عنه في لحظة ما، ولكن بعد تجديد المحاولة والاستغراق أكثر في الصلصال، انبعث فيَّ الحماس وأخذت أضيف إليه أشياء أكثر لأضع اللمسات الأخيرة عليه. وقد دفعني الشغف باستكشاف الوجوه والطبيعة، كمبتدئة، لأنْ أستغرق في إنجاز العمل، وساعدني ما تعلمته على تحقيق نتيجة مُرْضية.

مشاركة :