كما كان متوقعاً، فشلت دول الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بالإجماع، على توزيع ملزم لـ120 ألف لاجئ إضافي، بهدف مواجهة أزمة المهاجرين، وهو ما جعل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تدعو إلى قمة طارئة الأسبوع المقبل وسط أنباء عن دخول 156 ألف مهاجر الاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي، فيما أغلقت المجر حدودها مع صربيا في إجراء اعتبرته بلغراد استفزازياً. وتأجل اتخاذ قرار في ملف تقاسم العبء حتى الاجتماع الدوري المقبل لوزراء الداخلية الأوروبيين في 8 أكتوبر المقبل، وحسب لوكسمبورغ التي تترأس حالياً الاتحاد الأوروبي ما زال العديد من الدول الأعضاء يعارض بقوة مبدأ التقاسم الملزم. ضغوط وكان وزراء الداخلية الأوروبيون يسعون للتوصل إلى اتفاق سياسي على الأقل لحل أزمة اللاجئين بشكل موحد عبر فرض استقبال الدول الأعضاء، بشكل ملزم، لعدد محدد من اللاجئين، بيد أن مجموعة من الدول من أوروبا الوسطى والشرقية ترفض هذا التوزيع، فيما كانت دول مجموعة فيسغارد - تشيكيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا - قد أعلنت في وقت سابق رفضها مبدأ الحصص التلقائية للاجئين، فيما اقترحت براغ وبراتيسلافا إقامة ممر للسوريين بين المجر وألمانيا. اتفاق في الأفق وبسبب حدة الأزمة طلب وزير الدولة البلجيكي للهجرة واللجوء تيو فرانكن، تقديم الاجتماع المقرر في 8 أكتوبر، مشيراً إلى احتمال التصويت بالأغلبية المؤهلة للتوصل إلى اتفاق وقرار يفرض على الدول المترددة. وتقول الخبيرة في الشؤون الأمنية الأوروبية روسا خيمينيس، باستثناء مسألة توزيع اللاجئين في حد ذاتها فقد تم التوصل إلى اتفاق بخصوص عدد من الشروط المهمة لتوزيع طالبي اللجوء بين البلدان الأوروبية. ولقي الفشل الأوروبي انتقادات أممية، حيث قالت الأمم المتحدة إنها تشعر بخيبة أمل عميقة لغياب توافق بشأن خطة لتوزيع اللاجئين وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، هناك حاجة لاتفاق حاسم دون مزيد من التأجيل لتلبية الاحتياجات ولتحرك شجاع يقوم على تضامن كل الدول الأعضاء. قمة أوروبية ووسط هذه التطورات، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى عقد قمة أوروبية طارئة للاتحاد الأوروبي لبحث أزمة اللجوء الأسبوع المقبل. وقالت ميركل عقب لقائها بالمستشار النمساوي فرنر فايمان بالعاصمة الألمانية برلين، إنه لا بد أن يتناول اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي عدة موضوعات من بينها كيفية دعم المواطن التي يأتي منها اللاجئين بشكل أفضل. في غضون ذلك، أشادت الحكومة الأميركية بتعامل ألمانيا مع أزمة اللجوء. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست للصحافيين، إن الحكومة الألمانية عززت مساعيها في هذا الشأن. وبدأت المجر أمس، بتطبيق تشريع جديد ينص على عقوبة بالسجن ثلاث سنوات لأي شخص يعبر السياج الشائك الذي أقيم على طول الحدود مع صربيا (175 كيلومتراً)، وأغلق مركزا العبور الرسميان في اسوتالوم وروسكي-اورغوس ما يقفل الحدود بالكامل مع صربيا كما تعتزم المجر بناء سياج جديد على حدودها مع رومانيا لوقف تدفق اللاجئين. في الأثناء، قال وزير الرعاية الاجتماعية الصربي ألكسندر فولين، إن المجر نكثت بوعدها بإغلاقها المعبر الحدودي الرئيسي من صربيا إليها، حيث تقطعت السبل بآلاف المهاجرين بين البلدين. مشيراً إلى أن هذا الإجراء استفزازي من جهتها قالت وكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود فرونتكس، إن عدداً قياسياً بلغ 156 ألف مهاجر دخلوا الاتحاد في أغسطس ما يرفع إجمالي الأعداد التي دخلت هذا العام إلى أكثر من 500 ألف، وفي عام 2014 بأكمله عبر 280 ألف مهاجر حدود الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، أعلنت جامعة الدول العربية عن عقد مؤتمر صحافي عالمي لأمينها العام د. نبيل العربي، ومدير منظمة المرأة العربية د. ميرفت التلاوي، غداً الخميس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، للتحدث حول أوضاع اللاجئين والنازحين السوريين في الوطن العربي والعالم. جائزة أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف، أن الأمم المتحدة قررت تكريم المعلمة الافغانية عقيلة آصفي بمنحها جائزة نانسن للاجئين لهذا العام، تقديراً لتعليمها للفتيات الافغانيات في المنفى في باكستان.