أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المنافسة بين القوى الكبرى ستكون من أهم سمات العلاقات الدولية في المرحلة المُقبلة إن لم تكن أهمها، حيث لن تكون منطقة أو إقليمٌ بمنأى عن هذه المنافسة الشرسة، وستحتاج القوى المتوسطة والصغرى إلى استراتيجيات مختلفة ومبتكرة للتعامل مع واقع عالمي يختلف كثيراً عما عهدناه خلال السنوات الثلاثين الماضية، مُضيفاً أن بناء القوة الذاتية العربية، وتعزيزها بالتحالفات وعلاقات الصداقة تظل السبيل الأكثر نجاعةً لتعزيز الأمن القومي العربي في زمن يتسم بالسيولة الشديدة على الساحة الدولية.جاءت كلمات أبو الغيط خلال محاضرة ألقاها اليوم، عبر فيديو كونفرانس، على منتسبي كلية الدفاع الوطني بسلطنة عمان تحت عنوان "نظرة على المستقبل العالمي والعربي".وتناول أبو الغيط خلال المحاضرة مُشكلات رسم السيناريوهات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالأحداث نادرة الوقوع التي يكون لها تأثير عميق وممتد على التفاعلات الدولية، مثل جائحة كورونا، مشيراً إلى أن تجربة العالم مع الجائحة تُثبت أهمية إعطاء وزن أكبر لاحتمالية وقوع هذه الأحداث، بل وأهمية تعزيز مناعة المجتمعات في مواجهتها في المستقبل.وأوضح الأمين العام للجامعة العربية في محاضرته أنه لا ينبغي استبعاد احتمال تطور المنافسة إلى صراع عسكري بين القطبين الصيني والأمريكي، لافتاً إلى أهمية وضعية روسيا في هذه المنافسة الثلاثية على قمة النظام الدولي، وإلى أن المستقبل سيكشف عما إذا كان طرفان في المعادلة سيلجآن للتحالف ضد الثالث. --وأشار أبو الغيط خلال المحاضرة إلى الأبعاد المختلفة للمنافسة الصينية- الأمريكية على جميع الأصعدة، الاقتصادية والتكنولوجية والأيديولوجية، مُضيفاً أن كل طرفٍ يسعى لرسم صورة ذهنية عن نظامه السياسي والاقتصادي باعتباره الأفضل، وأن الجائحة أعطت فرصة للصين لإظهار قدراتها في تنظيم المجتمع في مواجهة هذا الخطر، في حين كشفت أحداث اقتحام الكونجرس في 6 يناير عن نقاط ضعف في الديمقراطية الأمريكية.
مشاركة :