قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الصين والولايات المتحدة ليستا بحاجة إلى صراع عسكري كي ينتصر أحدهما على الآخر، في ظل التحديات الداخلية التي تواجههما. وبحسب مقال للأستاذ بجامعة كورنيل «جيسيكا تشين فايس»، فقد زارت رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، تايوان في 2 أغسطس الماضي، لعرض دعم الكونغرس للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، متحدية الاحتجاجات الصينية بأنها تتعارض مع سياسة «الصين الواحدة» التي أقرتها الولايات المتحدة. أضافت الكاتبة: ردت الصين بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية واختبارات صاروخية وعمليات أخرى في مضيق تايوان، وفي 7 أكتوبر الجاري، أمرت إدارة بايدن بضوابط شاملة على الصادرات لمنع الصين من الحصول على أشباه الموصلات الأكثر تقدمًا والمعدات اللازمة لتصنيعها، ومنع أي شركة أمريكية أو أجنبية من بيع أي معدات تستخدم التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين. واستطردت: تخاطر المنافسة بين الولايات المتحدة والصين بأن تصبح غاية في حد ذاتها، ما يضغط على القادة في بكين وواشنطن لتبني المواقف المتطرفة التي تهدف إلى إحباط بعضهما البعض، وإهدار جهود مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأوبئة. تابعت: من غير المرجح أن يسعى الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى صراع عسكري، لتحويل الانتباه عن التحديات المحلية أو للتحرك قبل أن تصل قوة الصين إلى ذروتها، فالسياسة الخارجية الصينية تميل إلى أن تكون أكثر حذرًا عندما ينشغل قادتها بالتحديات الداخلية مثل تلك التي ركز عليها جين بينغ في خطابه الأخير. وأردفت: طموحات الصين وقدراتها على المدى الطويل أصبحت عملًا مستمرًا، خاصة مع تباطؤ نموها الاقتصادي، ويدرك الحزب الشيوعي أن الصين لا تزال أضعف من الولايات المتحدة، وأن حملة التحديث لا تزال تعتمد على التكنولوجيا ورأس المال الدوليين. وتواصل الكاتبة: بالنظر إلى انعدام الثقة العميق لدى الطرفين، فإن الخطوات المنسقة والأحادية الجانب للتراجع عن حافة الهاوية يمكن أن تمنح الولايات المتحدة والصين متنفسًا للتغلب على التحديات المحلية الحادة، وتجاوز فترة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص. وأضافت: على الرغم من حسن النية، فإن الدعوات للتغيير في سياسة الولايات المتحدة من المرجح أن تزيد من خطر هجوم صيني على تايوان. واختتمت بالقول: يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لإظهار رغبتها في تقييد الخطوات التي ترمز إلى الدعم الأمريكي للجزيرة.
مشاركة :