وقفة مع نهائي أغلى كؤوس الطائرة رغبة الفوز والروح تبقيان أغلى الكؤوس في دار كليب

  • 3/24/2021
  • 01:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قراءة: علي ميرزا صحيح أنّ فريق دار كليب كان الطرف الأفضل في مباراة نهائي كأس وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء للموسم المنتهي 2020-2021، وصحيح أنّ عنيد الدّار حقّق الأهم من خلال المحافظة على اللقب الغالي للمرة الثالثة عن جدارة واستحقاق، ولكنّ في الوقت نفسه يتّفق أصحاب الفهم والذّوق الفني على أنّ المواجهة لم تف بوعودها المنتظرة، رغم المحفّزات التي التي أشرنا إليها ولفت إليها أكثر من طرف، إذ أنّ المباراة قد خالفت كلّ التوقعات ليس على مستوى الانتصار والخسارة، وإنما المستوى الفني، والسبب يعود إلى أنّ المحرّق وهو الطرف الآخر المنافس كان الحاضر الغائب، في هذه السطور نحاول أن نستعرض قراءتنا للحدث النهائي. رغبة الفوز والرّوح.. كانت رغبة الفوز والروح بادية على أداء رفاق قائد وصانع ألعاب دار كليب محمود حسن منذ انطلاقة الشوط الأول الذي لم يتيحوا فيه الفرصة لمنافسهم ولو لمرّة واحدة أن يتقدّم في النتيجة، وإنما سجّل التعادل نفسه في الشوط مرة واحدة 14-14، ورغم أنّ الألعاب الجانبية في دار كليب لكل من علي إبراهيم ومحمود عبد الواحد والسلوفاكي مارتن كانت سيدة الموقف إلا أنّ الثلاثي المذكور كان في قمّة تركيزه وتفوقه في ظلّ غياب حائط صدّ المحرق الذي لم يحقق إلا نقطة واحدة مباشرة. وعندما نشير إلى أنّ رغبة الفوز واللعب بروح عالية كانا وراء ما حققه دار كليب، فإننا لم نأت بأي جديد، إذ تعوّدنا وعوّدنا أبناء العنيد أن تكون الروح القتالية هي العنوان الدّائم لأدائهم على مدار مواسم متعدّدة بعيدا عن الفوز والخسارة،فالبرازيلي سيرجيو مدرب الفريق وطاقمه الفني المساعد عرفوا جميعا كيف يهيّئون عناصر الفريق فنيا وذهنيا،وكانت قراءتهم للمنافس قراءة موفّقة،وأتت أكلها. المحرّق ينهي موسمه بأسوء عرض.. أحد الفنيين قال لنا قبل المباراة بأنّ المحرق سيظهر بشكل مغاير، والنهائيات لعبته المفضّلة، وهذا الكلام صحيح ولا غبار عليه، وقد أثبتته مواسم سالفة، غير أنّ رفاق الجوكر فاضل عباس قائد المحرق قد فاجئوا الجميع وفي مقدمتهم جهازهم الفني والأنصار بأداء باهت خلا من الرّوح والتركيز رغم التّفوق الهجومي 37 مقابل 33 لدار كليب، إلا أنّ لاعبي المحرق قد بالغوا في التوهان والشرود الذهني على مدار الأشواط الثلاثة التي استغرقتها المباراة،مما اضطرّ الجهاز الفني بقيادة المدرب القدير محمد المرباطي إلى إجراء تغييرات زادت من الطين بلّة، لأنّ كثرة التغييرات تفقد الفريق الاستقرار،بل تفقد اللاعبين الثقة في أنفسهم، ولا أعني بذلك أنّ هناك لاعبين أكبر من يجلسوا على مقاعد البدلاء. لو حصل المحرق على درع الدوري وكأس ولي العهد رئيس الوزراء، لما أثار هذا أيّ علامة استفهام، ولكن أن يخرج من الموسم خالي الوفاض، ويقدّم مستوى أقل ما يقال عنه بأنه باهت في المباراة النهائية، فهنا يتطلّب منا أن نضع أكثر من علامة استفهام وتعجّب. دار كليب أكثر تركيزا.. والمحرّق أكثر أخطاء.. لقد كشفت عدد الأخطاء التقريبية المباشرة التي ارتكبها الفريقان خلال الثلاثة الأشواط بأنّ دار كليب كان أكثر تركيزا وحرصا على عدم الوقوع في الخطأ، وفي الوقت الذي ارتكب فيه المحرق قرابة 32 خطأ مباشرا توزّعت على 10 في الشوط الأول، و13 في الشوط الثاني، و9 في الشوط الثالث، نجد أنّ دار كليب وقع في الخطأ قرابة 18 مرة، وتوزعت على الشوط الأول 4، والثاني 7، والثالث 7، وكان تقدم دار كليب في النتيجة خلال الشوط الثالث 21-16 جعله نسبيا يستسهل ارتكاب الخطأ،وتكشف إحصائية ارتكاب الخطأ في الفريقين عن مدى حضور التركيز لدى لاعبي دار كليب وغيابه لدة لاعبي المحرق. السلوفاكي مارتن يتغيّر.. لقد مسح السلوفاكي مارتن لاعب صفوف دار كليب الصورة التي كان عليها،وأنا واحد من المتابعين الذين قلتها بصراحة بأنّ السلوفاكي لم يكن باللاعب المحترف المقنع والمناسب لصفوف العنيد، إذ كان يلعب بطريقة عشوائية معولا على القوة لا غير، ولكنّ اللاعب في آخر ثلاث مباريات ابتداء من لقاء النصر في دور ربع النهائي قد بدأ يقدم مستوى مغايرا عما كان عليه، مما جعل صانع اللعب في الفريق محمود حسن يدخله في شبكة المنظومة الهجومية، والصورة المغايرة التي ظهر بها مؤخرا مارتن تعود إلى اللعب بعقل وتفكير، ولهذا رأيناه يلجأ إلى الإرسال الموجّه التكتيكي بدلا من الهجومي الضائع، وشاهدناه يتعامل مع حوائط الصد على طريقة (التج آوت) والإسقاط لاستغلال سوء التغطية في المساحات الخالية بدلا من طريقة اللعب التي كان ينتهجها (يا صابت يا خابت) ومن هنا كان مارتن أحد أبرز عناصر فريقه خلال المباراة النهائية.  حوائط صد مخجلة.. لم تكن حوائط الصد المباشرة حاضرة في المباراة بالشكل المنتظر منها من الفريقين وخاصة من المحرّق الذي لم يسجل على مدار الأشواط الثلاثة سوى 2 واحد منها في الشوط الأول وآخر في الشوط الثاني، بينما غابت حوائط صده كليا في الشوط الثالث، بينما سجل دار كليب 7 حوائط صد منها 2 في الشوط الأول، و1 في الشوط الثاني، و4 في الشوط الثالث. روح محمد حبيب حاضرة ولكن.. لعب محمد حبيب لاعب مركز3 في صفوف المحرق بروح عالية، وكان يزأر كعادته مع كلّ نقطة يحققها، وكان متألقا في المباراة، ولكن زئير محمد حبيب وحده لم يكن كافيا، ولم يحرّك بقية زملائه، أبو آدم لم يخيّب  ظن من وضع الثقة فيه، إذ كان مستواه ثابتا على مدار الموسم حتى المباراة الأخيرة، فقد أدى دوره وكان عند مستوى المسؤولية. ماذا جرى لك يا كودي؟ وصفنا الكاميروني كودي لاعب صفوف المحرق بأنه من أصحاب المهمات الصعبة، غير أنه في المباراة النهائية فاجأنا جميعا، ولم يختلف عن بقية زملائه إن لم يكونوا أفضل منه، فقد كان هو الآخر تائها، وخانه حسن التصرف في أكثر من كرة، وما الكرة الهجومية الأخيرة الطائشة في الشوط الثالث التي صوبها في العصا الجانبية للشبكة إلا تعبيرا عن الشرود الذهني الذي كان عليه الكاميروني، فالسؤال الذي يحتاج للتوضيح هو: هل كودي كان مضغوطا من تلقاء نفسه أم أنّ كرات المعدين لم تكن تصله بالطريقة التي يتمناها وتسهّل مهمته في الضرب الهجومي؟ وكان الجهاز الفني للمحرق قد تأخر في سحب الكاميروني من الملعب، إذ كان يستحق متابعة المباراة من مقاعد البدلاء منذ الشوط الثاني وليس الثالث، نظرا لتقهقر مستواه، في الوقت الذي كنا نترقب أن يكون رقما هجوميا صعبا في المباراة. وتبقى أنّ المباراة النهائية توقعناها جميعا خير مسك لختام أنشطة الاتحاد خلال موسم استثنائي، غير أنّ أمنياتنا ذهبت هدرا مع الرياح، بينما طار عنيد دار كليب وحده بالكأس للمرة الثالثة، بينما باتت خسارة المحرق مضاعفة بعد خسارة درع الدوري.  

مشاركة :