لينا شاكر وليلى فوزي.. صديقتان في مواجهة السرطان

  • 3/23/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الصداقة والحب في العلاقات الإنسانية، امتزج لونهما بالصفتان النقيضتان وهما الخداع والكذب، فشحبا وتبدلت ملامحهما بالسنوات الماضية، إذ بات من النادر رؤية علاقات صحية تسودها المودة والرحمة والتآخي وقت أشد الأزمات قسوة على الإنسان، لكن رغم ضبابية تلك المشاهد، ربما ترى وسط صدمات الحياة بصيص أمل يضئ طرقًا صار الظلام مصيرها المحتوم ويزهر قلوب يبست في غياب الحب. صداقة حقيقية تدوم سنوات قادرة على فتح صفحات جديدة في حياة أشخاص خلت حياتهم من أشكال وقصص الحب الجيدة، والبطلتان هذه المرة صديقتان، لم يجف رصيد الحب بينهما خلال عشر سنوات أنقضت، إحداهما هي المذيعة المصرية لينا شاكر، ذات الـ٤٣ عامًا، والثانية خبيرة التجميل ليلى فوزي. وبدأت حكايتهما، الأكثر قسوة في مشوار صداقتهما، بتواصل «شاكر» مع «فوزي»، منذ شهرين، لتخبرها أنها في حاجة إلى مساندتها ودعمها بعلة تنفيذ فكرة تطاردها بإلحاح، حيث تفكر في إطلاق جلسة تصوير خاصة، وبسؤال خبيرة التجميل حول الأسباب وتحاورها مع صديقتها، التي عملت معها منذ عام ٢٠٠٠ أثناء تقديم المذيعة برنامجها «أسهر معانا» عبر التلفزيون المصري فكانت «الماكيرة» ليلى المسؤولة عن تهيأة لينا للظهور على الهواء بلمساتها الخفيفة بفن المكياج، أجابتها «شاكر» بكشفها أنها مُصابة، بأشرس الأمراض في مهاجمة الإنسان، السرطان. حالة من الصدمة، عاشتها الصديقة الوفية ليلى لثواني وربما أكثر بكثير، أربكت مشاعرها فهل تساند صديقتها وتجيبها بـ«نعم بالتأكيد أنا أدعم فكرتك» أم تصمت حزنًا على مصاب الحبيبة الجلل، لكن كسرت المذيعة بقوتها وسرعة تصرفها المعهودتان، كل الحواجز لتخفف من تأثير صدمة الصديقة فتقول لها: «أنا أعلم جيدًا أنك لا تتحملين مثل هذه الأخبار (وقلبك خفيف ورهيف) لكن أريد مشاركتك في (السيشن)». وبينما أنهت لينا كلماتها أجابتها ليلى بالموافقة على الفور وتتحدث ليلى عن موقفها قائلة لـ«المصري اليوم»: «أنا رحبت جدا.. قولت لها يلا نعمل (لوك جديد)»، بعد عبارات الاطمئنان والحب المتبادلة بين الصديقتان، يتطرقان للحكي عن كواليس جلسة التصوير. وعلمت ليلى من كلمات «شاكر» أنها خضعت للعلاج بالكيماوي، وتستمر في جلساتها والتي أثرت سلبًا على خصلات شعرها ولم يبقى سوى القليل من الشعرات، فتنصحها خبيرة التجميل التي لا تزال تعمل بمجال التلفزيون إلى يومنا الحالي، ألا تُقدم على خطوتها قبل أن تنهي الجلسات تمامًا حتى يتلاشى نوعًا ما أضرار الكيماوي على البشرة والشعرة. إذ تقول ليلى إن العلاج الكيماوي «يحول الوجه إلى لوحة (ممسوحة) باهتة الملامح» لذلك اختارت أن تنهي المذيعة جلساتها حتى يستقر نهائيًا حالة الوجه، وتبدأ بأدوات تجميلها في «الرسم» على الوجه، وتابعت: «أخر الكيماوي يتساقط الشعر كليًا ويبدأ الشعر في النمو من جديد». الترتيب للـ«سيشن» لم يلهيها عن شعورها الداخلي، فهي لا تزال حزينة وتسيطر عليها مشاعر الصدمة، وتتعالى الصراعات النفسية داخل ليلى مع اقتراب موعد السيشن، فأنهت المذيعة جلساتها وحان الآن موعد تنفيذ الاتفاق، وذهبت مثلما اتفقت ليلى مع صديقاتها للقائها لكي تضع خطوت واضحة بالمكياج تزيد على جمالها جمالًا، ورأتها ليلى بعينيها فهما تقابلا بالفعل، مثلما اتفقا، لكن تعاهدت ليلى مع ذاتها على التماسك أيًا كانت مفاجآت اللقاء الأول النفسية. تماسكتا كلتاهما ويسحبان أنفسهما بعيدًا عن الحزن، فيضحكان ويقرران إلقاء الدعابات، وعن تلك الحالةالتي مرّت بها ليلى في تلك المقابلة قالت: «كنا نضحك ولم أظهر أي شيء من ناحيتي على الإطلاق، حتى لا تتأثر نفسيتها.. قولت لها بطريقة فكاهية: هذه فرصتي حتى أبدلك وأرسم مكياجًا على مزاجي وبطريقتي»، وتابعت «في البداية توترت للوهلة الأولى ثم هدأت وبدأت أضحك في وجهها وقلبي موجوع»، تخطت أول اللقاء متجهة للعمل الجاد، وهو «السيشن». ومهمتها أن تعيد إظهار ملامح، حفظتها وتعلمها جيدًا حتى وإن تغيرت تحت تأثير الكيماوي «ملامح لينا أعرفها وكنت أتلاعب بالألوان لتأكيد إظهارها» وتختتم عبارتها بالعامية المصرية: «أنا عايزاها مبسوطة»، وليلى تعرف شخصية صديقتها جيدًا وكيف واجهت مع والدتها مرض السرطان لمدة ١١ عامًا بمسؤولية وشجاعة حتى توفيت الأم، ولا تزال تثابر للتغلب على المرض في معركتها، وتحكي «الماكيرة» عن الصديقة: «لينا شخصية قوية ولما تقابلنا كانت واخده كل حاجه بضحك لدرجة أن أول ما عيني وقعت عليها لم أستطيع السيطرة على دموعي أما احتضنتني وبتضحك.. إنسانة جميلة وطيبة وجدعة». وأنهت ليلى وعدها، وتم إعداد المذيعة لجلسة التصوير، التي خططت لها لتبعث رسالة إلى كل محاربات الـ«كانسر»، لتحثهم على ألا يستسلمون أبدًا في معركتهم داعمة النساء اللاتي هاجم المرض أجسادهن، وعلى لسان لينا تقول الماكيرة: «السرطان ليس النهاية والأمل موجود وربنا الشافي»، انتهت الصديقتان من جلسة التصوير، واحتفظت لينا باللقطات إلى أن أطلقتها وتعلن عن مرضها لأول مرة للجميع، ومحاربتها السرطان لمدة ثمان أشهر بالكيماوي والعلاج الإشعاعي، منذ اكتشافها الأولي للمرض. وتستريح لينا من معركتها حاليًا، وتحلم بمغادرة المرض «الخبيث» جسدها بلا رجعة، مُعبرة عن شكرها لصديقتها ليلى والمساهمين في جلسة تصويرها «شكرا لأنكم ساعدتوني أوصل لما كنت أريده.. بشكركم على (الجدعنة) ووقتكم» عبر «فيسبوك»، فيما تنهي صديقتها ليلى كلماتها وتجربتهما بتمنياتها لها بالشفاء: «الحمدلله حققت لها رغبتها في منح القوة لمرضى الكانسر من خلال (السيشن) وهي قررت تنزل صورها بعد الانتهاء من العلاج الاشعاعي.. وربنا يكمل شفاها على خير».

مشاركة :