الخروصي.. انطفاء شمعة للنبطي بعُمان

  • 9/16/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طارق أشقر-مسقط في جلسة توشحت بالسواد، أبّن شعراء وأدباء عمانيون في مسقط مساء أمس الثلاثاء الشاعر العماني حمد الخروصي الذي وافته المنية إثر سكتة قلبية في السادس من أغسطس/آب الماضي في سويسرا. وتزاحمت الكلمات التي ذكرت مآثر الفقيد في الجلسة التأبينية التي نظمتها الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، وذكّرت بإسهامات الشاعر العُماني في مجال الشعر النبطي. حمد بن عبد الله بن مبارك الخروصي شاعر من رواد الشعر النبطي، وهو ضرب من ضروب الشعر العربي المنظوم بلهجات الجزيرة العربية وما جاورها مثل بوادي الشام وفلسطين والعراق والأردن وسوريا والسودان. الشاعر من مواليد عام 1976 بقرية الصبيخي بولاية الرستاق بمحافظة شمال الباطنة شمال سلطنة عمان، قرض الشعر منذ طفولته حيث عاش في أسرة متوسطة الدخل، وكان شاعرا ذا حس أدبي مرهف، تخرج في مجال الكهروميكانيكا في الكلية التقنية بالمصنعة ببلاده عام 1997. العامية والفصحى ووصف الشاعر العماني خالد بن نصيب العريمي في الجلسة التأبينية تجربة حمد الخروصي الشعرية، قائلا إن حمد كان شاعرا بالفطرة، ومرددا دائما لمقولة الكاتب السعودي محمد الرطيان نحن نحب بالعامية ونكره بالعامية ونمارس كافة تفاصيل حياتنا بالعامية، لكننا نكتب بالفصحى. وأضاف العريمي أن حمد يرى أن القصيدة يجب أن تبقى سهلة وبسيطة في متناول الجميع، فكانت لغته سلسة وتراكيبه بسيطة من حيث بنية النص والصورة الشعرية. وبشأن ما يميز الخروصي عن بقية شعراء الشعر النبطي في عمان، أوضح الشاعر طاهر العريمي للجزيرة نت أن الفقيد كان يحمل قلق القصيدة وقلق الكتابة، فضلا عن اشتغاله العميق على قصائده. وأضاف طاهر أن حمد استطاع في حياته القصيرة زمنيا التوثيق للموروث الشفاهي العماني عبر انتقاله في أكثر من ولاية ومنطقة بعمان، فوثق لشاعر عماني قديم يدعى قطن بن قطن الهلالي، وللحكايات الشعبية المتناثرة في أحد الأودية العمانية، كما وثق لقصائد البدو أيضا. ذاكرة عُمان أما الشاعر العماني مسعود الحمداني، فوصف حمد بأنه كان يحب الحياة وغير متكلف في قصيدته، وأنه كان شاعرا حرا في داخله، في حين قال الكاتب والشاعر سماء عيسى إن فقيد الشعر النبطي كان قوي الارتباط بالأرض والإنسان ووطنه وقضاياه، فكان عميقا وبسيطا معا، وكان شعره مليئا بالحزن العميق، ولهذا كتب الشعر والمقال وكتب في النقد الأدبي ودراسات عن شعر الصحراء أيضا. وبشأن مدى رجاحة كفة الشعر النبطي على الفصيح في عمان، قال سماء عيسى إن النبطي شعر راسخ وقديم، وهو يشكل 90% من عطاء الشعراء العمانيين، في وقت كان فيه الفصيح قديما مقصورا على القضاة والفقهاء، بينما ظل النبطي -وما زال- ذاكرة الشعب العماني. وقد وصف طاهر العريمي الشعر النبطي بأنه الأقرب للناس، بينما صارت القصيدة الفصحى تمارس دورا نخبويا. وأثناء الجلسة التأبينية عرض المخرج عبد الله البطاشي فيلما تسجيليا قصيرا تناول سيرة الراحل إنسانيا وإبداعيا.

مشاركة :