كان شمعة تضيء سماء الشرقية.. يفتخر به أبناؤها وكل من هم حولها.. حقق إنجازات وبطولات جعلت منه بطلا يشار إليه بالبنان.. كان أول من حقق بطولة الدوري السعودي بدون أي خسارة.. وكان أول فريق سعودي يحقق بطولة خارجية.. وهو من الفرق صاحبة الانجازات الكبيرة, حيث يملك في جعبته ما يقارب الأربع عشرة بطولة رسمية, ناهيك عن أنه أخرج لنا نجوم كبار كان لهم صولات وجولات مع الفريق الاتفاقي ومع الأخضر السعودي.. وكان ذو شعبية لا يستهان بها على مستوى المنطقة الشرقية. هكذا كان فريق الاتفاق أو من كان يسمى بـ(فارس الدهناء)..! ولكن ألم تلاحظوا بأننا أوردنا كلمة «كان» بكثرة, فأين هو الآن من نتحدث عنه...!؟ منذ أن أُعلن عن هبوطه لدوري الدرجة الأولى وهو يئن ويصرخ.. لا يملك الحلول.. ولا يستطيع التقدم للأمام.. يخسر بسهولة من فرق لا طموح لديها.. وأصبح بينه وبين المتصدر لدوري الدرجة الأولى عشر نقاط قبل نهاية الدوري بخمس جولات فقط, وبعد أن لعب خمسا وعشرين مباراة فاز في اثنتي عشرة مباراة.. وتعادل في خمس مباريات وخسر ثماني مباريات كانت على النحو التالي: أمام النهضة ذهابا وإيابا, وأمام الطائي والمجزل والقادسية والرياض والوحدة والباطن...! هذه هي حال وأحوال فريق «اتي الشرقية» الذي كان يتغنى به الجميع.. فأصبح بين يوم وليلة فريق لا يشبه لاتفاق المجد والبطولات إلا بالاسم..! جماهيره تعيش في حسرة.. كلما تذكرت الماضي ضاق بها الكون.. لا تتحدث عن فريقها نهائيا.. وإن تحدثت سبق الدمع الكلام! وكل ما تملكه مجرد تساؤلات تطرحها بين فترة وأخرى.. ماذا جرى لإتي الشرق..!؟ وكيف يعود لسابق مجده..!؟ ويبقى السؤال الكبير.. لماذا وصل الاتفاق والاتفاقيون إلى هذا الحال..!؟ سؤال لا يعرف إجابته إلا القريبون من الفريق.. ولكن من خلال اطلاع ليس بالكبير أعتقد بأن الفريق يعاني من سوء إدارة وتعنت بعض أعضاء شرفه واختلافاتهم التي نسمع عنها منذ أربع سنوات كان فيها الفريق الاتفاقي لا يؤدي بالشكل المرضي.. ولكنه كان يستمر في دوري الكبار.. وهذا ما جعل الخلاف يستمر ويزداد ويكبر إلى أن بلغ في أحيان كثيرة حد القطاعة وإعلان ذلك في الإعلام, وهذا ما أثر على مسيرته طوال الأربع سنوات الماضية! كما يبدو أن الفريق الاتفاقي حاليا يعاني فنيا ونفسيا ولياقياً.. وهذا ما أثر على مسيرته في دوري الدرجة الأولى وجعله يخسر من فرق أقل منه بكثير..! بقي أن نطرح سؤالا آخر وأخير.. هل سيلتفت محبو هذا الفريق العريق له ليعدلوا مساره قبل فوات الأوان...!؟ الوسط الرياضي بأكمله يتمنى ذلك.. ففريق مثل الاتفاق صاحب صولات وجولات لا يليق به الاستمرار في دوري الدرجة الأولى, رغم أن المؤشرات تؤكد بأنه سيظل موسما آخر في هذا الدوري.. وهذا معناه بأن الفريق سيظل في نفس المعمعة ولن يخرج منها بسهولة.. ولكن من المهم جدا أن يخرج الفريق الاتفاقي من سوء العمل الإداري والاختلافات الشرفية.. فهذه الآفتان ما إن تدب في فريق إلا وظل يعاني منها, وهذا ما يجب أن يتنبه له محبو الفريق الاتفاقي.
مشاركة :