المتحدث الرسمي الصامت

  • 3/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الكل يعرف أنه أصبح من الضروري التواصل بين الأجهزة الحكومية والمجتمع مع وجود مبدأ الشفافية من خلال المتحدث الرسمي لدى الجهات الحكومية بكافة فروعها المختلفة في ظل التعدد والتنوع الكبيرين لوسائل الإعلام سواء المشاهدة أو المقروءة أو المسموعة مع وجود مستوى الزيادة في الوعي المعرفي وارتفاع سقف التطلعات لدى القيادة أعزها الله والمجتمع، في ظل عهد الحراك داخل المؤسسات والإصلاح الذي تعيشه مملكتنا الغالية. وعندما صدر قرار مجلس الوزراء والذي يلزم جميع الوزارات والمؤسسات والأجهزة الحكومية، بتعيين متحدث رسمي حتى يكون المصدر الرسمي لهذه الإدارة، وما يحدث داخلها من تطور ومشاريع حسب الواقع لهذه الإدارة، وكذلك الرد على الإعلاميين والصحف خلال ثلاثة أيام، عند ورود أي أخبار تتعلق بهذه الإدارة من أجل توضيح حقيقة الأمر للمجتمع والذي يبحث عن الحقيقة من مصدرها الأصلي. وحين نتوقف عند سمات وصفات المتحدث الرسمي الناجح لأي مؤسسة حكومية، والتي تعد مطلب أساسي ولا يمكن التغافل عنها ويجب أن تتوفر بالمتحدث الرسمي لأنه واجهة المؤسسة التي يعمل بها ويمثلها وحلقة الوصل بين المؤسسة وبين الجمهور. ومن أبرز هذه السمات والصفات لأي متحدث رسمي لأي إدارة حتى يكون متحدث ناجحًا والتي أوردها الكاتب محمد بن أحمد الأكوع، من سمات شخصية، وصوتية، وإقناعية والتي جاءت على النحو التالي. ● أولاً: السمات الشخصية. 1. الموضوعية: العدالة في الحكم على الأشياء والوقوف إلى جانب الحق حتى ولو لحق به الضرر. 2. الصدق: مطابقة للواقع دون تحمس. 3. الوضوح. 4. الدقة. 5. الحماس. 6. القدرة على التركيز. 7. الاتزان الانفعالي. 8. المظهر: • النظافة والأناقة الشخصية. • الملبس والمظهر المناسب للحالة. • موافقة الملابس لبنيتنا الجسمية. • ملائمة اللون. • مناسبة المظهر للموقف. 9. القدرة على التعبير الحركي. ● ثانياً: السمات الصوتية. توجد عوامل عديدة خاصة بالنطق، يتوقف عليها قدر ما نحقق من نجاح، وأهم هذه العوامل: 1. النطق بطريقة صحيحة. 2. وضوح الصوت. 3. السرعة. 4. استخدام الوقفات. ● ثالثا: السمات الإقناعية. والمقدرة الإقناعية من السمات الأساسية للمتحدث المؤثر وتتضمن مجموعة من المهارات أو السمات هي: 1. القدرة على التحليل والابتكار. 2. القدرة على العرض والتعبير. 3. القدرة على الضبط الانفعالي. 4. القدرة على تقبل النقد. ومن الأشياء المؤسفة جِدًّا عندما نجد البعض منهم وهم قلة يفتقرون لهذه الصفات والسمات والتي تؤهلهم إلى هذا المكان الهام ويعد واجهة أي إدارة كما ذكرت سابقًا للأسف الشديد. مما يؤكد للجميع أن وصول البعض منهم لهذا المكان لم يكن بخبراتهم أو مؤهلاتهم والتي أهلتهم للوصول لهذا المكان الهام وذلك من خلال ما نشاهده في بعض المتحدثين الرسمين من عدم ردهم على الأسئلة وعن الاستفسارات التي ترد إليهم في مواضيع تخص إداراتهم من أجل توضيحها للجمهور، فتجد البعض منهم يلتزم الصمت وعدم الرد على وسائل الإعلام، وبسكوتهم هذا يكونون مصدر تأكد لما ينشر. ظَنَنَّا منهم أن (الصمت حكمة) عندما تتوالى الأخبار بأنواعها وأشكالها ضد المؤسسات التي يعملون بها ويمتنعون عن الرد حين يطلب منهم ذلك من قبل الإعلاميين والصحف مما يجعل الكثير يطلقون عليهم (المتحدثون الرسميون الصامتون) حيث أنَّ هذَا الصمتَ سيساهم في تأكيد الأخبار، التي تنشر في ظل الرد المغيب منهم مما يجعل المجتمع يقوم بالتحدُّثِ نيابةً عنهم، عن تلك الأخبار، وسيضعونها في القالب الذي يرونه مناسبًا لهم، وسيصعب بعدها على تلك الجهات أن تقومَ بتصحيح موقفها. ومن المفارقات أننا نجد ظهور البعض منهم يكون في أوقات التلميع لإدارتهم في القنوات التلفزيونية أو الصحف الورقية والإلكترونية، وينشرون أخبار اللقاءات التلفزيونية معهم قبل ساعات من اللقاء مع هذه القنوات، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الرسائل للمضافين لديهم، وعندما تريد أي جهة إعلامية الرد تجدهم يختفون وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم. وختاماً يجب على كل مسؤول لدى أي إدارة حكومية إعادة النظر في أوضاع المتحدثين لديهم، وعدم تسليم هذه الأقسام إلا لمن هم مؤهلين لها فالمتحدث الرسمي الناجح هو اللوحة الجميلة التي يشاهدها الآخرون ومن يقف خلف هذه اللوحة. ودمتم سالمين

مشاركة :