في وقت تسعى إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى إعادة ترتيب أوراقها بالمنطقة واعتماد سياسة ترتكز على تفعيل المسارات الدبلوماسية وإبرازها على حساب الضغط العسكري بمواجهة إيران والجماعات المتحالفة معها، أعلن البيت الأبيض أن المحادثات الثنائية مع الحكومة العراقية لبحث مصير الوجود المستقبلي للقوات الأميركية و"التحالف" المناهض لـ"داعش" في البلاد، إضافة إلى مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين ستستأنف أبريل المقبل. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في تصريحات مساء أمس الأول: "إن الاجتماعات ستوضح أن قوات التحالف موجودة بالعراق فقط لغرض تدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية لضمان عدم تمكن داعش من الظهور مجدداً". جاء ذلك بعد أن أرسلت بغداد طلباً رسمياً لإدارة بايدن، لتحديد موعد لاستئناف المحادثات الاستراتيجية بشأن العلاقات الثنائية وانسحاب القوات المتبقية في البلاد في ظل ضغط الأحزاب والفصائل المرتبطة بطهران من أجل تنفيذ الخطوة التي أقرها البرلمان عقب قتل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد العراقي أبومهدي المهندس يناير 2020. وستكون المحادثات، التي بدأت في يونيو الماضي في عهد ترامب، هي الأولى تحت إشراف بايدن الذي تولى الرئاسة في يناير الماضي، ومن المتوقع أن تشمل تصرف الميليشيات العراقية المرتبطة بطهران، والتي تهاجم المصالح الأميركية والأزمة الاقتصادية الطاحنة ببغداد. في السياق، كشف مسؤول عسكري عراقي بارز في قيادة العمليات المشتركة، عن توصيات جديدة من "التحالف الدولي" بشأن المساعدات العسكرية التي تلقاها العراق أخيراً من "التحالف" الذي تقوده واشنطن، تتضمّن شرط منع انتقالها أو استعمالها من قبل "الحشد الشعبي" الذي يضم فصائل شديدة الصلة بإيران. وأوضح أنه بموجب الشروط فإنه سيترتب على رصد أي خرق إجراءات من "التحالف"، قد تصل إلى وقف برنامج المساعدات للقوات العراقية النظامية. إلى ذلك، كشف وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن خلال لقاء مع نظيره العراقي فؤاد حسين، في بغداد أمس، عن مواصل العمل على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة بين العراق وقطر. وقال الوزير القطري خلال مؤتمر مشترك: "هناك فرصة مهمة لدعم استقرار العراق"، مشيراً إلى وجود "توافق في وجهات النظر بين البلدين بشأن الوضع الاقليمي". ولاحقاً، نقل عبدالرحمن رسالة خطية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى الرئيس العراقي برهم صالح تضمّنت دعوة رسمية لزيارة الدوحة. وخلال استقباله المسؤول القطري، قال صالح، إن أمام دول المنطقة مسؤولية كبيرة في تجاوز الأزمات والتوترات، والعمل على تثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي ومواجهة الإرهاب.
مشاركة :