رجل واحد يحيي الأمل في أحد أحياء بيروت بعد انفجار المرفأ

  • 3/26/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحجم الهائل للدمار الذي شهدته منطقة الكرنتينا في بيروت جراء الانفجار الضخم في ميناء العاصمة اللبنانية في أغسطس الماضي جعل إعادة البناء مهمة عسيرة. لكن مارك طربيه الحلو رئيس منظمة "فرح العطاء" الخيرية غير الحكومية قرر التصدي لهذه المهمة. فالحي الذي يغلب محدودو الدخل على قاطنيه كان من بين أقرب الأماكن للانفجار الذي أودى بحياة 200 شخص. ويقع الحي قبالة صومعة الحبوب العملاقة المدمرة التي أصبحت رمزا للمأساة. وكان الحلو قد قرر غداة الانفجار أن يُكرس نفسه والمنظمة الخيرية التي يديرها من أجل إعادة إعمار الحي. فمجرد إزالة الأنقاض تطلب رفع حمولة 300 شاحنة. وكانت بعض المباني في حاجة لتدخُل عاجل لمنع انهيارها. ويقول الحلو نفس ما يقوله سكان الكرنتينا من أن هناك أطفالا لم يضحكوا أو يلعبوا منذ شهور. وكان يقطن تلك المنطقة لبنانيون وسوريون وسكان آخرون، وبها فرقة إطفاء وعشرات المحلات التي تبيع كل شيء من قطع غيار السيارات إلى الأواني الفخارية. وقد تضرر الجميع بشدة. ورممت منظمة الحلو "فرح العطاء" أحياء لبنانية تضررت جراء الحرب والعنف منذ عام 1985. وقال الحلو (33 عاما)، الذي يستخدم كرسيا متحركا منذ إصابته في حادث غوص عام 2016، "للأسف بس، ولكن خبرتنا يمكن سمحتلنا إنو ناخد على عاتقنا منطقتين كانوا متضررين بشكل كبير كونهن الأقرب لموقع الانفجار فصار فيهن ضرر أكتر من غيرهن". وتولت منظمة "فرح العطاء" إعادة بناء ستة مربعات سكنية في الكرنتينا وجوارها، وتقطن تلك المربعات نحو 350 أُسرة. وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على الانفجار، الذي كان أحد أكبر التفجيرات غير النووية في العالم، لم يعد كثيرون لبيوتهم بعد. لكن الشوارع تعج بالحياة مجددا والمباني لم تبد أبدا على ما يرام. * وسط الأنقاض قالت فيرا نقّور ياغليان، أم إلياس، (٧٥ عاما) ومن سكان منطقة الكرنتينا، بينما تشير من شرفتها إلى واجهات مطلية بألوان زاهية "نحن هلأ حيّنا ما منحلم يكون عنّا (عندنا) هيك حي. هيدا الحي سمّيتو حي الفرنساوي صرنا متل الأحياء المرتبة بفرنسا... حي ولا أجمل". وأم إلياس، وهي أم لأربعة أبناء، من مواليد حي الكرنتينا الذي لم تغادره أبدا حتى إبّان الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990. وحين ترى الحلو مع فرق المتطوعين والمهندسين فإنها عادة ما ترسل لهم القهوة. وبينما يتجول الحلو في شوارع الحي على كرسيه الكهربائي المتحرك تكون فرق البناء تعمل ويتوقف المارة للترحيب. وتطلب امرأة تعويضا حكوميا وُعدت به ولم تتسلمه، بينما تطالب أخرى بتجديد خزائن مطبخها وتطلب ثالثة إعادة بناء سقف الفناء الخاص بها. وقالت للحلو إنه لولاهم لكانوا ما زالوا يعيشون وسط الأنقاض. وأوضح الحلو أنه يعد الانفجار عقد العزم على ألا يسمح لإصابته في العمود الفقري بمنعه من العمل، وقال إنه أدرك أن له مهمة عليه أن يقوم بها. وميزانية المنظمة الخيرية عالقة في البنك بسبب القيود المفروضة خلال الأزمة المالية بلبنان. لكن التبرعات تدفقت من الخارج، ما يصل إلى ثلاثة ملايين دولار نقدا إضافة إلى مواد بناء وحاويات محملة بالطعام. كما جاء ألوف المتطوعين الذين بينهم مهندسون وأطباء نفسيون. ومن الأمور المؤلمة للغاية كان مقتل عدد من رجال الإطفاء والنساء الذين هرعوا لإخماد حريق في الميناء قبيل الانفجار. وما زال مبنى فرقة الإطفاء بحاجة إلى إصلاحات لكنه عاد للعمل مجددا. ومن بين الأمور الأخرى المؤسفة جدا كان تدمير كنيسة محلية عمرها عشرات السنين سبق أن تضررت خلال الحرب الأهلية قبل تجديدها في التسعينيات. وتسبب الانفجار في سقوط سقفها وواجهتها. وأعاد متطوعون بناء الكنيسة واجتمع مصلون في قداس أُقيم بها عشية عيد الميلاد. وقالت أُم إلياس، التي تستعيد مشهد جيرانها الذين أٌصيبوا وغرقوا في دمائهم في أغسطس آب الماضي، إنها لم تستطع السيطرة على مشاعرها بعد أيام حين شاهدت الحي يعج بمقدمي المساعدات.  طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :