قالت شركة إنقاذ إن تحرير سفينة حاويات عملاقة جانحة في قناة السويس قد يستغرق أسابيع في حين أوقف مسؤولون كل السفن المتجهة إلى الممر المائي اليوم الخميس في انتكاسة جديدة للتجارة العالمية. وتعوق السفينة إيفر جيفن البالغ طولها 400 متر حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في القناة التي تربط بين آسيا وأوروبا وتعد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم. وقالت هيئة قناة السويس اليوم الخميس إنها أوقفت حركة الملاحة في القناة مؤقتا بينما تستمر لليوم الثالث جهود تعويم السفينة موضحة أن تسعة زوارق قطر تعمل على تعديل وضعها بعد أن علقت عرضيا في الجزء الجنوبي الذي يسمح بالمرور في اتجاه واحد بالقناة صباح يوم الثلاثاء بسبب رياح قوية وعاصفة ترابية. وذكرت القناة في بيان أن جنوح السفينة "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها". وذكر بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس الهولندية التي تحاول تعويم السفينة أن من السابق لأوانه تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة. وقال بيردوفسكي لبرنامج يبثه التليفزيون الهولندي "لا يمكننا استبعاد أن تستغرق المسألة أسابيع، حسب الوضع". وأشارت بيانات لتعقب السفن إلى أن 206 سفن حاويات وناقلات نفط وغاز وسفن للمواد السائبة تتجمع عند طرفي القناة مما يخلق واحدة من أسوأ حوادث تكدس سفن الشحن منذ سنوات. وجاء توقف حركة الملاحة في القناة ليضيف لعرقلة حركة التجارة العالمية الذي تسببت فيه منذ العام الماضي جائحة كوفيد-19 إذ تأثرت أحجام التجارة بمعدلات الإلغاء المرتفعة ونقص الحاويات وبطء التعامل مع الشحنات في الموانئ. وذكرت شركة إيه.بي.مولر ميرسك، أكبر شركة في العالم، إنها تدرس تحويل مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا مما يضيف للرحلة بين آسيا وأوروبا ما بين خمسة إلى ستة أيام. وأضافت الشركة أن البضائع التي لا تحتمل الانتظار لوقت طويل قد ترسل في قطارات أو طائرات لكنها لم تتخذ قرارا بعد. وزن هائل قالت هيئة قناة السويس التي سمحت لبعض السفن بدخول القناة على أمل تحرير السفينة إنها أوقفت حركة الملاحة كليا بشكل مؤقت اليوم الخميس. وقالت شركة ميرسك العملاقة للشحن في مذكرة إرشادية لعملائها إن لديها سبع سفن متأثرة بتعطل الملاحة في قناة السويس. وقال بيردوفسكي إنه تم رفع مقدمة السفينة ومؤخرتها على جانبي القناة. ومضى قائلا "الأمر يشبه جنوح حوت ضخم على الشاطئ. إنه وزن هائل على الرمال. قد نضطر إلى الجمع (في مهمتنا) بين تقليل الوزن عن طريق نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة بالإضافة إلى زوارق القطر وجرف الرمال". واعتذرت شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة الحاويات العالقة في القناة اليوم الخميس وقالت إنها تعمل على حل الموقف. وأضافت الشركة أن عملية تحريك السفينة "بالغة الصعوبة" وتابعت أنه لم يتضح بعد متى يمكن تعويم السفينة. وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم) إن جرافات تعمل على إزالة الرمال والوحل من حول السفينة في حين تعمل زوارق قطر مع روافع الناقلة لتحريكها. وقال مسؤول مطلع على العملية إن المهمة ستستغرق أياما على الأرجح. وأضاف رافضا نشر اسمه "إذا وصل الأمر إلى سيناريو أنك مضطر إلى رفع الحمولة فإنك إذن أمام مهمة تستغرق وقتا". وقد يساعد مد مرتفع متوقع يوم الأحد جهود الإنقاذ. يمر نحو 30 في المئة من حركة نقل الحاويات في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع. وقال ليون وليامز المتحدث باسم ميناء روتردام أكبر موانئ أوروبا "كل ميناء في غرب أوروبا سيتأثر بذلك...نتمنى أن تحل سريعا من أجل الشركات والزبائن. سنكون أمام أوقات انتظار أطول بالقطع عندما تصل هذه السفن إلى أوروبا". أزمة حاويات قالت شركة الاستشارات وود ماكينزي إن الأثر الأكبر يقع على حركة شحن الحاويات لكن هناك أيضا 16 ناقلة تحمل النفط الخام والمنتجات البترولية كان من المقرر أن تمر عبر القناة وتعطلت بسبب الحادث. وقالت الشركة إن حمولة هذه الناقلات تبلغ 870 ألف طن من الخام و670 ألف طن منتجات النفط مثل البنزين والنافتا والديزل. ووفقا لشركة فورتيكسا للتحليلات، فإن روسيا والسعودية هما أكبر دولتين تصدران النفط عبر القناة بينما تعد الهند والصين أكبر المستوردين له من هذا المسار. وقالت كبلر للاستشارات إن القناة تستقبل 4.4 بالمئة فقط من إجمالي حركة النفط لكن طول مدة التوقف ستعقد تدفقات النفط القادم من روسيا وبحر قزوين باتجاه آسيا، والنفط المتجه من الشرق الأوسط إلى أوروبا. ولا يزال تأثير الحادث على أسعار النفط محدودا، في ظل اتجاه معظم الناقلات إلى أوروبا، حيث يوجد ضعف على الطلب حاليا في ظل مجموعة جديدة من إجراءات العزل العام. وعبر هولجر لوش نائب مدير رابطة بي.دي.آي الصناعية بألمانيا عن مخاوفه، وقال إن التأخير يؤثر بالفعل على الإنتاج خاصة في صناعات تعتمد على المواد الخام. وذكرت مصادر بالقطاع أمس الأربعاء أن الشركة المالكة وشركات التأمين ستواجه مطالب بملايين الدولارات حتى إذا جرى تعويم السفينة سريعا. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: السفينة الجانحة، حركة الملاحة، قناة السويس طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :