أسعدني الخبر الذي نشرته جريدة «الرياض» مؤخراً، عن إقالة السلطات التركية لمدير أمن مطار إسطنبول ومساعديه، على خلفية قضية العائلة السعودية التي تعرّضت نهاية شهر أغسطس الماضي لمشاجرة وتعدّي من رجال أمن المطار خلال رحلة عودتها للمملكة!. وأسعدني أكثر أنّ السلطات أعتذرت للعائلة، ودعتها لزيارة تركيا مرّة أخرى على حسابها، وقرّرت توظيف بعضاً ممّن يتحدثون العربية في المطار، وهذا بأمانة يعكس اهتماماً راقياً وتصرفاً حضارياً منها، فشكراً.. تركيا، هذا باللغة العربية، و»تشكّر».. تركيا، هذا باللغة التركية!. من ناحية أخرى استغرب الحملات التي شنّها بعضُنا في مواقع التواصل الاجتماعي عقب القضية ضدّ الشعب التركي، ونعتوه بالفظ والغليظ، ودعوا لمقاطعة السياحة في تركيا، وهذا غير مُنصف، إذ أنّ ما حدث لا يمثل خلق وتعامل غالبية الشعب التركي العريق والمضياف، والذي تشهد له حتى الكاتبة الأمريكية الشهيرة «كاثرين براننج» في كتابها «شاي تركي من فضلك» أنه ذو ذوق بالغ الرقيّ، وهو ذوق يتغلغل في جوانب حياته كلّها، ويتمحور حول عناصر الأسرة، الأصدقاء، الطعام، والبيئة الجميلة، مع قصور طفيف يتمثل في سرعة الغضب والحِدّة، عن قصد أو غير قصد، ممّا تُسمّيه هي البصمة التركية!. وقد شهدت الكاتبة بهذا بعد زيارات كثيرة لتركيا طيلة ثلاثين عاماً، وردّاً للجميل على آلاف الأكواب من الشاي التركي التي قُدّمت إليها على سبيل الضيافة!. أمّا شهرزاد التي أدركها الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت: إنها تُفضّل الشاي المديني بالورد والدوش والنعناع، وأنه إذا كانت الكاتبة قد تغاضت عن هذا القصور لأجل أكواب شاي ثقيل وكثير الحلا، ألا يتغاضى السعوديون عنه مقابل أهداف سامية ومصالح نبيلة مع تركيا هي: الأخوّة الإسلامية، والتعاون الأمني والسياسي والعسكري، والتبادل التجاري، والسياحة الجميلة، وتركيا قد عادت إلى الحظيرة الإسلامية بقوة، فلنكن لها خير أخ وصديق!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :