لعلّكم تتذكّرون الاختراق الإلكتروني الذي تعرّضت له حاسبات شركة أرامكو قبل فترة ليست بعيدة، على أيدي بعض القراصنة الحقيرين، والحمد لله أنّ الموضوع مرّ بسلام!. لكن أرامكو تتعرّض حالياً لما يُشبه الاختراق، من بعض الوجوه، ممّا هو ليس إلكترونياً، ولا يقوده قراصنة، بل هو نظام عمل معتمد في بعض الدول، واسمه باللغة الإنجليزية (Out Sourcing)، ومعناه اللفظي (المصدر الخارجي)، أمّا معناه الفعلي فهو استعانة أرامكو بالشركات الخارجية عنها لتنفيذ كثير من أعمالها الداخلية التي عوّدتنا منذ نعومة أظفارنا أن نراها تؤدّيها كاملةً بنفسها، بواسطة رجالها المتمرّسين، وهو الذي أكسبها الخبرة العريضة والشهرة الأعرض، على الصعيد المحلّي والدولي!. وهذا النظام له إيجابيات، لا أنكرها، لكن أيضاً له عدّة سلبيات أهمها إشغال موظّفي أرامكو الأساسيين في تدريب موظّفي الشركات ليتواكب أداء هؤلاء الأخيرين مع مواصفات ومعايير أرامكو العريقة، وهذا يكون على حساب موظّفي أرامكو بما يُلقى على عاتقهم من أعباء إضافية، وتحوّلهم لشبه مدرّبين، وانصرافهم عن بعض أعمالهم الأساسية!. كما أنّ جُلّ موظّفي الشركات هم من الوافدين لا من السعوديين، فكيف يحصل ذلك وأرامكو من الرُوّاد في توظيف المواطنين السعوديين؟ ولا تفتح قطاعاتها لغيرهم إلا عند الحاجة الشديدة وفي التخصصات النادرة؟. وكنتيجة لهذا النظام، ليس من البعيد تراجع جودة بعض الأعمال في أرامكو، فما حكّ جلدك مثل ظفرك!. وفي اعتقادي: تُعتبر سلبيات هذا النظام أسوأ من اختراق القراصنة للحاسبات، لأنه يمسّ الموارد البشرية الوطنية بالضرر، فهو مثل مرض الجسم من الداخل، يصعب معه الطبّ والتطبيب، فهلّا عالجته أرامكو بما عُرِف عنها من نشاط وريادة، وصدّته كأنه اختراق، فلا يجب أن تُلدغ الشركات العالمية الكُبْرى من اختراقٍ مرّتيْن!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :