في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر بين موسكو والغرب، تضبط روسيا بوصلتها شرقا عبر جولات آسيوية لوزير خارجيتها شملت الصين وكوريا الجنوبية. محادثات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الصيني وانغ يي، أثمرت تمديد معاهدة حسن الجوار بين البلدين وكشفت معالم تحالف اقتصادي وسياسي للتصدي لما تصفه موسكو وبكين الهيمنة الغربية على العالم. وقال فياتشيسلاف ماتوزوف، دبلوماسي روسي سابق، إن زيارة وزير الخارجية الروسي إلى الصين إيجابية. وأضاف أن الزيارة تأتي ضمن الاستعدادات للتحالف الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي بين البلدين لمواجهة الضغوط الأمريكية والغربية ضد الصين. وكان التصعيد والتراشق وتبادل الاتهامات بين الغرب وموسكو قد دفع روسيا لتطوير علاقاتها مع الصين، فمصالح البلدين تساعد على تشكيل تكتل للتصدي للتحالفات الأمريكية العسكرية والسياسية والتي تصفها موسكو بآلية واشنطن لتدمير البنية القانونية العالمية. وقال قنسطنين فالينتينوفيتش، أستاذ العلوم العسكرية، إن سياسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن تدفع روسيا والصين نحو تشكيل تحالف استراتيجي. وأضاف أن روسيا والصين تقفان معًا ضد العقوبات الغربية. العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي والتي دخلت نفقا مظلما بسبب التوتر مع بروكسل، لم تمنع موسكو من تعزيز علاقتها مع دول أوروبية بشكل منفرد، فمع ألمانيا يستمر مشروع السيل الشمالي، ومع تركيا وضعت روسيا قدما لها في الناتو عبر صفقة اس400، ومع إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وصربيا تواصل روسيا العزف على وتر دبلوماسية لقاحات كورونا لتعزيز علاقاتها.
مشاركة :