تنامي القوة الصينية في مواجهة الهيمنة الأمريكية

  • 5/8/2022
  • 09:25
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

  انتهى‭ ‬زمن‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭! ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬افتتاحية‭ ‬لاذعة‭ ‬تتهم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الصحافة‭ ‬الرسمية‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬باستغلال‭ ‬الحرب‭ ‬لإنقاذ‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قائمًا‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭.‬ في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬قام‭ ‬مسؤولون‭ ‬حكوميون‭ ‬أمريكيون‭ ‬بزيارة‭ ‬رسمية‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬البلجيكية‭ ‬وذلك‭ ‬لنشر‭ ‬فيروسهم‭ ‬السياسي‭ ‬المعتاد‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬وتوظيف‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬الراهنة‭ ‬لمهاجمة‭ ‬الصين‭ ‬وتشويه‭ ‬سمعتها‭.‬ انتهزوا‭ ‬فرصة‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لانتقاد‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬للصين‭ ‬بشأن‭ ‬وضع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وممارساتها‭ ‬التجارية‭. ‬وكعادتها‭ ‬دائما‭ ‬لا‭ ‬تتوانى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬صب‭ ‬الزيت‭ ‬على‭ ‬النار‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬فعلت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعها‭ ‬حتى‭ ‬تعرقل‭ ‬محادثات‭ ‬السلام‭ ‬وتطيل‭ ‬أمد‭ ‬الصراع‭ ‬الروسي‭ ‬الأوكراني‭.‬ من‭ ‬خلال‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬القسرية،‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬حول‭ ‬الصين،‭ ‬والصيد‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬العكرة‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬حددوه‭ ‬لأنفسهم‭: ‬الحد‭ ‬من‭ ‬نفوذ‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭. ‬وبينما‭ ‬يعمل‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فإن‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬الذين‭ ‬يتمسكون‭ ‬بعقلية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬يعرضون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬للخطر‭ ‬وينسفون‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭.‬ إذا‭ ‬كان‭ ‬بعض‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يحبون‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬القواعد‮»‬،‭ ‬فإنهم‭ ‬يقدمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬مدافعون‭ ‬عنه‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬‮«‬قواعد‮»‬‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬فقط‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬أفراد‭ ‬عشيرتهم‭ ‬معًا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحتهم‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬ إن‭ ‬‮«‬نظامهم‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬سوى‭ ‬‮«‬الدائرة‭ ‬الصغيرة‮»‬‭ ‬ومجموعتهم‭ ‬السياسية‭ ‬الضيقة‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يسعون‭ ‬للدفاع‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬هيمنتهم،‭ ‬متجاهلين‭ ‬تطور‭ ‬العالم‭ ‬وواقع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭.‬ يجب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تفهم‭ ‬أن‭ ‬صعود‭ ‬وتنامي‭ ‬قوة‭ ‬الصين‭ ‬هو‭ ‬اتجاه‭ ‬تاريخي‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭. ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬لهؤلاء‭ ‬السياسيين‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخشى‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليات‭ ‬قوتها‭ ‬العظمى‭ ‬بثقة‭ ‬أكبر‭.‬ يجب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تفهم‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تتلاعب‭ ‬بالشؤون‭ ‬العالمية‭ ‬قد‭ ‬ولت‭ ‬وانتهت‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفهموا‭ ‬أن‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ميثاقها‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭.‬ إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬تعريض‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬للخطر‭ ‬وتدوس‭ ‬على‭ ‬قواعده،‭ ‬فهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬ألم‭ ‬يقصفوا‭ ‬يوغوسلافيا‭ ‬وغزوا‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي؟ لقد‭ ‬صموا‭ ‬آذانهم‭ ‬عن‭ ‬مخاوف‭ ‬روسيا‭ ‬الأمنية،‭ ‬واستخدموا‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصعيد‭ ‬حدة‭ ‬التوترات‭ ‬الإقليمية‭. ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬صعوبات‭ ‬تعافي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬أو‭ ‬مصير‭ ‬السكان،‭ ‬قاموا‭ ‬فقط‭ ‬بفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭.‬ كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نصدق‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تعمل‭ ‬لصالح‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬مبادىء‭ ‬ومواثيق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي؟‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬سوى‭ ‬القواعد‭ ‬والنظام‭ ‬في‭ ‬أفواههم،‭ ‬لكنهم‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬هيمنتهم‭.‬ يختلق‭ ‬السياسيون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والافتراءات‭ ‬حول‭ ‬أوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬لكنهم‭ ‬يظلون‭ ‬متجاهلين‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬تسببها‭ ‬بلادهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وهم‭ ‬يبرهنون‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النفاق‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭.‬ ألا‭ ‬يتسم‭ ‬تاريخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للأمريكيين‭ ‬الأصليين‭ ‬ومجتمعهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬المنهجي‭ ‬المستمر؟‭!‬ لقد‭ ‬تسبب‭ ‬التراخي‭ ‬الذي‭ ‬حاربوا‭ ‬به‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭. ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عادة‭ ‬التدخل‭ ‬الصارخ‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدول‭ ‬ثالثة‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬شن‭ ‬الحروب‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الديمقراطية‮»‬‭ ‬و«حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭.‬ في‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬مارس،‭ ‬سمح‭ ‬الأمريكيون‭ ‬بدخول‭ ‬12‭ ‬لاجئًا‭ ‬أوكرانيًا‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬أراضيهم،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬أصلا‭ ‬سبب‭ ‬الأزمة‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬تاركين‭ ‬آلاف‭ ‬اللاجئين‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬عالقين‭ ‬على‭ ‬حدودهم‭ ‬مع‭ ‬المكسيك‭.‬ أليست‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الدولة‭ ‬الأقل‭ ‬ميلًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لاحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان؟‭! ‬وفقًا‭ ‬لصحيفة‭ ‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال،‭ ‬تمكن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬أوكراني‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬عبر‭ ‬المكسيك،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قيد‭ ‬الاستخدام،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مائتي‭ ‬لاجىء‭ ‬أوكراني‭ ‬آخرين‭ ‬ينتظرون‭ ‬في‭ ‬المكسيك‭. ‬ من‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬الفرص‭ ‬لأوروبا‭ ‬ومن‭ ‬يهدد‭ ‬أمنها‭ ‬وازدهارها؟‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬أصبحت‭ ‬الصين‭ ‬الشريك‭ ‬التجاري‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬مثلما‭ ‬أصبح‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الشريك‭ ‬التجاري‭ ‬الأول‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬وفبراير‭ ‬2022‭.‬ على‭ ‬عكس‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬الصيني‭ ‬الأوروبي،‭ ‬تستخدم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬لاحتجاز‭ ‬أوروبا‭ ‬كرهينة‭. ‬إنهم‭ ‬يتظاهرون‭ ‬بأنهم‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬لاجئ‭ ‬أوكراني‭ ‬قد‭ ‬تدفقوا‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا،‭ ‬ويحثونها‭ ‬على‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬ضد‭ ‬روسيا،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬التضخم‭ ‬السنوي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬اليورو‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬نسبة‭ ‬7‭.‬4‭%‬‭ ‬في‭ ‬مارس‭.‬ في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬نشهد‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬هائلاً‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬أسهم‭ ‬شركات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‭ ‬العملاقة،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬الآن‭ ‬استثمار‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬الملاذات‭ ‬الآمنة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تستعد‭ ‬لبيع‭ ‬كميات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الأمريكي‭ ‬للأوروبيين‭ ‬بسعر‭ ‬مرتفع‭.‬ إن‭ ‬الصين‭ ‬وأوروبا‭ ‬قوتان‭ ‬عظميان‭ ‬ملتزمتان‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أنهما‭ ‬يمثلان‭ ‬سوقين‭ ‬كبيرتين‭ ‬يساعدان‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وحضارتين‭ ‬عظيمتين‭ ‬تدفعهما‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالإنسانية‭.‬ إن‭ ‬استقرار‭ ‬العلاقات‭ ‬بينهما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬والغموض‭ ‬التي‭ ‬تكتنف‭ ‬الوضع‭ ‬الدولي‭ ‬الراهن‭. ‬يساهم‭ ‬تعاونهم‭ ‬بروح‭ ‬الانفتاح‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الخاصة‭ ‬بعصر‭ ‬العولمة‭.‬ من‭ ‬خلال‭ ‬تزوير‭ ‬حكاية‭ ‬‮«‬التهديد‭ ‬الصيني‮»‬‭ ‬من‭ ‬الصفر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬منافسة‭ ‬معادية‭ ‬للصين‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تصنيفها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬منافسة‭ ‬منهجية‮»‬‭ ‬‭[‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭]‬‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إنما‭ ‬تظهر‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬أي‭ ‬مجل‭ ‬للشك‭ ‬أنها‭ ‬تنزع‭ ‬إلى‭ ‬الهيمنة‭. ‬ إن‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬المستقرة‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وأوروبا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬أوروبا،‭ ‬القوة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لعالم‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬نهجًا‭ ‬أكثر‭ ‬استقلالية‭ ‬وموضوعية‭ ‬وعقلانية‭ ‬تجاه‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬وأن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬الاستراتيجي‭.‬ إن‭ ‬الافتراء‭ ‬على‭ ‬بلد‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يجعله‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬أهدافه‭ ‬ويفوت‭ ‬فرصة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لتحدياته‭ ‬وكذلك‭ ‬تحديات‭ ‬عصره‭. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬السياسيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬ضمائرهم،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬عقلية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وردود‭ ‬الفعل‭ ‬العشائرية،‭ ‬والتركيز‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬ كورييه‭ ‬إنترناسيونال

مشاركة :