هل رأيت ذاك الذي يبتسم برغم الألم والقهر والأسى الذي يعيشه والحاجة التي تثقل كاهله، وهو قابل بما قسمه الله له، لا تكاد الابتسامة تفارق محياه، وضع اتكاله على الله، وقبل بما لديه؟! وهل رأيت ذاك الذي لديه كل شيء بالدنيا وأكثر لكنه عابس وحزين ومتألم ولا يستمتع بحياته وما رزقه الله.. إنما يعيش مع الهم والحزن والغم.. وربما لأنه يفكر بالأكثر والمزيد؟ في فلسفة الحياة هناك من لديهم شغف الثراء ليسعدوا، وهناك من يعتبر السعادة بالمنصب أو الجاه أو العزوة أو أيا كان.. وهناك بالمقابل من يصنع السعادة من أبسط المكونات، ويستمتع بحياته بالرغم من بساطتها الشديدة.. وقد يكون أكثر استمتاعا من ذلك الذي يملك كل شيء، فليس هناك مقياس للسعادة، ولا يمكن أن نربطها بما حققه الإنسان من ثراء أو مجد أو غيره من معطيات الدنيا.. إن السعادة صناعة داخلية تختلف من شخص لآخر، ولا يمكن أن نحدد مقومتها أو أسبابها. إننا نطالب دائماً بأن يكون لدى الشخص حافز ليعيش حياة إيجابية، وتلك الإيجابية التي ننادي بها لا يمكن اكتسابها بالمعرفة أو الحكمة أو العلم، لكنها صناعة داخلية يجب أن تنطلق من العمق الداخلي للإنسان، وأن تكون ركيزتها الأساسية القناعة الذاتية والرضا، ثم تدريب النفس تدريبا حقيقيا بأن تكون سعيدة وإيجابية ومتفائلة في كل الأحوال والظروف.. لأننا إذا فقدنا الأمل في أي أمر فإننا فقدنا الحافز الأساسي للنجاح في الحياة، والأمل هو اختصار التطلع الحقيقي لمستقبل مشرق ومميز،، والإيجابية هي ركن أساسي من ركائز التفاؤل والأمل الذي حثنا ديننا الحنيف على اتباعه (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وحتى في الحالات المستعصية نجد أن الأمل هو الشغف الوحيد القادر على تغيير الواقع، ففي الطب مثلا يقولون إن العامل النفسي والأمل والتفاؤل لدى المريض هو نصف العلاج، وهناك الكثير من الحالات التي شفيت من أمراض مستعصية بعد فضل الله، بالأمل والتفاؤل والحالة النفسية الإيجابية.. لذلك فإننا عندما ننادي بالإيجابية والتفاؤل فإننا ندعو الأشخاص للتخلص من كافة قيود السلبية وعوائقها. ويبقى السؤال الملح، ماذا ينقصك لتسعد، انظر في كافة الإيجابيات التي تمتلكها، تخلص من كافة الروابط السلبية، اجعل لنفسك حافزا إيجابيا تستند إليه، وتعلم دائما أن تبتسم، وبالرغم من كافة الظروف، اجعل الابتسامة لا تفارق محياك، ستخلق حينها حافزا إيجابيا داخليا لنفسك ومن هم حولك، راقب وتعلم ما للابتسامة من سحر وتأثير.. ودمتم سالمين.
مشاركة :