درهم وقاية خير من قنطار علاج - شريفة الشملان

  • 9/17/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في بداية موسم الحج صدمنا جميعا بما حدث في الحرم المكي الشريف، هذه الصدمة زلزلت الكثير من فرحنا بالموسم، جاء أمر الملك حفظه الله مسحاً على جروح المصابين من جهة، وتعزية منه لأهاليهم. ذلك لاشك سيخفف مما أصابهم. كنّا في البداية مرعوبون من تسلسل كورونا للحجاج، رغم كل ما اتخذته وزارة الصحة من احتياطات بما في ذلك منع الإبل وهي المتهم الأول بنقل العدوى من التواجد في مكة المكرمة حفاظا على سلامتهم، لكن كما يقال الكثرة تغلب الشجاعة وكثرة الحجاج وصعوبة السيطرة على حجاج الداخل كنّا قلقين من ذلك. الشيء الذي لم يكن في الحسبان والذي حصد ارواح عدد من الحجاج ممن أتوا مبكرين ليعتمروا، ان تسقط رافعة عليهم ويُقتل منهم أعداد كبيرة، قد خفف من المصاب لم يكن بالمئات اننا في بداية الموسم. نعم هناك رياح وهناك امطار وسوء للأجواء لكن ذلك لا يعني ان رافعة بذاك الثقل والحجم تسقط على الحجاج بوجود خطأ ما، وهو ما أسفرت عنه التحقيقات، رحم الله الجميع وتقبلهم شهداء في جنة الخلد. هناك أمور لابد ان يتم المحاسبة عليها، من ترك الرافعات بلا صيانة؟ ومن لم يتأكد من تثبيتها والأكثر محاسبة هو لماذا سمح للحجاج بالتواجد في محيطها وكان لابد من اخلاء المنطقة من البشر، وهذا ما أمر به مليكنا لاحقا. وأخيرا لا ادري لماذا يتم العمل في الموسم ولماذا لا ينتهي قبل المواسم. ان تلك الفاجعة لنا جميعا ولكل المسلمين وهي فاجعة فار فيها الدم المسلم وامتزج مع بعضه البعض، وانتثرت اشلاؤه ليس في حالة حرب ولكن في حالة رعب مفاجئة. تلك الحالة أذهلتنا جميعاً وكسرت فينا متعة التهليل والتكبير، لذا لابد من ان يشمل التحقيق جميع الأطراف صغيرها وكبيرها. بلدنا ليس معروفا عنه الرياح الكثيرة والمطر هذه حقيقة ولكننا نعرف ان مكة تهب عليها الرياح القادمة من المحيط الهندي وبحر العرب، ونعرف موسمها صيفا فلابد من أخذ الحيطة فالحجاج قادمون لآمن بقعة على وجه الارض وقدومهم لها يعني اننا مسؤولون عن أمنهم وسلامتهم وهذا لا يتم الا بالحذر والبعد عما يسبب أي إعاقة لموسم الحج ومنها: - عدم التهاون بمتطلبات السلامة. - الصيانة الدائمة وعدم إهمالها لحظة واحدة. - المحاسبة والمراقبة من جهة مستقلة، دائمة. - الانتباه لحمولة الرافعة وايضاً منع الحجاج من الاقتراب من محيط الرافعة. وأخيرا قيل دائما الوقاية خير من العلاج، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج. ولكم السلامة والعافية وللحجاج حج مقبول وذنب مغفور وتجارة لا تبور.

مشاركة :