مع بداية عام 2021 استمرت أسعار النفط في الارتفاعفي ظل التفاؤل الذي ساد الأسواق المالية بعد التوصل للقاحات فيروس كورونا بما سيساهم في تسريع التعافي الاقتصادي الأمر الذي من شأنه سيدعم الطلب، بالإضافة إلى النجاح الاستثنائي لتخفيضات مستويات الإنتاج من قبل منظمة أوبك بلس التي ساهمت في تعزيز الأسعار. وشهدت الأسعار ارتفاعًا قويًا في 15 يناير مسجلة أعلى مستوي لها للمرة الأولى منذ بداية أزمة فيروس كورونا، حيث وصل خام برنت عند 56 دولار وخام غرب تكساس عند 53.9 دولار، مدفوعًا بتعهد المملكة العربية السعودية أحادي الجانب بتخفيض كبير في مستويات الإنتاج خلال شهري فبراير ومارس، مما أدى إلى رفع الروح المعنوية لمنتجي النفط الصخري الأمريكي بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها والديون المثقلة في العام الماضي. أسباب تأرجح أسعار النفط في الوقت الحالي بعد ارتفاع أسعار تداول النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية شهدت تقلبات عرضية نتيجة عدة أسباب: 1 .انخفاض معدل الطلب العالمي ذكرت إدارة معلومات الطاقة أن معدل الطلب العالمي في عام 2020 بلغ نحو 92.2 مليون برميل يوميًا، بأقل من عام 2019 بواقع 9 مليون برميل، وتتوقع الإدارة نمو الطلب بواقع 5.6 مليون برميل يوميًا في عام 2021. 2 .زيادة انتاج النفط الصخري الأمريكي قام منتجي النفط الصخري برفع انتاجهم من أجل تحقيق مكاسب في ظل ارتفاع الأسعار، لتعويض الخسائر التي لحقت بهم في العام الماضي. في عام 2019 أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم حيث بلغ انتاجها اليومي 12.1 مليون برميل يومي وكانت هذه هي المرة الأولى للولايات المتحدة أن تصدر نفط أكثر من الذي تستورده، ولكن في عام 2020 بلغ إنتاج الولايات المتحدة 11.3 مليون برميل يوميًا، ومن المحتمل أن يتراجع ​​إلى 11.1 مليون برميل يوميًا في عام 2021. 3 .ارتفاع الدولار الأمريكي شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا في الأسابيع القليلة الماضية بعد الخسائر الواسعة التي لحقت به في العام الماضي، يستخدم العديد من المتداولين الدولار كعملة احتياطية واستثمار آمن في أوقات الأزمات وعدم الاستقرار الاقتصادي، ويرتبط الدولار بعلاقة عكسية مع أسعار النفط، فكلما انخفضت قيمته زادت الأسعار والعكس، حيث يتم دفع جميع معاملات النفط بالعملة الأمريكية. أوبك تضافر جهودها لإعادة التوازن في السوق قال وزير الطاقة السعودي الأمير "عبد العزيز بن سلمان" في 4 يناير في اجتماع وزاري لمنظمة أوبك أن هناك العديد من القصص التي يجب أن تُروي عن المحن التي تمت مواجهتها في العام المنصرم، فضلًا عن النجاحات غير العادية التي حققتها أوبك بلس في عام 2020 لمواجهة مثل هذه الأزمة الحادة،فلم تحقق أوبك بلس فقط أكبر تخفيضات على الإطلاق في إمدادات النفط، ولكن الالتزام بتلك التخفيضات بطريقة منضبطة وموحدة. وأضاف الوزير أن نهج التعاون المشترك ساعد في قطع شوط طويل نحو إعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية بعد صدمات العام الماضي، ولكن الآن كما نرى انتعاش السوق وتعافيه بشكل جيد وبوتيرة سريعة يجب علينا تجنب إغراء التراخي في تصميمنا. ومع ذلك، فإن الاستمرار في خفض الإنتاج لن يكون سوى نصف المعركة، بالإضافة إلى تقييد المعروض من النفط سوف ترغب أوبك بلس في رؤية الطلب على النفط الخام يرتفع مع تعافي الاقتصاد العالمي.